أظهر مسح أن الصناعات التحويلية في منطقة اليورو أنهت عام 2024 على أداء سيئ مع تراجع نشاط المصانع بوتيرة أسرع، فيما لم يقدم المسح سوى قليل من المؤشرات على حدوث تعاف وشيك.

وكان الاتجاه النزولي واسع النطاق مرة أخرى مع مرور أكبر ثلاثة اقتصادات في التكتل، ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، بركود صناعي، لكن إسبانيا خالفت الاتجاه بعد أن شهدت توسعاً قوياً في قطاع الصناعات التحويلية.

وهبط مؤشر بنك “هامبورغ” التجاري المجمع لمديري المشتريات الصادر عن “ستاندرد أند بورز” والذي ينظر إليه على أنه مقياس جيد لحال الاقتصاد العامة إلى 45.1 خلال ديسمبر (كانون الأول) 2024، وهو من دون التوقعات الأولية بقليل وأقل بكثير من مستوى 50 نقطة الذي يفصل ما بين النمو والانكماش.

وجاءت قراءة المؤشر عند 45.2 في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 وظلت القراءة الرئيسة دون مستوى 50 نقطة منذ منتصف عام 2022.

ونزل مؤشر يقيس الإنتاج ويغذي المؤشر المركب لمديري المشتريات المقرر صدوره الإثنين الماضي والذي ينظر إليه على أنه دليل جيد على قوة الاقتصاد إلى 44.3 من 45.1 في نوفمبر 2024.

وهبط مؤشر يقيس الطلبيات الجديدة إلى ما دون نقطة التعادل بكثير عند أدنى مستوى خلال ثلاثة أشهر، بينما تراجع مقياس تراكم الأعمال إلى 42 من 42.9، مما يشير إلى أن الأنشطة بصورة عامة تقتصر على تلبية الطلبيات القائمة.

“وول ستريت” تفتح على ارتفاع

وفي أقصى الغرب فتحت المؤشرات الرئيسة في “وول ستريت” على ارتفاع اليوم الخميس خلال أولى جلسات تداول عام 2025، وسط آمال المستثمرين في أن يؤدي المشهد السياسي الجديد ومزيد من خفض أسعار الفائدة إلى تعزيز أداء الشركات وتحسين وضع الاقتصاد.

وارتفع مؤشر “داو جونز” الصناعي 115.9 نقطة أو 0.27 في المئة عند الفتح إلى 42660.09 نقطة، وصعد مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” بواقع 21.6 نقطة أو 0.37 في المئة إلى 5903.26 نقطة، وتقدم مؤشر “ناسداك” المجمع 93.1 نقطة أو 0.48 في المئة إلى 19403.9 نقطة

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة

وفي الغرب أيضاً انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بصورة غير متوقعة الأسبوع الماضي، مما يشير إلى انخفاض أعداد من جرى تسريحهم من وظائفهم نهاية عام 2024، وهو ما يتماشى مع قوة سوق العمل.

وقالت وزارة العمل اليوم الخميس إن الطلبات المقدمة للمرة الأولى للحصول على إعانة البطالة تراجعت بواقع 9 آلاف طلب إلى مستوى معتدل في ضوء العوامل الموسمية إلى 211 ألفاً للأسبوع المنتهي في الـ 28 من ديسمبر 2024، وتوقع خبراء اقتصاد استطلعت “رويترز” آراءهم نحو 222 ألف طلب خلال الأسبوع المذكور.

الذهب يرتفع

وارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس وسط تقلبات الأسهم وبناء مراكز جديدة، فيما استمر التركيز على توقعات أسعار الفائدة الأميركية قبل التنفيذ المرتقب للرسوم التجارية التي اقترحها الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وارتفع الذهب خلال التعاملات الفورية 0.7 في المئة إلى 2641.64 دولار للأوقية، بعد أن صعد 0.7 في المئة في آخر جلسة تداول من عام 2024، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المئة إلى 2654.30 دولار للأوقية.

وقال كبير محللي السلع الأولية في “ساكسو بنك” أولي هانسن إنه “سيكون هناك عام آخر من المكاسب للذهب بدعم من الأخطار السياسية والاقتصادية، والطلب على الأصول غير الدولارية شديدة التأثر بالعائدات من جانب البنوك المركزية التي تسعى إلى خفض قيمة الدولار، والمستثمرين الذين يسعون إلى التحوط ضد عدم الاستقرار المالي، فضلاً عن التضخم العنيد”.

وسجل الذهب مستويات قياسية عدة خلال عام 2024 وارتفع 27 في المئة، وهي أكبر زيادة سنوية منذ عام 2010 وسط تدابير خفض أسعار الفائدة التي اتخذها مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) وعمليات الشراء القوية من جانب البنوك المركزية وتصاعد التوترات الجيوسياسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبدأ ولاية ترمب الرئاسية في الـ 20 من يناير (كانون الثاني) الجاري، ومن المتوقع أن ترفع الرسوم الجمركية المقترحة وسياسات الحماية التجارية معدلات التضخم وتشعل حروباً تجارية، مما يزيد جاذبية الذهب كملاذ آمن.

ويتوقع المتعاملون أن يتبنى “المركزي الأميركي” نهجاً حذرا في شأن مزيد من خفض أسعار الفائدة خلال العام الحالي مع استمرار تجاوز التضخم هدف البنك السنوي البالغ اثنين في المئة.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى فقد زادت الفضة خلال التعاملات الفورية 1.8 في المئة إلى 29.38 دولار للأوقية، وهبط البلاديوم 0.2 في المئة مسجلاً 908.48 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 1.6 في المئة ليسجل 917.80 دولار للأوقية، وأنهت الفضة عام 2024 عند أعلى مستوى منذ 2020، بينما تراجع البلاتين والبلاديوم.

الدولار يعاود الارتفاع

وفي أسواق العملات سجل الدولار أعلى مستوى خلال أشهر عدة أمام اليورو والجنيه الإسترليني اليوم الخميس، أول يوم تداول في العام الجديد، مواصلاً مكاسبه القوية منذ العام الماضي بدفعة من توقعات بأن أسعار الفائدة الأميركية ستبقى مرتفعة نسبياً مقارنة باقتصادات كبرى أخرى.

وهبط اليورو إلى 1.0314 دولار، وهو أقل مستوى منذ نوفمبر 2022، متراجعاً 0.3 في المئة خلال اليوم، وهبط حتى الآن نحو ثمانية في المئة منذ وصوله في أواخر سبتمبر (أيلول) 2024 إلى مستويات مرتفعة تخطى فيها 1.12 دولار، ليكون أحد الضحايا الرئيسين لارتفاع العملة الأميركية أخيراً.

ويتوقع المتعاملون أن ينفذ البنك المركزي الأوروبي خفوضاً قوية لأسعار الفائدة خلال العام الحالي، إذ يتوقعون خفضها أربع مرات بمقدار 25 نقطة أساس لكل مرة، لكنهم يتشككون في أن البنك المركزي الأميركي سيتخذ مثل تلك الخطوة ولو مرتين خلال العام.

وتخطى الدولار عتبات مهمة أمام عملات رئيسة أخرى فانخفض الإسترليني أمامه بـ 0.65 في المئة في أحدث التداولات مسجلاً 1.2443 دولار، وهو أقل مستوى منذ أبريل (نيسان) 2024، وتسارع ذلك الهبوط بعد أن كسر حاجز مقاومة حول مستوى 1.2475 دولار.

وقال كبير محللي العملات في “إم يو إف جي” لي هاردمان إن “الأمر لا يختلف كثيراً في بداية العام الجديد، إذ يواصل الدولار توسيع مكاسبه وسط ترقب لسياسات ترمب المواتية في بداية ولايته”.

وحام اليوان الصيني قرب أدنى مستوى منذ 14 شهراً بسبب مخاوف حيال متانة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأثر احتمال فرض رسوم جمركية أميركية من إدارة ترمب، وتأثير تراجع عوائد السندات المحلية في معنويات المستثمرين أيضاً.

نقلاً عن : اندبندنت عربية