وصف الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة “أونا للصحافة والإعلام”، عام 2024 بأنه عام مفصلي يحمل تحولات عميقة على المستوى العالمي، مع تركيز خاص على منطقة الشرق الأوسط، وخلال حواره مع الإعلامية منى سلمان في برنامج “استوديو القاهرة”، الذي يُبث على فضائية “روسيا اليوم”، أشار الجلاد إلى أن التطورات المتلاحقة في الشرق الأوسط، بدءًا من حرب غزة وحتى الأوضاع في سوريا ولبنان، ليست مجرد أحداث عشوائية، وأوضح أن هذه التحولات هي نتاج خطط مدروسة تم إعدادها منذ سنوات طويلة.
مشروع “الشرق الأوسط الجديد” قيد التنفيذ
أكد الجلاد أن ما يجري في المنطقة يُعد تطبيقًا عمليًا لمشروع “الشرق الأوسط الجديد”، الذي يهدف إلى إعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم مصالح قوى عالمية، واعتبر أن أحداث 7 أكتوبر 2023 كانت الشرارة التي أطلقت سلسلة من التغيرات، مشددًا على أن هذه التحولات تُفرض بشكل قسري على شعوب المنطقة.
وأضاف أن التغييرات الجذرية في العالم لا يمكن أن تحدث دون توافق بين القوى الكبرى، موضحًا أن سكان المنطقة والقوى المحلية غالبًا ما يكونون مجرد أدوات أو “مفعول بهم” في سياق هذه المخططات.
الصراعات لا تخدم مصالح الشعوب العربية
أعرب الجلاد عن قلقه من استمرار الصراعات في الشرق الأوسط، معتبرًا أنها تخدم فقط مصالح القوى الخارجية الساعية للهيمنة على المنطقة، وأشار إلى أن النموذج اللبناني يبرز كدليل واضح على إمكانية تحول سوريا إلى ساحة مفتوحة للتدخلات الخارجية والتنظيمات الداخلية، مما قد يجعلها منصة لتوسع نفوذ إسرائيل.
مصر في مواجهة تحديات إقليمية
وحذر الجلاد من التحديات التي قد تواجهها مصر في ظل هذه التحولات، مشددًا على دورها المحوري كوسيط في الأزمات الإقليمية، وأكد أن هذا الدور يخدم مصالح جميع الأطراف، داعيًا إلى ضرورة التحرك بحكمة وحذر وعدم الانسياق وراء الوعود والمبادرات التي تطرحها القوى الخارجية.
رسالة للحكومة المصرية
اختتم الجلاد تصريحاته بالتأكيد على أهمية الإصغاء إلى آراء الأطراف المختلفة، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية تحتاج إلى تبني رؤية أكثر انفتاحًا وشمولية، وعلق على لقاء رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مع المستثمرين قائلاً إنه كان “مثيرًا للدهشة والصدمة”، داعيًا إلى إجراءات أكثر جدية لدعم الاقتصاد والاستثمار.