رغم الاهتمام المتزايد بمشكلة التنمر فى المدارس، يظل التركيز منصبًا على التنمر بين الطلاب، بينما يتم تجاهل التنمر الذى يواجهه المعلمون، وهو ما يثير قلقًا عميقًا، والحوادث المؤسفة مثل انتحار مدرس فى تونس بعد تعرضه للتنمر من طلابه قبل أيام تدق ناقوس الخطر وتدعو لإعادة التفكير فى هذه الظاهرة وخطر التنمر الذى يمس الأساس الأخلاقى للمجتمع.


معلم يصحح الواجبات


تقول الدكتورة سمر كشك، استشارية الصحة النفسية، لـ”اليوم السابع” إن التنمر يشكل وباءً اجتماعيًا لا يفرق بين صغير وكبير، ويزداد تأثيره السلبي مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي تُشجع بعض أبناء الجيل الجديد على التصرف بطرق مهينة للمعلمين تحت مسمى الفكاهة أو التجربة، وأكدت أن ضعف شخصية بعض المعلمين قد يجعلهم أكثر عرضة لهذه الممارسات.


وأشارت استشاري الصحة النفسية إلى أهمية وضع قواعد صارمة في المدارس للحد من ظاهرة التنمر، مهما اختلفت أشكالها، سواء من خلال الشتائم، أو الهمس، أو الحديث السيئ عن المعلم، كما شددت على ضرورة تعزيز الوعى بأهمية احترام المعلمين من خلال القيم الدينية والأخلاقية، وترسيخ مكانتهم لدى الطلاب كقدوة أساسية في حياتهم.


 


ما يمكنك فعله كمدرس يتعرض للتنمر من قبل طلابك


من جهة أخرى، أوضحت استشارى الصحة النفسية أن على المعلمين تعلم كيفية مواجهة هذه المواقف عبر دورات تدريبية تعزز ثقتهم بأنفسهم وتساعدهم فى فهم طبيعة طلابهم، خاصة المراهقين، وأوصت بتبنى أسلوب الحوار الإيجابى وبناء علاقات قائمة على الاحترام مع الطلاب لتحسين أجواء الفصل الدراسى.

معلمة مع تلاميذها
معلمة مع تلاميذها


التنمر على المعلمين يترك أثرا سلبيا ويصنع مجتمعا هشا


أما خبيرة العلاقات الإنسانية، صابرين جابر، فأكدت أن التنمر ضد المعلمين، حتى لو كان على سبيل المزاح، يترك أثرًا سلبيًا كبيرًا، فالطلاب الذين يمارسون التنمر يفقدون القدوة ويكبرون ليصبحوا أفرادًا يفتقرون إلى القيم والأخلاق، وأضافت أن عدم احترام المعلمين يهدد بخلق مجتمع هش، يفتقر إلى التماسك الأخلاقى والقيم الإنسانية.

معلمة مع طلابها
معلمة مع طلابها

نقلاً عن : اليوم السابع