على الرغم من أن الشيخوخة أمر حتمي، فإن اتخاذ قرارات صحية يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة العين وتحسين جودة الحياة مع مرور الوقت. يعتبر الضمور البقعي المرتبط بالعمر من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تدهور الرؤية لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 عامًا فأكثر، ما ينعكس سلبًا على جودة الحياة بشكل كبير، وفقًا لموقع “تايمز ناو”.

الضمور البقعي

الضمور البقعي هو مرض تدريجي يصيب العين، ويؤثر على البقعة، وهي جزء من الشبكية المسؤولة عن الرؤية المركزية.

فهم العلاقة بين التقدم في العمر وزيادة خطر الإصابة بالضمور البقعي يعتبر أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للأنشطة اليومية مثل القراءة، القيادة، والتعرف على الوجوه. هذا الوعي يمكن أن يساهم في التدخل المبكر والعلاج المناسب.

العمر كعامل رئيسي للخطر

يُعد التقدم في العمر العامل الأكبر في الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر، إذ تظهر الحالة عادة مع التقدم في السن، وتزداد احتمالية الإصابة بشكل كبير بعد سن الستين.

بحسب الدراسات، يظهر حوالي واحد من كل 10 أشخاص في سن 50-60 عامًا علامات مبكرة للضمور البقعي، في حين يرتفع المعدل إلى واحد من كل ثلاثة في الفئة العمرية التي تتجاوز 75 عامًا. يعود هذا الارتفاع إلى تراكم الأضرار الخلوية وصعوبة الإصلاح الخلوي مع تقدم العمر.

دور الجذور الحرة

أحد العوامل الرئيسية المؤثرة هو الإجهاد التأكسدي، الذي يحدث عندما يتم إنتاج الجذور الحرة بمعدل يفوق قدرة الجسم على معالجتها. يتسبب هذا الضرر التدريجي لخلايا الشبكية في تكوّن الدروزات، وهي رواسب صفراء صغيرة تظهر في الجزء الخلفي من العين وتعد علامة بارزة للضمور البقعي المرتبط بالعمر.

كما أن انخفاض تدفق الدم إلى الشبكية وتراجع قدرة الجسم على التخلص من النفايات بسبب الشيخوخة يزيدان من تفاقم الحالة.

عوامل نمط الحياة

في حين أن العمر عامل غير قابل للتغيير، إلا أن هناك عدة عوامل نمط حياة يمكن أن تؤثر في تطور الضمور البقعي المرتبط بالعمر. على سبيل المثال، يزيد التدخين من المخاطر بشكل كبير لأنه يسبب ضررًا تأكسديًا ويقلل تدفق الدم إلى الشبكية.

النظام الغذائي أيضًا يلعب دورًا مهمًا؛ حيث يؤدي نقص مضادات الأكسدة، وأحماض أوميجا 3 الدهنية، والعناصر الغذائية الضرورية مثل اللوتين والزياكسانثين إلى زيادة خطر الإصابة بالضمور البقعي.

الوقاية من الضمور البقعي المرتبط بالعمر

تعتبر الفحوصات الدورية للعين، خاصةً لمن هم في سن 50 عامًا أو أكثر، من الأدوات الأساسية للكشف المبكر عن المرض والتدخل في الوقت المناسب.

إضافة إلى ذلك، فإن اتباع نمط حياة صحي – مثل الإقلاع عن التدخين، تناول نظام غذائي غني بالخضروات والأسماك، ممارسة الرياضة بانتظام، وحماية العين من الأشعة فوق البنفسجية – يمكن أن يساهم في تقليل خطر الإصابة بالضمور البقعي.