كشف بيل جيتس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت، عن الخطأ الأكبر في مسيرته المهنية، والذي تسبب في خسارة شركته فرصة الهيمنة على سوق أنظمة تشغيل الهواتف الذكية. جاء ذلك خلال حديثه مع جوليا هارتز، الرئيسة التنفيذية لشركة Eventbrite، في فعالية نظمتها شركة Village Global.
وأوضح جيتس أن سوء الإدارة داخل مايكروسوفت منع الشركة من التحرك سريعًا لدخول سوق الهواتف الذكية، مما أتاح لجوجل عبر نظام أندرويد فرصة الاستحواذ على المركز الثاني بعد آبل. وأضاف: “في عالم البرمجيات، خصوصًا المنصات، هذه أسواق تفوز فيها الشركات الكبرى فقط. وكان من الطبيعي أن تكون مايكروسوفت هي النظام القياسي للهواتف غير التابعة لآبل”.
البداية المتأخرة لمايكروسوفت
أطلقت آبل أول هاتف آيفون عام 2007، تبعه أول هاتف بنظام أندرويد في 2008. في المقابل، دخلت مايكروسوفت المنافسة متأخرة عام 2010 مع نظام “ويندوز فون”، لكن السوق كان قد استحوذ عليه تقريبًا نظاما آيفون وأندرويد.
وأشار جيتس إلى أن مايكروسوفت لو تحركت بسرعة مثل جوجل، لكانت قد حصلت على حصة كبيرة من سوق أنظمة تشغيل الهواتف الذكية، والذي يُقدر بحوالي 400 مليار دولار. وأضاف: “إذا كنت موجودًا ولديك نصف التطبيقات أو حتى 90% منها، فأنت في طريقك إلى الفشل التام”.
انهيار نظام “ويندوز فون”
واجه نظام ويندوز فون، الذي كان متاحًا عبر هواتف نوكيا لوميا، تحديات كبيرة أبرزها ضعف دعم المطورين وقلة التطبيقات المتاحة. هذه العوامل أدت في النهاية إلى تراجع النظام وخروجه من المنافسة أمام أندرويد وآيفون.
تعليق ريتش مينر على تصريحات جيتس
أثارت تصريحات جيتس ردود فعل من ريتش مينر، أحد مؤسسي أندرويد، الذي أشار عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا) إلى أن أندرويد تم تصميمه خصيصًا لمنع مايكروسوفت من السيطرة على سوق الهواتف كما فعلت مع الحواسيب الشخصية. وقال مينر: “سعينا عبر أندرويد لمنع السوق من أن يصبح احتكاريًا أو ثنائيًا. ومايكروسوفت ببساطة لم تكن جادة بما فيه الكفاية”.
مكانة مايكروسوفت اليوم
رغم سيطرة مايكروسوفت على سوق الحواسيب الشخصية وتقييمها الذي يتجاوز 3 تريليونات دولار، أكد جيتس أن النجاح في سوق أنظمة تشغيل الهواتف الذكية كان سيجعل الشركة في موقع الريادة عالميًا.