أظهرت دراسات طبية حديثة أن النياسين، المعروف بفيتامين B3، لم يعد يُوصى باستخدامه كعلاج لخفض الكوليسترول، بسبب ارتباطه بزيادة خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وفقًا لما ذكره موقع “هيلث كليفلاند”.
النياسين لم يعد آمنًا
ورغم أن النياسين كان يُستخدم سابقًا لخفض الكوليسترول الضار، وزيادة الكوليسترول الجيد، وتقليل الدهون الثلاثية، إلا أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن مخاطره تفوق فوائده، خصوصًا مع توفر أدوية أكثر أمانًا وفعالية مثل الستاتينات.
وأوضح الدكتور ستانلي هايزن، المتخصص في طب القلب الوقائي، أن النياسين لم يعد خيارًا مفضلًا في علاج اضطرابات الكوليسترول، بسبب فعاليته المحدودة مقارنة بالبدائل المتاحة، وارتفاع احتمال حدوث آثار جانبية خطيرة.
وأشار إلى ما يُعرف بـ”مفارقة النياسين”، وهي ظاهرة تُظهر أن خفض الكوليسترول عبر النياسين لا يؤدي بالضرورة إلى تقليل خطر أمراض القلب. كما بيّنت دراسة أجراها “هايزن” في 2024 أن الجسم يُنتج مركبًا يُدعى 4PY عند تناول كميات كبيرة من النياسين، وهو مركب يعزز الالتهاب في الأوعية الدموية ويرتبط بارتفاع خطر النوبات القلبية والسكتات.
ووجدت الدراسة أن ربع المشاركين كانت لديهم مستويات مرتفعة من هذا المركب، ما ضاعف خطر تعرضهم لمضاعفات قلبية حادة أو الوفاة.
وعلاوة على هذه المخاطر، فإن تناول النياسين بكميات كبيرة قد يسبب آثارًا جانبية أخرى مثل: زيادة احتمالية الإصابة بالسكري، اضطرابات الجهاز الهضمي، النقرس، مشاكل الكبد، انخفاض ضغط الدم، نزيف دماغي، الطفح الجلدي، وقرح المعدة. كما يُحذر الأطباء مرضى السكري من استخدامه بسبب تفاعله السلبي مع بعض العلاجات.
ورغم أن النياسين يُعتبر من الفيتامينات الأساسية للجسم، إلا أن الإفراط في تناوله – خاصة عبر المكملات المتاحة بدون وصفة طبية – يُعد خطرًا صحيًا، في ظل حصول معظم الناس على كفايتهم منه من خلال الأغذية المدعّمة مثل الحبوب والأرز.
يُذكر أن استخدام النياسين أُدرج ضمن البرامج الغذائية خلال فترة الكساد الكبير لتفادي نقصه، غير أن الاستمرار في إضافته للأغذية ساهم في ارتفاع استهلاكه بين العامة.
وفي ظل هذه المعطيات، يؤكد الخبراء أن الستاتينات تظل الخيار الأكثر أمانًا وفعالية لخفض الكوليسترول، إلى جانب بدائل أخرى لمن لا تناسبهم هذه الفئة من الأدوية.
كما شدد الدكتور هايزن على أهمية تبني نمط حياة صحي يتضمن نظامًا غذائيًا متوازنًا، تقليل الأطعمة المصنعة، ممارسة الرياضة بانتظام، إدارة التوتر، والإقلاع عن التدخين، كعوامل رئيسية في الحفاظ على صحة القلب، دون الحاجة للاعتماد على النياسين.