احتفل قطاع العملات الرقمية بفوز الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي كان داعماً قوياً لهذه الصناعة، ووعد بتحويل الولايات المتحدة إلى “عاصمة العملات الرقمية”. ولكن الآن، الرجل الذي أُطلق عليه لقب “أول رئيس بيتكوين”، يجد نفسه في قلب تدهور أسعار “بيتكوين”. منذ إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية العالمية الأسبوع الماضي، انخفض سعر “بيتكوين” بنسبة 10% ليصل إلى أقل من 78,000 دولار، بعدما كان قد بلغ رقماً قياسياً في يناير الماضي قارب 110,000 دولار.

التقلبات التي تهيمن على السوق

يشير الانخفاض المفاجئ في قيمة “بيتكوين” إلى أن العملة التي كان يُروج لها كمصدر ثابت للقيمة على المدى الطويل، ما زالت تخضع لتقلبات السوق الأوسع. ونتيجة لذلك، بدأ بعض المستثمرين في التعامل مع “بيتكوين” كأحد الأصول التكنولوجية ذات المخاطر العالية، الأمر الذي دفعهم لبيعها في أوقات الأزمات.

ورغم هذا، لم يتوقف ترامب عن دعم صناعة العملات الرقمية بعد فوزه بفترة رئاسية ثانية. فقد عين منظمين داعمين للعملات الرقمية ووقع أمراً تنفيذياً لإنشاء مخزون حكومي من “بيتكوين”. كما قام بتوسيع استثماراته الشخصية في هذا المجال، حيث سوق عملة “ميمكوين” لمؤيديه، لكن تأثير الرسوم الجمركية على سوق العملات الرقمية كان له أثر سلبي.

الارتباط بالتفاؤل والمخاطرة

قال هاسيب قريشي، المستثمر الرأسمالي في العملات الرقمية، على وسائل التواصل الاجتماعي، إن العملات الرقمية ترتبط عادة بالتفاؤل والاستعداد لتحمل المخاطر، ولكن هذا التفاؤل بدأ يتلاشى في ظل صمت ترامب.

وكان ترامب قد فرض مؤخراً رسوماً جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية، واتهم شركاء الولايات المتحدة التجاريين بـ “نهب” الاقتصاد الأمريكي. ومن المتوقع أن تزداد حدة تأثير الرسوم الجمركية، خاصة مع فرض رسوم إضافية على الدول التي تصدر إلى الولايات المتحدة أكثر من ما تستورده منها، بما في ذلك الصين والاتحاد الأوروبي.

وفي منشور على منصته “تروث سوشال”، علق ترامب قائلاً: “لدينا عجز تجاري هائل مع الصين والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأخرى. الطريقة الوحيدة لتسوية هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية التي ستجلب عشرات مليارات الدولارات للولايات المتحدة”.