تستعد الصين لاتخاذ إجراءات مضادة ردا على الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على الواردات، حيث ذكرت صحيفة جلوبال تايمز الصينية المدعومة من الدولة أن الصين تضع صادراتها الزراعية الأمريكية في مرمى نيرانها، مما يزيد من المخاطر في حرب تجارية متصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم.
الصين تصف تطبيق ترامب للرسوم الجمركية الإضافية غدا بالابتزاز
وفي الأسبوع الماضي، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الواردات الصينية، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، مما يؤدي إلى فرض تعريفات جمركية تراكمية بنسبة 20%، واتهم بكين بعدم بذل ما يكفي من الجهود لوقف تدفق الفنتانيل إلى أمريكا، وهو ما قالت الصين إنه بمثابة ” ابتزاز”.. بحسب ما نقلته رويترز.
الصين تدرس الرد المناسب على الولايات المتحدة بعد فرضها الرسوم الجمركية
وقالت صحيفة جلوبال تايمز اليوم الاثنين الموافق 3 مارس، نقلا عن مصدر مجهول أن “الصين تدرس وتصوغ التدابير المضادة ذات الصلة ردا على التهديد الأمريكي بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10٪ على المنتجات الصينية بحجة الفنتانيل”.
وأضاف التقرير أن “التدابير المضادة من المرجح أن تشمل التعريفات الجمركية وسلسلة من التدابير غير الجمركية، ومن المرجح على الأرجح أن تشمل المنتجات الزراعية والغذائية الأميركية”.
وتعد الصين أكبر سوق للمنتجات الزراعية الأميركية، وقالت جينيفيف دونيلون ماي، الباحثة في جمعية أكسفورد العالمية: “على الرغم من انخفاض الواردات منذ عام 2018، فإن أي رسوم جمركية على المنتجات الزراعية الأمريكية الرئيسية مثل فول الصويا واللحوم والحبوب يمكن أن يكون لها تأثير كبير على التجارة بين الولايات المتحدة والصين وكذلك على المصدرين والمزارعين الأميركيين”.
واضافت أن “القطاع الزراعي الأميركي كان لديه الوقت للاستعداد لإدارة ترامب الثانية والحرب التجارية الثانية، مع الدروس المستفادة من إدارة ترامب الأولى، لذا، من الناحية النظرية، ينبغي أن يكون في وضع أفضل للبحث عن أسواق بديلة، ولكن الواقع قد يكون أكثر تعقيدا بكثير”.
واستوردت الصين وهي أكبر مستورد زراعي في العالم وثاني أكبر اقتصاد في العالم منتجات زراعية أمريكية بقيمة 29.25 مليار دولار في عام 2024، بانخفاض 14% عن العام السابق، مما يمدد الانخفاض بنسبة 20% الذي شهدناه في عام 2023.
ولم يتبق لبكين سوى أقل من أسبوع واحد للتوصل إلى تدابير مضادة أو التوصل إلى اتفاق بعد إعلان ترامب، وتتزامن الرسوم الإضافية المقترحة أيضا مع بدء الاجتماع السنوي للبرلمان الصيني، وهو حدث سياسي من المتوقع أن تطرح فيه بكين أولوياتها الاقتصادية لعام 2025.
توقعات بنتائج عكسية للتعريفات الجمركية التي فرضها ترامب
ويقول المحللون إن بكين لا تزال تأمل في التفاوض على هدنة مع إدارة ترامب، لكن مع عدم وجود مؤشرات على أي محادثات تجارية حتى الآن فإن احتمالات التقارب بين العملاقين الاقتصاديين تتلاشى.
وقال وانج دونج المدير التنفيذي لمعهد التعاون والتفاهم العالمي بجامعة بكين: “إن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة ليست حتمية، لكن قرار ترامب بفرض الرسوم الجمركية الآن هو قرار سيئ، قد يعتقد ترامب ومستشاروه أن فرض الرسوم الجمركية في هذا الوقت يهدف إلى الضغط على الصين وإرسال إشارة، لكن هذا سيأتي بنتائج عكسية وسترد الصين بقوة حتما”.
وقد أدت الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين خلال فترة ولاية ترامب الأولى إلى إشعال حرب تجارية شاملة، مما أدى إلى قلب الأسواق المالية والإضرار بالنمو العالمي.
وهذه المرة، قوبلت الدفعة الأولى من الرسوم الجمركية على واردات الفنتانيل التي فرضها ترامب في الرابع من فبراير بتحرك انتقامي سريع من جانب بكين.
الصين تؤكد استعدادها لردود انتقامية في حالة عدم فشل التفاوض مع الولايات المتحدة
وأعلنت الصين عن سلسلة من التدابير المضادة واسعة النطاق تستهدف الشركات الأمريكية بما في ذلك جوجل ومالك العلامة التجارية للأزياء كالفن كلاين، ورسوم جمركية جديدة على واردات الفحم والنفط وبعض السيارات من الولايات المتحدة.
وقالت وزارة التجارة الصينية يوم الجمعة إنها تأمل في العودة إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن، محذرة من أن الفشل في القيام بذلك قد يؤدي إلى ردود انتقامية.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن كبار مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني اجتمعوا في اليوم نفسه وتعهدوا باتخاذ خطوات لمنع أي صدمات خارجية للاقتصاد الصيني.
الولايات المتحدة تضع الصين ضمن الخصوم الأجانب
ويأتي اجتماع المكتب السياسي بعد أسبوع من إصدار البيت الأبيض مذكرة استثمارية تحت عنوان “أميركا أولا” وضعت الصين على قائمة “الخصوم الأجانب”.
نقلاً عن : الوفد