تقرير “مستقبل الوظائف” يعد مرجعًا شاملاً يقدم تحليلاً معمقًا حول التغيرات في الاقتصاد الوظيفي، ويغطي الفترة من 2025 حتى 2030. يعتمد التقرير على آراء أكثر من 1000 شركة دولية بارزة تمثل أكثر من 14 مليون عامل موزعين عبر 22 قطاعًا و55 اقتصادًا عالميًا.
المهارات المطلوبة في عام 2025
وفقًا للتقرير، يتوقع 60% من أصحاب العمل أن يسهم توسيع نطاق الوصول الرقمي في إحداث تحول جذري في صناعاتهم بحلول عام 2030. أبرز المجالات التي ستحفز هذا التحول تشمل الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات بنسبة 86%، والروبوتات والأتمتة بنسبة 58%، وأشباه الموصلات والتقنيات الحاسوبية بنسبة 20%، والتقنيات الفضائية والأقمار الصناعية بنسبة 9%.
الذكاء الاصطناعي يعد من الاتجاهات الأكثر تأثيرًا وسهولة في التبني، حيث شهدت الاستثمارات فيه زيادة كبيرة بمقدار ثمانية أضعاف منذ إطلاق ChatGPT في نوفمبر 2022، دون احتساب الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية المادية مثل الخوادم ومراكز البيانات.
من جهة أخرى، تتوقع 40% من الشركات تقليص عدد الموظفين في الوظائف التي يمكن أتمتتها، بينما يخطط ثلثا الشركات لتوظيف متخصصين في الذكاء الاصطناعي. كما يعتزم نصف أصحاب العمل إعادة توجيه أعمالهم لمواكبة هذه التطورات.
أما في مجال الروبوتات والأنظمة الذاتية، فقد شهدت نموًا مستمرًا بنسبة 5-7% سنويًا منذ عام 2020. في عام 2023، بلغ متوسط كثافة الروبوتات عالميًا 162 وحدة لكل 10,000 عامل، أي ضعف العدد الذي كان عليه قبل سبع سنوات. ومع ذلك، تتركز 80% من الروبوتات في خمس دول هي الصين، اليابان، الولايات المتحدة، كوريا الجنوبية، وألمانيا.
يشير التقرير أيضًا إلى تزايد الطلب على المهارات التقنية والعامة في أماكن العمل. من المتوقع أن تكون البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، والشبكات والأمن السيبراني، والإلمام بالتكنولوجيا من بين المهارات التقنية الأكثر نموًا. أما المهارات العامة المهمة لعام 2025، فتشمل التفكير التحليلي، والمرونة، والقدرة على التكيف، والقيادة، والتفكير الإبداعي، بالإضافة إلى التحفيز والوعي الذاتي.
شهدت بعض المهارات الأساسية زيادات ملحوظة في الأهمية منذ إصدار التقرير السابق في 2023، مثل القيادة والتأثير الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وإدارة المواهب.
على المدى الطويل حتى عام 2030، يُتوقع أن تزداد أهمية المهارات التقنية بشكل كبير. حيث يعتبر 87% من أصحاب العمل أن الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة سيكون لهما تأثير كبير خلال السنوات الخمس المقبلة، بينما يرى 70% أهمية الشبكات والأمن السيبراني، و68% أهمية الإلمام بالتكنولوجيا.
فيما يتعلق بالمهن الأسرع نموًا، يستمر قطاع التكنولوجيا في الهيمنة، ومن المتوقع أن تزداد أعداد وظائف مطوري البرمجيات والتطبيقات، والمتخصصين في البيانات الضخمة، والخبراء في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. يُتوقع أن تتوفر أكثر من ستة ملايين وظيفة لمطوري البرمجيات والتطبيقات بين الآن وعام 2030، مما يجعلها ثالث أسرع المهن نموًا بعد عمال المزارع وسائقي الشاحنات.