قالت مصادر وبيانات رسمية إن وزير الطاقة السعودي أجرى محادثات مع عدد من نظرائه في الدول الأعضاء بتحالف “أوبك+”، بعد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى خفض أسعار النفط، وذلك قبل اجتماع مقرر لمجموعة الدول المنتجة للنفط الأسبوع المقبل وفقاً لـ”رويترز”.
ودعا ترمب الأسبوع الماضي السعودية ومنظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” إلى خفض أسعار النفط، ولم يرد تحالف “أوبك+”، الذي يضم “أوبك” وحلفاء من بينهم روسيا، بعد على ذلك.
لكن خمسة مندوبين من المجموعة قالوا إن الاجتماع المقرر للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لـ”أوبك+”، والمقرر في الثالث من فبراير (شباط) المقبل، ليس من المرجح أن يشهد تعديلاً على خطتها الحالية لبدء زيادة الإنتاج اعتباراً من أبريل (نيسان)2025.
وزير الطاقة السعودي ناقش سبل دعم استقرار أسواق الطاقة العالمية
في الأثناء ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أجرى محادثات مع نظيريه العراقي حيان عبدالغني، والليبي خليفة عبدالصادق في الرياضـ وأفادت الوكالة بأن الوزير السعودي ناقش مع نظيره الليبي سبل تعزيز الجهود المشتركة لدعم استقرار أسواق الطاقة العالمية، بما يخدم مصالح البلدين المشتركة، وأضافت أن الأمير عبدالعزيز بن سلمان ناقش أيضاً مع نظيره العراقي سبل التعاون لتحقيق مصالح البلدين المشتركة.
ويلتزم أعضاء “أوبك+” حالياً بخفوض إجماليها 5.86 مليون برميل يومياً في الإنتاج، أو نحو 5.7 في المئة من الطلب العالمي، بعد سلسلة من الخفوض منذ عام 2022 لدعم السوق، وتأتي الزيادة المخطط لها في أبريل المقبل بعد تأجيلات عدة بسبب ضعف الطلب.
أسعار النفط ترتفع
في غضون ذلك، تعافت أسعار النفط اليوم الثلاثاء من أدنى مستويات في أسابيع، بعد أن بدد تعطل عمليات شحن الخام في ليبيا أثر المخاوف إزاء الأمدادات بسبب بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين وتوقعات بارتفاع درجات الحرارة في أماكن أخرى.
وارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” 91 سنتاً أو 1.2 في المئة إلى 77.99 دولار للبرميل وزادت العقود الآجلة لخام “غرب تكساس” الوسيط الأمريكي 95 سنتاً، أو 1.3 في المئة، إلى 74.12 دولار.
وسجل خام “برنت” أمس الإثنين عند التسوية أدنى مستوياته منذ التاسع من يناير الجاري، في حين سجل خام “غرب تكساس” الوسيط أدنى مستوياته منذ الثاني من يناير الجاري.
وأعلنت الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، أمس الإثنين انكماشاً غير متوقع في نشاط الصناعات التحويلية في الشهر الجاري، مما زاد من المخاوف في شأن نمو الطلب العالمي على الخام.
وقال المحلل لدى “آي جي” يب جون رونغ “التعامل الحذر في بيئة تتسم بالأخطار، إلى جانب أرقام مؤشر مديري المشتريات الصينية الضعيفة التي تزيد القلق حيال توقعات الطلب على النفط في الصين، كل هذا ربما يشكل ضغوطاً على أسعار النفط”.
ومن المتوقع أيضاً أن يتأثر الطلب الصيني على النفط الخام، بأحدث العقوبات الأميركية في تجارة النفط الروسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتوقع محللو “إف جي إي” أن تخسر مصافي التكرير في شاندونغ ما يصل إلى مليون برميل يومياً من إمدادات الخام في الأمد القريب، وسط حظر فرضته مجموعة موانئ شاندونغ على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات أميركية.
وأشار المحللون إلى أنه “يجري البحث في الوقت نفسه عن خام بديل عن الإمدادات الروسية، ولكنه يأتي بكلف أعلى بكثير”.
وفي الولايات المتحدة تشير توقعات الطقس إلى درجات حرارة أعلى من المعدل الطبيعي خلال الأسبوع، وهو ما يؤثر سلباً في الطلب على وقود التدفئة، بعدما أدى البرد القارس إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والديزل في الجلسات السابقة.
وقال أليكس هودز محلل النفط لدى ستون إكس “ترتفع درجات الحرارة في المنطقتين (الولايات المتحدة وأوروبا)، مما يسمح بانخفاض الطلب على وقود التدفئة بعض الشيء”.
وتعرضت الأسواق المالية على نطاق أوسع لضغوط، مع زيادة الاهتمام بنموذج الذكاء الاصطناعي منخفض الكلفة الذي أطلقته شركة “ديب سيك” الصينية.
احتجاجات في ليبيا
في سياق قريب الصلة قال خمسة مهندسين ومصدر بقطاع الشحن لـ”رويترز” إن محتجين منعوا تحميل ناقلات النفط في ميناءي السدرة ورأس لانوف الليبيين اليوم الثلاثاء، مما يهدد بتصدير نحو 450 ألف برميل يومياً.
وطالب المحتجون في بيان أرسلوه إلى المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا بتاريخ الخامس من يناير الجاري بنقل مقار عدد من شركات النفط إلى منطقة الهلال النفطي، ودعوا إلى التنمية العادلة لمنطقتهم الساحلية بهدف تحسين الظروف المعيشية.
وقال أحد المحتجين ويدعى حسام الخضر لـ”رويترز”، إننا “لا نريد شيئاً سوى المساواة، نحن نعاني كثيراً في مناطقنا من النفط، فالنفط يخرج من مناطقنا لا نأخذ منه سوى الدخان السام”.
ولم يرد متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط بعد على طلب من “رويترز” للتعليق.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس” اليوم الثلاثاء إن إنتاجها من النفط الخام تجاوز 1.4 مليون برميل يومياً، أي أقل بنحو 200 ألف برميل يومياً من أعلى مستوى للإنتاج قبل الحرب الأهلية، ولم يتضح بعد ما إذا كان منع تحميل الناقلات للنفط سيؤثر في الإنتاج.
وأظهر برنامج تحميل اطلعت عليه “رويترز” أن صادرات ميناء السدرة ستبلغ نحو 340 ألف برميل يومياً من الخام في الشهر الجاري في حين من المقرر شحن 110 آلاف برميل يومياً أخرى من رأس لانوف.
وأشار محللون إلى أن توقف الإمدادات من ليبيا أحد أسباب الارتفاع، ومع ذلك ظلت المكاسب محدودة بسبب بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين، وتوقعات بارتفاع درجات الحرارة في أماكن أخرى.
وتسببت الاحتجاجات في تعطيل عمليات النفط في ليبيا في السابق، وتوقف إنتاج نحو 700 ألف برميل يومياً في أغسطس الماضي في خضم خلاف حول منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي.
واستمرت عمليات الإغلاق لما يزيد على شهر قبل استئناف الإنتاج تدريجاً، اعتباراً من أوائل أكتوبر (تشرين الأول) 2024.
نقلاً عن : اندبندنت عربية