أظهر استطلاع شهري لـ”رويترز” أنه من المرجح بقاء أسعار النفط في حدود 70 دولاراً للبرميل خلال عام 2025 مع توقع انخفاض الطلب من الصين وزيادة المعروض في العالم، وهو ما يلقي بظلال على الجهود التي يقودها تحالف “أوبك+” لدعم السوق.

وأجبرت توقعات ضعف الطلب في الصين على وجه الخصوص منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، ووكالة الطاقة الدولية على خفض توقعاتهما لنمو الطلب على النفط لعامي 2024 و2025.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن سوق النفط ستدخل عام 2025 بفائض حتى بعد أن أرجأت “أوبك” وحلفاؤها خطتهم لبدء زيادة الإنتاج حتى أبريل (نيسان) 2025، على خلفية انخفاض الأسعار.

إنتاج النفط في الولايات المتحدة

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الثلاثاء أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة ارتفع 259 ألف برميل يومياً، إلى مستوى قياسي 13.46 مليون برميل يومياً خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مع ارتفاع الطلب إلى أعلى مستوياته منذ الجائحة.

وقالت الإدارة إن من المتوقع ارتفاع الإنتاج إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 13.52 مليون برميل يومياً في عام 2025.

ويترقب المستثمرون أيضاً احتمالات خفض مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة خلال العام الحالي، بعد أن توقع صناع السياسات في المجلس خلال وقت سابق من الشهر الماضي خفضها بوتيرة أبطأ بسبب ارتفاع التضخم.

ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تحفيز النمو الاقتصادي بصورة عامة، مما يعزز بدوره الطلب على النفط.

ولا يزال بعض المحللين يرون أن العرض قد يتقلص عام 2025 اعتماداً على سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بما في ذلك تلك المتعلقة بالعقوبات. ودعا ترمب إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وقد يعيد فرض ما تسمى سياسة الضغط الأقصى على إيران، مما قد يؤدي لعواقب وخيمة على أسواق النفط.

مخزونات النفط الخام

وقال المحلل الكبير في “برايس فيوتشرز غروب” فيل فلين “في ظل احتمال تشديد العقوبات على النفط الإيراني مع عودة ترمب الشهر الجاري، فإننا نتوقع سوق نفط أكثر شحاً خلال العام الجديد”، مشيراً أيضاً إلى الطلب الهندي القوي وبيانات تفيد بنمو نشاط التصنيع في الصين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسجل نشاط الصناعات التحويلية في الصين نمواً للشهر الثالث على التوالي خلال ديسمبر (كانون الأول) 2024 وإن كان بوتيرة أبطأ، مما يشير إلى أن الإجراءات التحفيزية الجديدة تساعد على دعم ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

في غضون ذلك، قالت مصادر في السوق نقلاً عن بيانات معهد البترول الأميركي إن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات الوقود.

وذكرت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها أن مخزونات الخام تراجعت 1.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي خلال الـ27 من ديسمبر 2024، وأن مخزونات البنزين ارتفعت 2.2 مليون برميل بينما زادت مخزونات نواتج التقطير 5.7 مليون برميل.

وهبطت أسعار النفط بنحو ثلاثة في المئة العام الماضي لتتراجع للعام الثاني على التوالي مع توقف تعافي الطلب بعد جائحة كورونا والتحديات التي يواجهها اقتصاد الصين، وضخ الولايات المتحدة ومنتجين آخرين من خارج “أوبك” مزيداً من الخام في السوق العالمية وفيرة الإمدادات.

وارتفعت العقود الآجلة لـ”خام برنت” 65 سنتاً أو 0.88 في المئة إلى 74.64 دولار للبرميل عند التسوية آخر أيام التداول عام 2024 أمس الثلاثاء، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 73 سنتاً أو 1.03 في المئة إلى 71.72 دولار للبرميل.

نقلاً عن : اندبندنت عربية