شهدت بريطانيا أمس الأربعاء أول محاكمة ضد مالك “هارودز” السابق محمد الفايد وأخيه صلاح بعد ادعاءات كثيرة أخيراً حول اعتدائهما على عاملات، في متاجر السلسلة.   

القضية تنظر فيها المحكمة العليا داخل العاصمة لندن، ورفعتها امرأة تطالب بتعويضات عن الإصابات الشخصية التي تقول إنها تعرضت لها أثناء عملها في أحد متاجر الفايد.

المحكمة قبلت طلب عدم الكشف عن هوية المدعية، التي تقول إنها أُجبرت خلال عملها في “هارودز” على إنهاء الحمل، إضافة إلى تخديرها واغتصابها من قبل صلاح الفايد.

هي أول دعوى من نوعها تُرفع ضد “هارودز” في لندن، إذ يُتهم الفايد الذي توفي في عام 2023 بارتكاب جرائم اغتصاب واعتداء جنسي على عاملات في متاجر السلسلة.

 شركة المحاماة “لاي داي” التي تمثل المدعية في قضية اليوم تقول إنها تلقت اتصالات من أكثر من 100 امرأة تحملن ادعاءات مشابهة، وتبحثن خياراتهن في مقاضاة الفايد.

وثمة قضية أخرى يجري العمل عليها أيضاً تمثل أكثر من 400 امرأة شكلن مجموعة تدعى “العدالة للناجيات من ’هارودز‘” لمحاكمة الفايد وأخيه ومساعديه في تهم مشابهة.

توفي صلاح الفايد بعد إصابته بسرطان البنكرياس عام 2010، وتوفي أخوه محمد الذي امتلك “هارودز” بين عامي 1985 و2010، عام 2023 عن عمر ناهز 94 سنة.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خلال عام 2024 بثت هيئة الإذاعة البريطانية فيلماً وثائقياً يروي مزاعم نساء تعرضن للاعتداء والاغتصاب من قبل محمد الفايد، وبعدها تفجرت ادعاءات كثيرة في الشأن ذاته.

بعد برنامج “بي بي سي” كشفت شرطة العاصمة أن 21 امرأة اتصلت بهن لذات الموضوع قبل وفاة الفايد، وعلى رغم ذلك لم توجه إليه أية اتهامات بارتكاب أية جرائم.

وبعد الفيلم الوثائقي أيضاً اتصلت أكثر من 90 امرأة بالشرطة تشتكي الفايد وأخيه في ادعاءات مشابهة، يعود بعضها إلى سبعينيات القرن الماضي ومنها ما وقع خارج “هارودز” حتى.

وتجري شرطة العاصمة تحقيقاً واسعاً في كل الادعاءات المقدمة ضد الأخوين الفايد، ولكنها أيضاً تبحث في تورط عناصر فيها بحماية مالك “هارودز” السابق من تلك الادعاءات.

وكجزء من العمل، يسعى المحققون في هيئة “المعايير المهنية” إلى تحديد ما إذا كان أي من الضباط الحاليين أو السابقين في شرطة العاصمة متورطين في حماية الفايد من ضحاياه.

وتعتقد الشرطة أن محمد الفايد ربما اغتصب وأساء معاملة ما لا يقل عن 111 امرأة وفتاة خلال نحو أربعة عقود، وأصغر ضحاياه ربما كانت تبلغ من العمر 13 سنة فحسب.

إن عدد الجرائم من شأنه أن يجعل الفايد واحداً من أكثر مرتكبي الجرائم الجنسية شهرة في بريطانيا، وهو ما يثير تساؤلات ملحة حول كيفية إفلاته من العقاب كل تلك الأعوام.

مالكو “هارودز” الجدد منزعجون من مزاعم الاعتداء الجنسي التي تدور حول متاجرهم، وهم يحققون منذ عام 2023 فيما إذا كان أي من الموظفين الحاليين متورط في هذا الأمر.

وقال المتحدث باسم “هارودز” إن “الشركة تشجع الضحايا على البحث في كل السبل المناسبة لتحقيق العدالة، سواء كان ذلك من خلالها أو الشرطة أو عائلة الفايد وممتلكاته”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية