انكمشت واردات الصين بشكل غير متوقع خلال شهري يناير وفبراير، بينما فقدت الصادرات زخمها، حيث ألقت ضغوط الرسوم الجمركية المتصاعدة من الولايات المتحدة بظلالها على التعافي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ووفق لوكالة رويترز للأنباء، شهد أول شهرين من العام إطلاق شرارة الحرب التجارية المتجددة بين الولايات المتحدة والصين، حيث فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضريبة إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية، بحجة أن بكين لم تفعل ما يكفي لوقف تدفق مادة الفنتانيل الأفيونية القاتلة.

كما توقف العمال في الصين عن العمل بسبب مهرجان رأس السنة القمرية الجديدة، كما أثر الموعد النهائي الأول لفرض الرسوم الجمركية من جانب ترامب في الرابع من فبراير على المصدرين الذين كانوا يقومون بتحميل الشحنات مقدمًا للاستفادة من القيود.

الصين تستعد لتوترات تجارية مرهقة مع إدارة ترامب الثانية

ويقول المحللون إن الانهيار في الواردات يشير إلى أن بكين بدأت في تقليص مشترياتها من السلع الأساسية، في الوقت الذي تستعد فيه لأربع سنوات أخرى من التوترات التجارية المرهقة مع إدارة ترامب الثانية.

وقال تشو تيان تشين، كبير الاقتصاديين في وحدة الاستخبارات الاقتصادية، إن “الانخفاض في الواردات يظهر في الحبوب وخام الحديد والنفط الخام، وقد يكون مرتبطا بدراسة الصين ذاتها لبناء احتياطيات استراتيجية”.

وأضاف أن “الصين ربما تكون قد استوردت كميات كبيرة منها في عام 2024، وتحتاج إلى تقليص حجم المشتريات، وهذا ينطبق بالتأكيد على خام الحديد، حيث يتجاوز إنتاج الصلب بوضوح ما يحتاجه الاقتصاد”.

وأظهرت بيانات الجمارك اليوم الجمعة الموافق 7 مارس، أن واردات الصين انخفضت 8.4% على أساس سنوي، وهو ما يقل عن توقعات النمو بنسبة 1% في استطلاع أجرته رويترز لآراء خبراء اقتصاديين وارتفاع بنسبة 1% في ديسمبر.

وارتفعت الصادرات من أكبر دولة مصنعة بنسبة 2.3% فقط خلال نفس الفترة، وهو ما جاء أقل من التوقعات بزيادة قدرها 5%، وتباطأ من مكاسب بلغت 10.7% في ديسمبر.

وقال تشانج تشيوي كبير خبراء الاقتصاد في شركة بينبوينت لإدارة الأصول “تباطؤ الصادرات ربما يرجع جزئيا إلى تباطؤ التحميل المسبق للصادرات، والذي كان قويا في أواخر العام الماضي لتجنب الحرب التجارية”.
وأضاف أن “الانخفاض الحاد في الواردات ربما يعكس ضعف الطلب المحلي فضلاً عن انخفاض الواردات لتجارة المعالجة”.

ومن المرجح أن تظهر أضرار الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة على السلع الصينية في الشهر المقبل.

وبعد مضاعفة ترامب الرسوم الجمركية على الصين إلى 20%، دفع ذلك بكين إلى فرض رسوم انتقامية تتراوح بين 10% و15% على صادرات الزراعة الأميركية وقيود على 25 شركة أميركية بعد دقائق فقط من دخول الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب حيز التنفيذ.

وتعهد صناع السياسات الصينيون بإعطاء الأولوية لتعزيز الاستهلاك والطلب المحلي بحلول عام 2025، وهو ما وصفه رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ يوم الأربعاء بأنه “غير كاف” و”ضعيف”.

نقلاً عن : الوفد