حذّر بنك إنجلترا، اليوم الأربعاء، من التداعيات الخطيرة للتوترات التجارية العالمية المتصاعدة، خاصة بعد الجولة الأخيرة من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار المالي في المملكة المتحدة.

الرسوم الأمريكية الجديدة تهدد استقرار اقتصاد بريطانيا

وذكرت صحيفة “التلجراف” البريطانية، أن لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي البريطاني ناقشت في اجتماعاتها الأخيرة خلال الأسبوع الماضي مؤشرات واضحة على تدهور بيئة المخاطر العالمية، وارتفاع منسوب عدم اليقين في الأسواق.

وقالت اللجنة إن احتمالات حدوث صدمات اقتصادية أصبحت أعلى من السابق، وإن شدّة تأثير تلك الصدمات المحتملة قد تكون بالغة، خاصة في ظل انكماش التعاون الدولي وزيادة التوترات التي تنذر باندلاع حرب تجارية شاملة. وأشارت إلى أن بريطانيا، كونها اقتصادًا مفتوحًا يمتلك قطاعًا ماليًا ضخمًا، تُعد من الدول الأكثر عرضة لتلك المخاطر.

وقد دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة حيز التنفيذ الليلة الماضية، وسط تذبذب كبير في الأسواق العالمية. وعلى الرغم من أن الأسواق ما زالت تعمل بشكل منظم رغم أحجام التداول غير المسبوقة، إلا أن بنك إنجلترا أشار إلى انخفاض حاد في أسعار الأسهم العالمية والسندات عالية المخاطر والسلع الأساسية.

وأعرب البنك عن قلقه من احتمالية حدوث “تصحيحات حادة أخرى” في الأسواق، لكنه في الوقت نفسه أكد أن النظام المصرفي البريطاني لا يزال يتمتع بملاءة مالية قوية، مما يمكّنه من دعم الأفراد والشركات حتى في ظل سيناريوهات اقتصادية أكثر سوءًا.

إلا أن البنك نبّه إلى أن الشركات التي تعتمد على التمويل من الأسواق قد تكون أكثر عرضة للتقلبات، خاصة في هذه الأجواء غير المستقرة. كما أضاف أن تصاعد التوترات الجيوسياسية يرفع من خطر الهجمات الإلكترونية، والتي قد تؤثر بشكل مباشر على الخدمات المالية المقدّمة للمواطنين والشركات في المملكة المتحدة.