تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء بفعل خسائر في أسهم قطاعي السيارات والاتصالات، وسط تزايد قلق المستثمرين من نشوب حرب تجارية ما بين صاحبتي أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين.
وهبط مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 0.3 في المئة، بعد أن سجل أكبر انخفاض في يوم واحد منذ أكثر من شهر أمس الإثنين.
وخسر قطاع السيارات نحو واحد في المئة، وتراجع قطاع الاتصالات 0.8 في المئة عقب انخفاض سهم “فودافون” 5.6 في المئة، بعد إعلان المجموعة المقدمة لخدمات الهواتف المحمول عن تدهور آخر في ألمانيا خلال الربع الثالث من عام 2024.
وأعلنت الصين فرض رسوم جمركية على بعض الواردات الأميركية، رداً على الرسوم الإضافية البالغة 10 في المئة التي فرضتها واشنطن على بكين، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية ما بين الاقتصادين.
وهدأ التوتر قليلاً بعد موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس على تعليق فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على المكسيك وكندا لمدة 30 يوماً، مقابل امتيازات تتعلق بالسيطرة على الحدود ومكافحة الجريمة مع البلدين الجارين.
ومما كبح الانخفاض العام، قفزة لسهم شركة “إنفنيون” الألمانية لصناعة الرقائق بلغت 11.1 في المئة، بعد إعلان الشركة عن إيرادات أقوى من المتوقع في الربع الأول من العام الحالي، ورفعها قليلاً توقعات إيرادات العام بأكمله، وساعدت الإيرادات في تعزيز مؤشر التكنولوجيا الذي ارتفع 1.41 في المئة.
وصعد مؤشر البنوك 0.3 في المئة، وارتفع سهم بنك “بي أن بي باريبا” الفرنسي 1.6 في المئة، بعد إعلانه عن قفزة في صافي الدخل في الربع الرابع من 2024 تتجاوز التوقعات، لكنه خفض هدفا رئيساً للربح عام 2025.
“وول ستريت” تفتح شبه مستقرة
في أقصى الغرب، فتحت المؤشرات الرئيسة في “وول ستريت” من دون تغير يذكر اليوم وسط تراجع إقبال المستثمرين على المخاطرة، بعد فرض الصين رسوماً جمركية، رداً على القيود التجارية الجديدة التي أعلنها ترمب.
وارتفع مؤشر “داو جونز” الصناعي 47.5 نقطة أو 0.11 في المئة عند الفتح إلى 44469.46 نقطة، وصعد مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” بواقع 3.6 نقطة أو 0.06 في المئة إلى 5998.14 نقطة، وتقدم مؤشر “ناسداك” المجمع 30.2 نقطة أو 0.16 في المئة إلى 19422.171 نقطة.
“نيكاي” الياباني يقلص مكاسبه
أما في أقصى الشرق، فارتفع مؤشر “نيكاي” الياباني اليوم بعدما علّق الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهديده بفرض رسوم جمركية كبيرة على المكسيك وكندا، قبل أن يقلص بعض المكاسب مع تبادل فرض الرسوم ما بين الولايات المتحدة والصين.
وصعد “نيكاي” 1.8 في المئة وسط عودة المستثمرين لشراء الأسهم، بعدما سجل أمس أسوأ أداء له في أربعة أشهر.
وأغلق “نيكاي” مرتفعاً 0.7 في المئة عند 38798.37 نقطة، وأغلق مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً مرتفعاً 0.7 في المئة عند 2738.02 نقطة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المحلل الإستراتيجي للاقتصاد الكلي لدى “نومورا” للأوراق المالية ناكا ماتسوزاوا “لا تزال السوق منشغلة بالحديث اليومي عن الرسوم الجمركية”، مضيفاً أنه “في حين ليس أمام الولايات المتحدة كثير لتكسبه من إلحاق الضرر بالاقتصادين الكندي والمكسيكي من خلال الرسوم الجمركية، فإن القصة مختلفة تماماً عندما يتعلق الأمر بمنافستها الاقتصادية الصين”.
وارتفعت أسهم شركات تصنيع السيارات اليابانية بعد هبوطها في الجلسة السابقة، عندما ركز المستثمرون على تقييم مدى تأثير الرسوم الجمركية في إنتاج السيارات في المكسيك حيث هناك عدد من مصانع السيارات.
وصعد المؤشر الفرعي للسيارات 1.4 في المئة ليصبح أحد أكبر الرابحين، وارتفع سهم “تويوتا موتور” 1.7 في المئة.
الذهب قرب ذروة قياسية
على صعيد أسواق المعادن النفيسة، ظلت أسعار الذهب مستقرة اليوم قرب ذروة قياسية، مدفوعة بتزايد الطلب على الملاذ الآمن، بعد إعلان الصين فرض رسوم جمركية على بضائع أميركية، رداً على الرسوم التي فرضها ترمب، بينما يترقب المتعاملون بيانات الوظائف المهمة المزمع صدورها هذا الأسبوع.
وتماسك الذهب في التعاملات الفورية عند 2811.59 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل مستوى قياسياً مرتفعاً عند 2830.49 دولار في الجلسة السابقة، بينما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المئة إلى 2840.90 دولار اليوم.
وقال رئيس قسم الأسواق المؤسسية العالمية لدى “أي بي سي ريفاينري” نيكولاس فرابيل، “من المرجح للغاية فرض نطاق أوسع من الرسوم الجمركية التي طبقت أو نوقشت، مما سيحدث مزيداً من التقلبات وسيستفيد الذهب على الأرجح على رغم من بيئة الدولار القوية، والذهب تقليدياً وسيلة تحوط من التضخم وعدم اليقين الجيوسياسي”.
وفي الوقت نفسه، تنقل بنوك المعدن النفيس العالمية الذهب إلى الولايات المتحدة من مراكز التداول التي تخدم المستهلكين الآسيويين، بما في ذلك دبي وهونغ كونغ، للاستفادة من العلاوة المرتفعة بصورة غير عادية التي تتمتع بها العقود الأميركية الآجلة للذهب مقارنة بأسعار التعاملات الفورية.
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في التعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 31.46 دولار للأوقية وصعد البلاتين 0.1 في المئة إلى 965.20 دولار وزاد البلاديوم 0.6 في المئة إلى 1015.50 دولار.
والأسواق في الصين، أكبر مستهلك للذهب في العالم، مغلقة لمناسبة رأس السنة القمرية الجديدة وستستأنف التداول غداً الأربعاء.
نقلاً عن : اندبندنت عربية