وجه الوافدون للدراسة في الأزهر الشريف الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لدوام رعايته لهم واهتمامه بهم وحرصه على إشغال وقتهم بكل ما يفيد، مؤكدين أن تجمعهم في مركز تطوير الوافدين والأجانب لتناول الإفطار الرمضاني، والتعرف على العادات المصرية ورؤية مدفع الإفطار من الذكريات الجميلة التي ستظل محفورة  في أذهانهم عقب العودة لبلادهم.

جاء ذلك خلال ملتقى ثقافات الشعوب الذي ينظمه مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب بالتعاون مع لجنة الطالب الوافد بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئيس المجلس، والدكتورة نهلة الصعيدي مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين ورئيس مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب، رئيس لجنة الطالب الوافد، بهدف إشاعة المحبة والتآخي بين طلاب العلم والتعرف على ثقافات بعضهم البعض والاطلاع على عادات المصريين والوافدين في رمضان.

 

شيخ الأزهر: وصف العبد باسم الله “الودود” معناه محبة العبد لطاعة الله 

وقال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن اسم الله “الودود” معناه المحب، ويجوز أن يوصف به العبد بعد أن وصف به الله تعالى كاسم من أسمائه، كون الود من العبد هو محبة العبد لطاعة الله وكراهية معصيته ـ جل وعلى ـ، أما الود من الله ـ تعالى ـ فهو محبة الله لعباده بتوفيقهم لطاعته وشكره، موضحا أنه يجوز للعبد الدعاء والتضرع باسم الله “الودود” في مقام الضر ومقام النفع كذلك، حيث يتسق الاسم في معناه مع الحالة التي أصابت العبد أو الحالة التي يدعو الله من أجلها.

وبيّن شيخ الأزهر، خلال حديثه اليوم بالحلقة السادسة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» أن حظ العبد من اسم الله تعالى «الودود» يتجسد في أن يحب للناس ما يحبه لنفسه، وقد قدم لنا النبي “صلى الله عليه وسلم” القدوة الحسنة في الاتصاف بهذه الصفة، ومن ذلك ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه شقا شديدا وقالوا: لو دعوت عليهم ! فقال: (إني لم أبعث لعانا ولكني بعثت داعيا ورحمة، اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)، وهذا مقام صعب لا يقدر عليه إلا من اتصف بالود، كما ورد عن علي “رضي الله عنه” قوله: ” إن أردت أن تسبق المقربين فصل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمّن ظلمك”، في وصف بليغ لمعنى الود.

وأوضح شيخ الأزهر أنه يمكن للعبد التدرب على مثل هذه الصفات شيئا فشيئا، خاصة خلال شهر رمضان، تحقيقا لمقولة الإمام أحمد بن حنبل: “ينبغي أن يكون العبد سائراً إلى الله بين الخوف والرجاء”، على أن يقدم الرجاء على الخوف في حال المرض، ويقدم الخوف على الرجاء في حال الصحة، مؤكدا أن الدعاء أمر شديد الأهمية للعبد، لأنه هو الذي يربط بين العبد وربه، ودليل ذلك أننا نجد أن الصلاة كلها دعاء، وفاتحة الكتاب كلها دعاء، والسجود دعاء، بما يؤكد أهمية أن يكون العبد دائم الصلة بالله تعالى من خلال الدعاء.

نقلاً عن : الوفد