يزور الرئيس السوري أحمد الشرع أنقرة، اليوم الثلاثاء، لبحث إعادة الإعمار وقضية المسلحين الأكراد.

ومن المقرر أن يصل الشرع بعد الظهر آتياً من السعودية، أول محطة خارجية له منذ أطاحت فصائل سورية بقيادة “هيئة تحرير الشام” نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024.

وباتت السلطات الجديدة في سوريا التي تتشارك حدوداً طولها 900 كيلومتر مع تركيا، أمام مرحلة انتقالية تواجه تحديات عدة بما في ذلك استعادة السيطرة على كامل التراب السوري.

وفي مسعى للمحافظة على توازن العلاقات الإقليمية بعد زيارته إلى السعودية، سيسعى الشرع الآن إلى الاستفادة من العلاقة الاستراتيجية التي أقامها مع أنقرة على مر أعوام.

مواجهة تركيا و”قسد”

وأفاد مكتب الرئيس التركي، أمس الإثنين، بأن الزيارة تأتي “بدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان” الذي سيستضيف الشرع في القصر الرئاسي.

وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون على منصة “إكس”، إن المحادثات بين أردوغان والشرع ستركز على “الخطوات المشتركة التي يتعين القيام بها من أجل التعافي الاقتصادي والاستقرار والأمن المستدامين” في سوريا.

ورغم معاناتها هي نفسها أزمة اقتصادية، تعرض تركيا مساعدة سوريا على التعافي بعد الحرب المدمرة التي تواصلت 13 عاماً.

في المقابل، تسعى أنقرة لضمان الحصول على دعم دمشق ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، حيث تخوض “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة معارك ضد فصائل مدعومة تركياً.

وتتهم تركيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، المكون الرئيس لـ”قسد”، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضد أنقرة منذ الثمانينيات. وتصنف تركيا وبلدان غربية حزب العمال “منظمة إرهابية”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التهديدات التركية

وتسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” على معظم مناطق شمال شرقي سوريا الغنية بالنفط حيث أقامت إدارة ذاتية بحكم الأمر الواقع منذ أكثر من عقد.

وهددت تركيا بالتحرك عسكرياً لإبعاد القوات الكردية عن حدودها على رغم الجهود الأميركية للتوصل إلى اتفاق هدنة.

وكانت أنقرة حاضرة بقوة في إدلب شمال غربي سوريا التي أدارها منذ عام 2017 تحالف فصائل بقيادة الشرع، ولا تزال تملك قواعد عسكرية في شمال سوريا.

ويقول مصدر دبلوماسي غربي، إن “هيئة تحرير الشام” التي كان يقودها الشرع “كثيراً ما تصرفت بحذر عبر تجنب الدخول في معارك مع قوات سوريا الديمقراطية، على رغم الضغوط التركية”.

وبينما أبقت الضغط على المسلحين الأكراد في سوريا، مدت أنقرة في الوقت ذاته يدها للسلام إلى مؤسس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، مما زاد احتمالات صدور دعوة منه قريباً لأتباعه لإلقاء السلاح. ويرجح بأن هذه الدعوة ستكون موجهة خصوصاً إلى قادة الحركة العسكريين في سوريا والعراق.

الموقف الأميركي الغامض

وقال الباحث المتخصص في الشؤون الكردية في باريس حميد بوز أرسلان لوكالة “الصحافة الفرنسية”، إن “أردوغان لا يريد كياناً كردياً على عتبته” في سوريا. وأضاف أنه رغم ذلك، فإن الشرع “يعرف أنه مدين للأكراد الذين بقوا محايدين (أثناء تقدم قواته) وهو في حاجة إلى العمل مع هذه الحركات”.

وبالنسبة إلى الشرع، فإن “الخيار الأول هو حل هذه المسألة عبر السبل الدبلوماسية والمحادثات”، بحسب مديرة برنامج الدراسات التركية لدى “معهد الشرق الأوسط” ومقره في واشنطن غونول تول.

وأضافت أنه سيضطر وإدارته للتحرك في مرحلة ما “إذ لا يمكنهم تحمل تداعيات وجود منطقة خارجة عن سيطرتهم”. ولفتت إلى أن سير الأمور سيعتمد على موقف الإدارة الأميركية الجديدة في عهد الرئيس دونالد ترمب على رغم أن سياستها حالياً “غامضة” في ما يتعلق بهذا الملف.

نقلاً عن : اندبندنت عربية