يُعد الفلفل الحار من المحاصيل الزراعية التي تُزرع في مصر بمساحات محدودة، رغم تنامي الطلب عليه في الأسواق العالمية. ويبلغ إجمالي إنتاج مصر من الفلفل، بمختلف أنواعه، نحو 1.6 مليون طن سنويًا، إلا أن معدلات التصدير لا تزال بحاجة إلى استراتيجيات جديدة لزيادتها خلال الفترة المقبلة.
تحديات التصدير وفرص النمو
تشير الإحصاءات إلى أن إجمالي صادرات مصر من الفلفل الحار وغيرها من أصناف الفلفل يصل إلى نحو 7 آلاف طن سنويًا، وهو ما يستدعي إعادة النظر في استراتيجيات التصدير من قبل الشركات المتخصصة، خاصة مع ارتفاع الطلب الدولي على المحصول المصري.
ووفقًا لتقارير صادرة عن الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بلغت قيمة سوق تجارة الفلفل الحار عالميًا نحو 1.6 مليار دولار بحلول نهاية عام 2024، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 2.16 مليار دولار بحلول عام 2029، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام الصادرات المصرية.
الطلب الأوروبي على الفلفل المصري
أكد المجلس التصديري للحاصلات الزراعية أن الفلفل الحار المصري يشهد إقبالًا متزايدًا في العديد من دول الاتحاد الأوروبي، لا سيما في هولندا، إيطاليا، ألمانيا، إنجلترا وفرنسا.
وفي هذا الإطار، دعا أحد المسؤولين في المجلس وزارة الزراعة إلى وضع خطط فعالة للتوسع في زراعة الأصناف المطلوبة عالميًا، بهدف تعزيز الصادرات الزراعية المصرية وتحقيق أرقام قياسية جديدة خلال عام 2025.
وأشار المصدر ذاته إلى أهمية الاستفادة من خط “الرورو” الملاحي بين مصر وإيطاليا، كونه يسهم في تقليل الوقت والتكلفة، مما يعزز نفاذ المنتجات الزراعية المصرية إلى الأسواق الأوروبية بفاعلية أكبر.
شروط أساسية لضمان جودة الإنتاج
من ناحية أخرى، أوضح تقرير صادر عن معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية، أن هناك عدة معايير يجب مراعاتها لضمان إنتاج محصول عالي الجودة من الفلفل الحار. ومن أبرز هذه الاشتراطات:
اختيار بذور ذات جودة عالية متوافقة مع المعايير الدولية.
التأكد من تاريخ الفحص، حيث يعد ذلك مؤشرًا رئيسيًا على نجاح الموسم الزراعي.
مراعاة نسبة الإنبات، التي تحدد عدد الشتلات التي سيتم زراعتها في المشاتل.
كما شدد التقرير على ضرورة اتباع برامج تغذية متكاملة للشتلات، وفقًا للتوصيات الفنية، والالتزام بإجراءات المكافحة الفورية في حال ظهور أي إصابات بالآفات أو الأمراض النباتية.
الفلفل الحار بين السوق المحلي والتصدير
يُعد الفلفل الحار من المحاصيل ثنائية الغرض، حيث يتم إنتاجه لتلبية احتياجات السوق المحلي إلى جانب التصدير للأسواق الأوروبية. ومع ذلك، فإن زراعته تواجه تحديات مناخية، إذ أن محصول الفلفل، كغيره من أفراد العائلة الباذنجانية، لا يتحمل درجات الحرارة المنخفضة، مما يحد من زراعته خلال أشهر الشتاء، وتحديدًا من نوفمبر حتى أبريل.
لذلك، يمثل تطوير حلول زراعية مبتكرة، مثل البيوت المحمية والزراعة الحديثة، فرصة لزيادة إنتاج الفلفل الحار على مدار العام، وبالتالي دعم الصادرات المصرية في هذا القطاع الحيوي.