حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الإثنين من أن أوكرانيا ليست حالياً في موقع قوة لبدء مفاوضات سلام مع روسيا.

وقال المسؤول الهولندي في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل إن “أوكرانيا لم تبلغ هذه المرحلة بعد، لأنهم (الأوكرانيين) في الوقت الراهن لا يستطيعون التفاوض من موقع قوة”.

وأضاف “علينا أن نبذل مزيداً من الجهود لضمان أنهم سيكونون قادرين، من خلال تغيير مسار هذا النزاع، على بلوغ موقع القوة هذا”.

ومنذ وصوله إلى الأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي في مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، يدعو روته لمنح أوكرانيا كل القدرات اللازمة، وبخاصة العسكرية منها، لكي تكون في موقع القوة اللازم أمام روسيا في حال بدأ الطرفان مفاوضات السلام.

وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تعهد خلال حملته الانتخابية إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا في غضون 24 ساعة من دخوله البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني).

ومذاك أعطى ترمب لنفسه مزيداً من الوقت لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا، لكن طريق المفاوضات قد يُفتح بسرعة، ولا سيما من خلال لقاء يمكن أن يُعقد بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

والجمعة، أعلن الكرملين أن بوتين “منفتح على التواصل” مع ترمب من دون شروط مسبقة، مرحباً باستعداد الرئيس الأميركي المنتخب “لحل المشاكل من خلال الحوار”.

وفي كلمته في بروكسل، دعا روته النواب الأوروبيين إلى إنفاق المزيد على الدفاع في مواجهة التهديد الروسي، بما يتجاوز المستوى الحالي، بما في ذلك عبر خفض “جزء صغير” من النفقات الاجتماعية في أوروبا.

وفي 2014 تعهدت الدول الـ32 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بتخصيص ما لا يقل عن 2 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري، لكن 23 دولة منها فقط حققت هذا الهدف في العام الماضي.

ورفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي تحديد حد أدنى جديد لكنه أشار إلى أن الحد الأدنى الراهن البالغ 2 في المئة “بعيد كل البعد عن أن يكون كافياً”.

وحذر روته النواب قائلاً “نحن آمنون الآن، لكننا لن نكون آمنين بعد أربع أو خمس سنوات”. وبنبرة ملؤها السخرية، قال روته لأعضاء البرلمان الأوروبي “بالتالي، إذا لم تفعلوا ذلك، فابدأوا بتعلم اللغة الروسية أو اذهبوا إلى نيوزيلندا”.

 

ترمب سيلتقي مع بوتين “سريعاً جداً”

وقال الرئيس الأميركي المنتخب أمس الإثنين إنه سيلتقي مع الرئيس الروسي “سريعاً جداً” بعد تنصيبه الأسبوع المقبل. ولم يحدد موعداً للاجتماع الذي سيكون الأول بين رئيسي البلدين منذ بداية حرب روسيا مع أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال ترمب لـ “نيوزماكس” عند سؤاله عن استراتيجية إنهاء الحرب “ثمة استراتيجية واحدة فقط والقرار بيد بوتين، ولا أتصور أنه سعيد للغاية بالطريقة التي سارت بها الأمور لأنها لم تكن جيدة بالنسبة له أيضاً”. وأضاف “أعلم أنه يريد أن نلتقي وسيكون اللقاء سريعاً جداً. كنت أود فعل هذا في وقت أقرب.. لكن يجب أن أتسلم الرئاسة لإنجاز بعض الأمور”.

وقال مايك والتز عضو مجلس النواب الأميركي، الذي سيتولى منصب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، يوم الأحد إنه يتوقع مكالمة بين ترمب وبوتين في “الأيام والأسابيع القادمة”.

وخلّف الهجوم الروسي على أوكرانيا عشرات الآلاف من القتلى ودفع الملايين للنزوح وأثار أكبر خلاف في العلاقات بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. 

رئيس الوزراء السلوفاكي يدعو زيلينسكي لزيارته

من جانبه، دعا رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الإثنين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لزيارة براتيسلافا من أجل “التفاوض” حول “المناقشات التقنية الممكنة” لاستئناف نقل الغاز الروسي إلى بلاده عبر أوكرانيا.

وقال فيكو إن “هذا الاجتماع” الذي “من المفضل أن يُعقد في أقرب وقت ممكن” من شأنه أن يخلق “ظروفاً أولية جيدة لإجراء نقاش مفتوح حول إمدادات الغاز إلى سلوفاكيا” عبر أوكرانيا.

وسارع زيلينسكي إلى الرد على الدعوة بمثلها، مقترحاً على فيكو أن يزوره في كييف. وقال زيلينسكي في منشور على منصة إكس “”حسنا، تعال إلى كييف يوم الجمعة”.

ولم يهدأ غضب رئيس الوزراء السلوفاكي منذ أن قطعت كييف في الأول من يناير إمدادات الغاز الروسي التي تمر عبر أراضيها بعدما انتهت صلاحية العقد المبرم مع موسكو في آخر 2019 والذي استمر العمل به رغم الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وفي 22 ديسمبر (كانون الأول)، سافر رئيس الوزراء القومي المقرب من الرئيس الروسي إلى موسكو في محاولة منه لإيجاد حل لهذه القضية، في خطوة أغضبت زيلينسكي.

ومنذ عودته إلى السلطة في أكتوبر 2023، عزز فيكو العلاقات مع الكرملين وأوقف كل المساعدات العسكرية لأوكرانيا وهدد بقطع إمدادات الكهرباء والمساعدات الإنسانية والمعونات المقدمة للاجئين الأوكرانيين.

وكان فيكو اقترح أيضاً إجراء مفاوضات سلام بين كييف وموسكو، مما عاد عليه باتهامات أوكرانية بأنه يسوق للسياسة الروسية القائلة إن الحرب في أوكرانيا لن تتوقف إلا وفقاً لشروط الكرملين.

نقلاً عن : اندبندنت عربية