عندما وقع الرئيس ترمب أمراً تنفيذياً بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ الإثنين الماضي، كجزء من سلسلة قراراته بعد توليه المنصب، كان ذلك بمثابة رسالة للعالمين السياسي والتجاري مجتمعين في دافوس بسويسرا.

ويدعم عدد من الشخصيات السياسية والتجارية الحاضرة في المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي جهود مكافحة تغير المناخ، بما في ذلك “اتفاق باريس” الذي وافقت عليه جميع الدول تقريباً عام 2015، في حين أن انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق يشير إلى عدم اهتمام الإدارة بارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة، وأنه يعد انتقاداً لنوع التعاون متعدد الأطراف الذي أصبح سمة مميزة لدافوس.

إجراءات ترمب لن تدفع أوروبا لتغيير خططها

ويركز التجمع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي على قضايا المناخ والبيئة منذ أعوام على “حماية كوكب الأرض” وهو أحد المواضيع الخمسة لهذا العام، وتصنف استطلاعات الرأي التي أجراها المنتدى الطقس المتطرف كأحد التهديدات الكبرى للعالم.

ولأعوام، روَّج صناع السياسات والشركات في دافوس لجهودهم في تقليل الانبعاثات، واعتماد الطاقة النظيفة والعمل بصورة تعاونية لمكافحة الاحتباس الحراري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أول من أمس الثلاثاء إن إجراءات الرئيس ترمب لن تدفع أوروبا لتغيير خططها، مضيفة “أوروبا ستستمر في مسيرتها وستواصل العمل مع جميع الدول التي ترغب في حماية الطبيعة ووقف الاحتباس الحراري”، مشيرة إلى أن “اتفاق باريس” يستمر في كونه أفضل أمل للبشرية.

ومن جانبه، قال رئيس المناخ بالأمم المتحدة سيمون ستيل إن “التحول إلى الطاقة النظيفة سيحدث سواء مع الولايات المتحدة أو من دونها، مضيفاً “العالم يشهد تحولاً في الطاقة لا يمكن وقفه”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة يمكنها العودة إلى “اتفاق باريس” في أي وقت.

خيبة أمل القطاع التجاري

وفيما كان قادة الشركات أكثر حذراً في تعليقاتهم في شأن قرار ترمب، هاجم نشطاء المناخ انسحاب الرئيس الأميركي من “اتفاق باريس” للمناخ.

وأعربت مجموعة “وي مين بيزنس”، وهي ائتلاف من مجموعات استشارية للشركات تدعم إجراءات المناخ، عن خيبة أملها إزاء قرار إدارة الرئيس الأميركي الجديد بالانسحاب من “اتفاق باريس” للمناخ.

وقالت المجموعة في بيان “بينما يعد هذا القرار مخيباً للآمال بعمق، فإن قرار دولة واحدة لا يغير مسار العمل العالمي”.

ومع ذلك، كان التنفيذيون حذرين في تعليقاتهم، متجنبين قول أي شيء قد يسيء إلى الرئيس الجديد.

وقالت المديرة التنفيذية للاستدامة في “غوغل” كيت براندت إلى صحيفة “نيويورك تايمز”، “أعتقد أن الجميع كان يعلم أن انسحاب أميركا من الاتفاق مقبل”، مضيفة “كثير من المحادثات المبكرة التي أجريناها مع الإدارة الجديدة تدور حول أمور مثل الطاقة النووية المتقدمة، والطاقة الجوفية المتقدمة وتكنولوجيا تخزين البطاريات، واستخدامات الذكاء الاصطناعي”.

ومن جهتها، قالت المديرة التنفيذية للاستدامة في “أمازون” كارا هيرست إن شركتها لن تتراجع عن أهدافها المناخية بسبب قرار ترمب، مضيفة “نحن ملتزمون بأهدافنا وماضون في الطريق الذي اخترناه، فنحن لا نحيد عن ذلك وأعتقد أن معظم الشركات لديها أهداف طويلة الأجل ستستمر في تحقيقها”.

وكان الناشطون أكثر وضوحاً في إدانة قرار ترمب بالانسحاب من الاتفاق، إذ قالت الناشطة الكندية في مجال المناخ ورئيسة مبادرة معاهدة منع انتشار الوقود الأحفوري تسيبورا بيرمان “لا يمكن لدولة واحدة أن توقف التحول العالمي في الطاقة”، مضيفة “يحاول ترمب يائساً التمسك بالماضي، على رغم أن واقع اعتمادنا الكبير على الوقود الأحفوري محفور في المناظر الطبيعية المتفحمة في لوس أنجليس، فما فعله بالأمس سيكلف أرواحاً ويؤخر الأميركيين والعالم عن حماية ما نحب”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية