تُعد صناعة السيارات الكهربائية في مصر من الخطوات الهامة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. في وقت تواجه فيه دول العالم تحديات بيئية واقتصادية، توفر السيارات الكهربائية بديلاً صديقاً للبيئة، حيث تساهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتحسين جودة الهواء في المدن.

تصنيع سيارات كهربائية في مصر

في خطوة استراتيجية، أعلنت شركة النصر للسيارات عن دخولها إلى صناعة السيارات الكهربائية، وهو ما يمثل نقلة نوعية في قطاع صناعة السيارات المصري. هذه الخطوة تسهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الوطني، عبر تقليل استيراد السيارات التقليدية وبالتالي تقليص فاتورة الاستيراد. كما تُعد بداية هامة لانتقال مصر نحو التحول التكنولوجي في صناعة السيارات، التي تعتمد على الطاقة النظيفة.

تستهدف شركة النصر للسيارات، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، بدء تصنيع المركبات الكهربائية والملاكي التقليدية بحلول مايو 2025، وذلك بالشراكة مع إحدى الشركات الصينية. ومن المنتظر أن تصل نسبة المكون المحلي في السيارات الكهربائية إلى 50%، ما يعد مؤشرًا على دعم الصناعة الوطنية. كما ستتمتع هذه السيارات بأسعار تنافسية، حيث يُتوقع أن تتراوح بين 550 ألف جنيه و800 ألف جنيه، بما يجعلها أقل من السيارات المستوردة في السوق المحلي.

تسعى الحكومة لدعم هذه الصناعة من خلال تقديم دعم يصل إلى 50 ألف جنيه للمشترين في المراحل الأولى من إطلاق السيارات الكهربائية، بهدف تشجيع التوسع في هذه الصناعة.

وتعمل شركة النصر للسيارات تحت إشراف الدكتور خالد شديد، الرئيس التنفيذي، على تسريع تنفيذ هذا المشروع الهام. كما ستقوم الشركة بتدشين موقع إلكتروني خاص للحجز المسبق للسيارات الجديدة.

من جانب آخر، تسهم صناعة السيارات الكهربائية في توفير العديد من فرص العمل في مجالات التصنيع والهندسة والصيانة، مما يعزز الاقتصاد المحلي. كما أن تطوير البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية يمثل فرصة لجذب الاستثمارات الجديدة في هذا القطاع الحيوي.

إضافة إلى ذلك، تعزز صناعة السيارات الكهربائية من قدرة مصر على تصدير هذه المركبات إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، مما يساهم في تعزيز مكانتها كمركز إقليمي لصناعة السيارات المتطورة. كما تساهم هذه الصناعة في دعم رؤية مصر للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، في إطار التزامها باتفاقيات تغير المناخ العالمية.