فبالإضافة إلى تعطل الأنظمة وتكبد الخسائر المالية، هناك خسائر بشرية تتجسد في فقدان الوظائف، والتأثير النفسي السلبي في الموظفين، وهذه الأمور تشير إلى أهمية وضع إستراتيجيات أمنية لا تركز فقط في حماية البيانات، بل تشمل أيضًا حماية الموظفين، وتعزيز شعورهم بالأمان الوظيفي.
وأصبحت خسارة الوظائف نتيجة شائعة للهجمات الإلكترونية، إذ يُفصل في بعض الأحيان جميع الموظفين المسؤولين عن الاختراق، وتؤدي الخسائر المالية الكبرى لبعض الهجمات إلى تسريح أعداد كبيرة من الموظفين كإجراء ضروري لاستمرار عمل الشركة.
مثلا تعرضت شركة KNP Logistics البريطانية لهجوم فدية أدى إلى إفلاسها في سبتمبر 2023، مما تسبب في فقدان 730 وظيفة. أما شركة Capita فقد أدى هجوم سيبراني عليها في 2023 إلى فقدان 900 وظيفة، وفي 2024 اضطرت إلى تجميد رواتب الآلاف من موظفيها المتبقين.
لذلك ينبغي للشركات العمل على إستراتيجيات شاملة للتعامل مع التهديدات السيبرانية تعتمد على التدريب المستمر للموظفين، ووضع خطط واضحة للتعامل مع الأزمات، لتقليل التأثير السلبي لهذه التهديدات في الموظفين.
وتقدم معظم الشركات دورات توعية بالأمن السيبراني، ولكن القليل منها يدمج هذه الدورات مع تمارين الاستجابة للحوادث، مع أن الجمع بينهما هو المفتاح الحقيقي لتعزيز الاستعداد للهجمات السيبرانية.
كما ينبغي أن يكون التدريب على الأمن السيبراني عملية مستمرة تشمل جميع الموظفين، وليس فرق تكنولوجيا المعلومات فقط، إذ يجب على جميع الأقسام في الشركة، بما في ذلك قسم الموارد البشرية والإدارة والعمليات، أن تفهم دورها في حماية المؤسسة من التهديدات الرقمية.
نقلاً عن : الوطن السعودية