أجرت جامعة شاندونغ في الصين دراسة شاملة لتحليل فعالية وسلامة الأدوية المضادة للفيروسات في علاج الإنفلونزا غير الشديدة. تُعد الإنفلونزا من الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، ما يجعل العلاج باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات مثل بالوكسافير أمرًا مهمًا للحد من الأعراض والمضاعفات ومنع انتشار الفيروس.

على الرغم من وجود عدة أدوية مضادة للفيروسات، لا يزال البحث مستمرًا لتحديد العلاج الأنسب للإنفلونزا غير الشديدة، بسبب النتائج المتناقضة التي أظهرتها الدراسات السابقة.

عقار “بالوكسافير”

في هذه الدراسة، جمع الباحثون بيانات من حوالي 73 تجربة سريرية عشوائية شملت أكثر من 34,000 شخصًا، لمقارنة فعالية أدوية مثل بالوكسافير وأوسيلتاميفير وزاناميفير مع العلاج الوهمي والرعاية القياسية. وقد تم استخدام مصادر بيانات موثوقة مثل MEDLINE وEmbase وCENTRAL وGlobal Health، وتم تقييم جودة الأدلة باستخدام نهج GRADE الذي يقيم موثوقية النتائج بناءً على عدة عوامل.

أظهرت نتائج الدراسة أن عقار بالوكسافير يقلل من مدة الأعراض بمقدار يوم واحد تقريبًا، ويقلل من مخاطر دخول المستشفى لدى المرضى المعرضين للخطر، إلا أن تأثيره على معدل الوفيات كان غير ملحوظ. كما أظهرت الدراسة أن هناك احتمالًا لظهور مقاومة الفيروس بنسبة 10% عند استخدام بالوكسافير.

أما عقار أوسيلتاميفير فلم يُظهر تأثيرًا كبيرًا على الوفيات أو دخول المستشفى، وكانت مدة الأعراض تقل بمقدار 0.75 يومًا فقط. كما أظهرت الدراسة أن أوسيلتاميفير قد يزيد من حدوث الأحداث السلبية.

بالنسبة للأدوية الأخرى مثل زاناميفير ولانيناميفير وأوميفينوفير، فقد أظهرت تأثيرات غير مؤكدة مع اختلاف جودة الأدلة من متوسطة إلى منخفضة.

في الختام، يظهر عقار بالوكسافير كخيار واعد لعلاج المرضى المعرضين للخطر الذين يعانون من إنفلونزا غير شديدة، بفضل فوائده المحتملة في تقليل مدة الأعراض ومخاطر دخول المستشفى، دون زيادة الأحداث السلبية.