أعربت تركيا عن استعدادها لإرسال قوات الى أوكرانيا ضمن مهمات حفظ السلام في حال لزم الأمر، بحسب ما أفاد مصدر في وزارة الدفاع التركية الخميس.
وقال المصدر إن “مسألة المساهمة في مهمة… ستخضع للتقييم مع كل الأطراف المعنيين اذا كان ذلك لازماً من أجل تحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين”، وذلك في يوم يعقد قادة دول الاتحاد الأوروبي قمة في بروكسل للبحث بشأن القضايا الأمنية المرتبطة بالقارة وأوكرانيا.
من جهته دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس إلى مواصلة الضغط على روسيا لإنهاء الحرب، غداة “نجاة” عمال أجانب من ضربة روسية استهدفت فندقاً كانوا فيه في كريفيي ريغ (وسط).
وقال زيلينسكي على منصة “إكس”، “يجب ألا يكون هناك أي وقف للضغوط على روسيا لإنهاء هذه الحرب”، موضحاً من جهة أخرى أنه “قبل الهجوم مباشرة، دخل متطوعون من منظمة إنسانية، هم مواطنون من أوكرانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الفندق”.
انتقاد روسي لماكرون
في المقابل، انتقدت روسيا اليوم خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اليوم السابق الذي أعلن فيه أنه يريد “فتح نقاش إستراتيجي” في شأن حماية أوروبا بواسطة المظلة النووية الفرنسية، معتبراً موسكو تهديداً.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “كل يوم يُصدر (ماكرون) تصريحات منفصلة تماماً عن الواقع ومتناقضة”.
تعاون استخباراتي عسكري مع فرنسا
إلا أن وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو قال إن فرنسا تقدم معلومات استخباراتية عسكرية لأوكرانيا، بعدما أعلنت واشنطن أمس الأربعاء تجميد تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف.
وأبلغ مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف أمس أن الولايات المتحدة “أوقفت” تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا بعد انهيار العلاقات بين كييف والبيت الأبيض.
وأوضح لوكورنو لإذاعة فرانس إنتر “استخباراتنا سيادية بقدرات تخصّنا، نحن ننقلها إلى الأوكرانيين للاستفادة منها”.
قصف على أوديسا
ميدانياً قال حاكم منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا، أوليه كيبر اليوم الخميس إن طائرات مسيرة أطلقتها روسيا ضربت بنية تحتية للطاقة في المنطقة في إطار هجوم ضخم شنته خلال الليل.
وأضاف على تطبيق تيليغرام أن شخصين أصيبا في الهجوم الذي استهدف بنية تحتية مدنية ومتعلقة بالطاقة.
معارضو زيلينسكي
في الموازاة أفاد تقرير لموقع “بوليتيكو” بأن شخصيات كبيرة مقربة للرئيس الأميركي دونالد ترمب أجروا مناقشات مع عدد من أكبر المعارضين السياسيين للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ونقل التقرير أمس الأربعاء عن ثلاثة نواب أوكرانيين وخبير في السياسة الخارجية من الحزب الجمهوري الأميركي أن المحادثات جرت مع زعيمة المعارضة الأوكرانية يوليا تيموشينكو وأعضاء كبار في حزب الرئيس السابق بيترو بوروشينكو.
وذكر التقرير أن المناقشات ركزت على ما إذا كان من الممكن أن تجري أوكرانيا انتخابات رئاسية سريعاً.
محادثات جديدة
أعلنت أوكرانيا أنها اتفقت مع الولايات المتحدة على إجراء محادثات جديدة، بعدما أعلنت واشنطن تعليق تبادل المعلومات الاستخبارية مع كييف عقب تجميد المساعدات العسكرية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء، إنه “يمكن تحقيق سلام مستدام” في بلاده إذا تعاونت أوروبا والولايات المتحدة التي أعلنت تعليق تبادل المعلومات الاستخبارية مع كييف بعد تجميد المساعدات العسكرية.
ويحاول زيلينسكي جاهداً احتواء تداعيات اجتماعه المتوتر الجمعة في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه جي دي فانس، الذي اتهم خلاله الرئيس الأوكراني بعدم الرغبة في التفاوض.
ويطالب زيلينسكي بضمانات أمنية من حلفائه الغربيين في إطار محادثات سلام محتملة لضمان عدم غزو الجيش الروسي لبلاده مجدداً.
وفي هذا السياق، جمدت واشنطن التي تقاربت بصورة كبيرة من الكرملين منذ المكالمة الهاتفية بين ترمب وفلاديمير بوتين في الـ12 من فبراير (شباط)، مساعداتها العسكرية الحيوية لأوكرانيا الإثنين.
وقال رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف الأربعاء إن هذا التجميد يتعلق أيضاً بتبادل المعلومات الاستخبارية، وهو أمر مفيد جداً للجنود الأوكرانيين في ساحة المعركة، في حين قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز “نحن نراجع كل جوانب” العلاقات مع أوكرانيا.
محاولة لاستئناف الحوار
على رغم كل ذلك، يحاول فولوديمير زيلينسكي، المستهدف بانتقادات متزايدة من الإدارة الأميركية، استئناف الحوار.
وفي إطار المساعي الأوكرانية إلى ترميم العلاقات مع الولايات المتحدة، أعلن رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك الأربعاء بعد مكالمة مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز أن أوكرانيا والولايات المتحدة على إجراء محادثات جديدة.
وقال يرماك على منصة إكس “أجريت مكالمة هاتفية مع مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي (مايك والتز)، حددنا موعداً لاجتماع فرقنا في المستقبل القريب لمواصلة هذا العمل المهم”.
ويفترض أن يشارك زيلينسكي في القمة الأوروبية المخصصة لأوكرانيا الخميس في بروكسل، وفق ما أعلن مسؤول أوروبي الأربعاء.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي عشية القمة التي تجمع كل زعماء الدول الأعضاء في التكتل بعدما تسببت المشادة بين زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض بتجميد المساعدات الأميركية لكييف، “سيحضر الرئيس زيلينسكي القمة شخصياً”.
وكان زيلينسكي قال على إكس في وقت سابق بعد مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتز “نريد جميعا مستقبلاً آمناً لشعبنا، لا نريد وقف إطلاق النار بصورة موقتة، بل نهاية للحرب بصورة دائمة. عبر جهودنا المنسقة وقيادة الولايات المتحدة، يمكن تحقيق ذلك”.
ودعا زيلينسكي الثلاثاء إلى “هدنة” في البحر والجو لبدء محادثات سلام تحت “القيادة القوية” للرئيس الأميركي لضمان سلام دائم في أوكرانيا.
كما أشار إلى أن كييف مستعدة لتوقيع اتفاق يمنح الولايات المتحدة أفضلية الوصول إلى مواردها الطبيعية ومعادنها “في أي وقت وبأي تنسيق مناسب”، وهو أمر كان يطالب به الرئيس الأميركي.
ويبدو أن الأخير أعاد فتح باب الحوار في اليوم نفسه في خطاب ألقاه أمام الكونغرس، وقال فيه “تلقيت رسالة مهمة من الرئيس الأوكراني زيلينسكي. تقول الرسالة إن أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن للاقتراب من سلام دائم، لا أحد يريد السلام بقدر ما يريده الأوكرانيون”.
نهج إيجابي
من جهته قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، رداً على سؤال طرحته وكالة الصحافة الفرنسية حول هذا الشأن، إن “هذا النهج إيجابي بالمجمل”.
في مواجهة الانسحاب الأميركي، يحاول الأوروبيون التحرك. وقالت أوكرانيا الثلاثاء إنها “تناقش” معهم كيفية تعويض المساعدات الأميركية التي أمر ترمب بتجميدها بعد مشادته مع زيلينسكي، في حين كشف الاتحاد الأوروبي عن خطة “لإعادة تسليح أوروبا” ستمكن من تزويد كييف مساعدات عسكرية “فورية”.
من جهتها، أشارت الرئاسة الفرنسية الأربعاء إلى أن إيمانويل ماكرون “لن يقوم بزيارة جديدة لواشنطن في هذه المرحلة”، نافية تصريحات المتحدثة باسم الحكومة التي قالت إن زيارة للرئيس الفرنسي برفقة زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر “يخطط لها”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن ماكرون في خطاب إلى الفرنسيين مساء الأربعاء أن باريس ستجمع الأسبوع المقبل رؤساء أركان الدول المستعدة لضمان سلام مستقبلي في أوكرانيا.
وقال ماكرون إن السلام في أوكرانيا “قد يفترض أيضاً نشر قوات أوروبية. هذه القوات لن تذهب للقتال اليوم، لكنها ستكون هناك عندما يتم توقيع السلام لضمان احترامه الكامل. اعتباراً من الأسبوع المقبل، سنجمع في باريس رؤساء أركان الدول التي ترغب في تحمل مسؤولياتها في هذا الصدد”.
وعلى رغم النشاط الدبلوماسي الكبير الذي يحيط بالمفاوضات المحتملة، لم يتحقق أي شيء ملموس حتى الآن.
قمة أوروبية
يشارك الرئيس فولوديمير زيلينسكي في القمة الأوروبية المخصصة لأوكرانيا الخميس في بروكسل، وفق ما أعلن مسؤول أوروبي الأربعاء.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي عشية القمة التي تجمع كل زعماء الدول الأعضاء في التكتل بعدما تسببت المشادة بين زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض بتجميد المساعدات الأميركية لكييف، “سيحضر الرئيس زيلينسكي القمة شخصياً”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية