لم يتوان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ببدء العمل للوفاء بتعهده خلال الحملة الانتخابية بشأن وقف الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة وفرض قواعد صارمة في ما يتعلق بقضايا اللجوء والمواطنة. وفور تنصيبه مطلع الأسبوع الجاري، وقع الرئيس الأميركي مجموعة من الأوامر التنفيذية التي طاولت كل من المهاجرين القانونيين وغير الشرعيين على حد سواء، وأثارت حالة من اللغط والانتقادات من قبل القانونيين والجماعات المدافعة عن المهاجرين. 

أعاد ترمب إحياء عدد من التدابير التي أتخذها خلال إدارته الأولى، بما في ذلك إجبار طالبي اللجوء على الانتظار في المكسيك للبت في طلباتهم، وإجراء “فحص مشدد” للمهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة، واتخاذ إجراءات صارمة ضد “مُدن اللجوء” والولايات التي ترفض التعاون مع وكلاء الهجرة الفيدراليين.

1 ما هي الأوامر التنفيذية التي وقعها ترمب حتى الآن؟

وقع ترمب عدداً من الأوامر التنفيذية التي تعالج ما وصفه بـ “غزو” المهاجرين وتهيئة المسرح لعملية ترحيل واسعة النطاق. فمن شأن الأوامر التنفيذية أن تمنح وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية قدرة أكبر على القيام بإجراءات إنفاذ القانون في المناطق الحساسة، وتوسيع مجموعة المهاجرين غير المسجلين المعرضين للترحيل السريع، ومحاولة إنهاء حق المواطنة بالولادة – وهي الخطوة التي تلقت مقاومة شرسة من الخبراء الدستوريين والولايات والمدن التي يقودها الديمقراطيون.

كما تنطوي الأوامر على إعادة العمل بسياسة “البقاء في المكسيك” لطالبي اللجوء حتى يتم قبول طلباتهم، وإعلان حالة الطوارئ الوطنية على الحدود والذي مهد الطريق أمام وزارة الدفاع “البنتاغون” لنشر مزيد من القوات على الحدود الجنوبية، وأمر باستئناف بناء الجدار الحدودي.

وشملت الأوامر التنفيذية التي وقعها ترمب، تعليق برنامج إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة لمدة 90 يوماً على الأقل، بدءاً من 27 يناير (كانون الثاني). وترك الباب مفتوحاً أمام فرض حظر السفر وتوقيع اتفاقيات مع دول أخرى من شأنها أن تلزم طالبي اللجوء بالتقدم بطلبات الحماية هناك أولاً.

وعلاوة على ذلك، أعلنت وكالة الجمارك وحماية الحدود الأميركية عن وقف جدولة المواعيد عبر تطبيق “وان سي بي بيCBP One – ” وهو تطبيق يسمح للمهاجرين بمشاركة المعلومات وتحديد موعد للمقابلات مع سلطات الهجرة قبل الوصول إلى الحدود الأميركية، كما ألغى جميع مواعيد اللجوء المستقبلية.

وأمر بإلغاء الإفراج المشروط والحماية المؤقتة التي سمحت للأشخاص من دول بما في ذلك كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا بالعيش والعمل في الولايات المتحدة خلال إدارة سلفه جو بايدن. ووفق صحف أميركية أرسى ترمب الأساس لإعادة تأسيس سياسته المتمثلة في “التدقيق الشديد” للمهاجرين الشرعيين منذ ولايته الأولى، وذلك بتطبيق تدقيق متزايد على طلبات التأشيرة في جميع المجالات. 

2 هل سُيرحل ترمب طالبي اللجوء المقيمين داخل الولايات المتحدة؟

قام مسؤولو إدارة ترمب بتوسيع نطاق إجراء يعمل على تسريع عمليات الترحيل، ليشمل المهاجرين غير المسجلين داخل الولايات المتحدة والذين لا يستطيعون إثبات أنهم عاشوا في الولايات المتحدة بشكل مستمر لمدة عامين أو أكثر. ويسمح إجراء الترحيل السريع، المعروف باسم “الإبعاد السريع”، لسلطات الهجرة بترحيل الشخص من دون جلسة استماع أمام قاضي الهجرة. 

وفي حين تم تنفيذ مثل هذه العمليات في إدارة بايدن لكنها اقتصرت على مرتكبي الجرائم، بينما توسع الأمر حالياً ليشمل أي مهاجر غير مُسجل. وبدأت بالفعل عمليات تفتيش وملاحقة بما في ذلك داخل المدارس والكنائس حيث تسمح سياسة ترمب لدائرة الهجرة والجمارك بالقيام بإجراءاتهم في المناطق الحساسة أو بالقرب منها وهي أماكن كانت تتطلب في ظل إدارة بايدن المزيد من الخطوات قبل أن تتمكن السلطات من بدء الاعتقالات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وانخفضت عمليات الاعتقال التي نفذتها سلطات الهجرة في المناطق الداخلية من الولايات المتحدة على مدار العام الماضي حيث حولت إدارة بايدن تركيزها بشأن إنفاذ القانون إلى الأشخاص الذين ليس لديهم وضع قانوني والذين ارتكبوا جرائم خطيرة.

وقال القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي بنيامين هوفمان في بيان: “لن يتمكن المجرمون بعد الآن من الاختباء في مدارس وكنائس أميركا لتجنب الاعتقال. لن تقيد إدارة ترمب أيدي ضباط إنفاذ القانون الشجعان، وبدلاً من ذلك تثق بهم في استخدام الفطرة السليمة”.

3 ماذا يعني قرار ترمب بشأن إنهاء حق المواطنة بالولادة؟

بموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب الإثنين الماضي، فإن الأطفال المولودين في الولايات المتحدة، ولكن من دون أن يكون أحد الوالدين على الأقل مقيماً دائماً قانونياً أو مواطناً أميركياً، لا يحق حصولهم على الجنسية الأميركية تلقائياً. كما يحظر الأمر التنفيذي على الوكالات الفيدرالية إصدار أو الاعتراف بالوثائق التي تثبت الجنسية الأميركية لمثل هؤلاء الأطفال.

وقام بعض من المدافعين عن حقوق المهاجرين والحقوق المدنية، بما في ذلك الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، برفع دعوى قضائية ضد القرار الذي يتعارض مع الدستور الأميركي. 

4 من هم المتأثرين بإنهاء حق المواطنة بالولادة؟ 

يستهدف الأمر التنفيذي الأطفال المولودين داخل الولايات المتحدة لمهاجرين غير شرعيين والأشخاص المقيمين بشكل قانوني في الولايات المتحدة بتأشيرات مؤقتة مثل السياح والطلاب والعمال المؤقتين وأولئك الذين يزورون عائلاتهم. 

ومع ذلك، يقول خبراء إن القرار من شأنه أن يجعل الأمور غامضة بالنسبة لأولئك الذين ينتظرون الحصول على البطاقات الخضراء (الإقامة الدائمة)، وهي عملية قد تستغرق سنوات.

5 هل يتم تنفيذ القرار بأثر رجعي ليشمل سحب الجنسية ممن حصلوا عليها بالولادة؟ 

الإجابة المختصرة لا، لذا لن يؤثر في الأشخاص الذين حصلوا على الجنسية قبل توقيع الأمر التنفيذي، فالقرار يتم تنفيذه فقط على الأطفال الذين يولدون داخل الولايات المتحدة بعد 30 يوماً من تاريخ القرار الموقع بتاريخ 20 يناير. 

6 هل يستطيع ترمب حقاً أن ينهي حق المواطنة بالولادة الذي ينص عليه الدستور؟

ربما، على رغم أنه من غير المرجح أن يتم تنفيذ هذا الأمر، إذ يُعد بند المواطنة بالولادة على الأراضي الأميركية جزءاً من دستور الولايات المتحدة، الوثيقة التأسيسية للبلاد. ويعتقد علماء القانون بشكل عام أنه لا ينبغي لأي إجراء تنفيذي أو تشريع أن يحل محل ضمان الدستور لمنح حق المواطنة بالولادة لأولئك الذين ولدوا على الأراضي الأميركية.

7 ما بدائل ترمب للتعامل مع الأمر؟

حتى لو كانت الإدارة غير قادرة على إلغاء حق المواطنة بالولادة لأطفال بعض المهاجرين، أفادت وسائل إعلام أميركية بأن المسؤولين يبحثون طرقاً أخرى لمعالجة هذا الموضوع. على سبيل المثال، يمكنهم محاولة تقييد التأشيرات قصيرة الأجل للمسافرات الحوامل، حتى لا تتمكن هؤلاء المسافرات من الولادة في الولايات المتحدة.

وفي سيناريو آخر، ربما يسعى ترمب لإجبار المحكمة العليا على إعادة تفسير التعديل الرابع عشر من الدستور كجزء من اللعبة الطويلة التي تلعبها إدارة ترمب بأمرها التنفيذي. ومع ذلك، يستبعد مراقبون الإصلاح الكامل لقانون القضايا حول المواطنة الذي يمثل قضية هامشية. 

8 هل تم تعليق اللجوء للولايات المتحدة؟

نقلت شبكة “أي بي سي نيوز” عن مسؤول في إدارة ترمب أن الرئيس الأميركي سينهي اللجوء ويغلق الحدود أمام المهاجرين غير الشرعيين. وهذا يعني في الأساس أن المهاجرين غير المسجلين الذين يتم القبض عليهم بين موانئ الدخول إلى الأراضي الأميركية لن يتمكنوا من تقديم طلب باللجوء، وهو ما سيؤدي بدوره إلى “عملية إبعاد فورية من دون إمكانية اللجوء”، كما قال المسؤول الجديد.

ومثله كمثل الأوامر التنفيذية الأخرى التي أُعلن عنها ترمب يوم الإثنين، قد يواجه هذا الأمر عقبات قانونية. وتسمح القوانين الحالية لطالبي اللجوء بالقدرة على تقديم طلب اللجوء أو الحماية بمجرد دخولهم البلاد، بغض النظر عما إذا كانوا قد عبروا من موانئ الدخول. وكان هذا هو الأساس للعديد من المعارك القانونية ضد بعض قيود اللجوء التي نفذتها إدارة بايدن في يونيو (حزيران) 2024.

9 ماذا يعني قرار تعليق برنامج إعادة التوطين لأربعة أشهر؟

بموجب هذا القرار تم تعليق قبول اللاجئين الذين خضعوا بالفعل لعملية طويلة قبل قبول لجوئهم والسماح لهم بالانتقال إلى الولايات المتحدة. وبينما كان من المقرر أن يتم السماح لمن تم قبول طلباتهم بالفعل ولديهم حجز طيران بالسفر إلى الولايات المتحدة قبل 27 يناير، أفادت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية الأربعاء، أن الوكالة الأميركية المشرفة على معالجة طلبات اللاجئين ووصولهم، أبلغت موظفيها والجهات المعنية أن “وصول اللاجئين إلى الولايات المتحدة قد تم تعليقه حتى إشعار آخر”.

10 ما هو برنامج “البقاء في المكسيك”؟

برنامج “البقاء في المكسيك” والذي كان يُعرف ببروتوكول حماية المهاجرين، يجبر طالبي اللجوء من غير المكسيكيين بالانتظار على الأراضي المكسيكية لحين بت السلطات الأميركية في طلباتهم. 

البرنامج أطلقه ترمب خلال ولايته الأولى عام 2019 وأوقفت إدارة بايدن العمل به في 2021. وقال مسؤولون من إدارة ترمب إن القانون من شأنه ردع ما أسموه طلبات اللجوء الاحتيالية، في حين قال المدافعون عنه إنه يعرض المهاجرين الضعفاء، بما في ذلك الأسر التي لديها أطفال صغار، للخطر.

نقلاً عن : اندبندنت عربية