أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه يريد “وقفاً لإطلاق النار الآن” في أوكرانيا، بعد مشادة كلامية بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أدت إلى مغادرة الرئيس الأوكراني البيت الأبيض من دون توقيع الاتفاق المزمع مع واشنطن بشأن المعادن.
وقال ترمب للصحافة أثناء مغادرته البيت الأبيض لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في مقر إقامته في فلوريدا، إن زيلينسكي “بالغ في تقدير موقفه” خلال المشادة الكلامية. وانتقد ترمب معارضة زيلينسكي لوقف إطلاق النار مع روسيا.
وأضاف أن نظيره الأوكراني لم يبد كرجل يرغب في تحقيق السلام. وأردف ترمب أن الرئيس الروسي على النقيض من ذلك “يريد صنع السلام، يريد تحقيقه، يريد إنهاء الحرب”، مشيراً إلى أن القتال لن يستمر.
وزعم ترمب أن زيلينسكي يريد العودة إلى البيت الأبيض، لكنه قال إن هذا ليس خياراً بالنسبة له. وأضاف: “يريد العودة الآن، لكنني لا أستطيع فعل ذلك”.
وعندما سئُل عما إذا كان يفكر في قطع المساعدات العسكرية لأوكرانيا، أجاب: “لا يهم ما أفكر فيه. أريد فقط أن أخبركم: لقد رأيتم ما رأيته اليوم. لم يكن هذا الرجل راغباً في صنع السلام، وأنا مهتم فقط إذا كان راغباً في إنهاء إراقة الدماء”. وتابع “زيلينسكي يرغب في القتال باستمرار”
وأضاف أن وقف إطلاق النار يمكن أن يتم “على الفور”، مؤكداً “نتطلع للسلام وليس لحرب تستمر عشرة أعوام”.
من جانبه، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ “رويترز” إن ترمب غير مهتم في الوقت الحالي بإعادة النظر أو استئناف اتفاق المعادن مع أوكرانيا. أضاف المسؤول أن وفد زيلينسكي بدأ في “التوسل” لتوقيع الاتفاق فوراً بعد أن طُلب منه مغادرة البيت الأبيض، وفق تعبيره.
زيلينسكي “لا يدين” لترمب باعتذار
من جانبه، قال زيلينسكي الجمعة إنه لا يدين لنظيره الأميركي باعتذار، وذلك بعد ساعات على المشادة الكلامية بينهما في البيت الأبيض أمام الكاميرا.
وأضاف زيلينسكي في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” بُثت مساء الجمعة “أنا أحترم الرئيس (ترمب) وأحترم الشعب الأميركي”. وعندما سأل مذيع البرنامج زيلينسكي إن كان على استعداد للاعتذار من ترمب، أجاب الرئيس الأوكراني “أعتقد أنه يجب أن نكون منفتحين وصادقين جداً، وأنا لا أعتقد أننا فعلنا شيئاً سيئاً”. وشدد زيلينسكي الذي تعرضت بلاده للهجوم الروسي قبل ثلاث سنوات، على أنه “لا يوجد أحد يريد إنهاء الحرب أكثر منا”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واعتبر أن علاقة كييف بالولايات المتحدة يمكن “بالطبع” إنقاذها، وقال إنّه يمكن “بالطبع” إصلاح العلاقات بين البلدين “لأنّ هذه علاقات تتجاوز حدود الرئيسَين، إنّها علاقات قوية وتاريخية بين شعبينا”، مضيفاً أنه لا يريد أن يخسر الولايات المتحدة كشريك. وعن علاقته بترمب، أكد أنها قادرة على الصمود.
وشدد زيلينسكي على أنه يريد أن يكون ترمب “أكثر إلى جانبنا” في المفاوضات لإنهاء النزاع. وأكد أنه سيكون “صعباً” على بلاده أن تنتصر في الحرب أو أن تتصدى لروسيا إذا لم تتواصل المساعدات الأميركية.
وأضاف “سيكون الأمر صعباً من دون دعمكم، ولكن لا يمكننا أن نخسر قيمنا وشعبنا. لا يمكننا أن نخسر حريتنا”. وشدد على أن أوكرانيا “لا تريد أن تخسر” الدعم الأميركي.
وغادر زيلينسكي البيت الأبيض بشكل مبكر الجمعة بعد مواجهة كلامية غير مسبوقة مع ترمب في المكتب البيضاوي. وهدد الرئيس الأميركي ضيفه بالتخلي عن أوكرانيا إذا لم يقدم تنازلات لتسوية النزاع مع روسيا.
وكتب زيلينسكي في منشور على موقع إكس بعد مغادرته مقر الرئاسة الأميركية “شكراً أميركا، شكراً على الدعم، شكراً على هذه الزيارة. شكراً للرئيس والكونغرس والشعب الأميركي”. وأضاف “أوكرانيا بحاجة إلى سلام عادل ودائم ونحن نعمل على ذلك”.
ستارمر يتعهد بدعم ثابت لأوكرانيا
من جانبه، تعهد رئيس الوزراء البريطاني الجمعة بتقديم “دعم ثابت” لأوكرانيا، وفق ما أعلن مكتبه الذي أشار أيضاً إلى أن كير ستارمر تحدث إلى كل من الرئيسين ترمب وزيلينسكي عقب اجتماعهما الغاضب في البيت الأبيض.
وقالت المتحدثة باسم ستارمر في داونينغ ستريت “تحدث رئيس الوزراء الليلة مع الرئيسين ترمب وزيلينسكي. إنه يُبقي على دعم ثابت لأوكرانيا، ويفعل كل ما بوسعه لإيجاد سبيل للمضي قدماً نحو سلام دائم قائم على السيادة والأمن لأوكرانيا”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية