هاجم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب المدعي الخاص جاك سميث الثلاثاء في مسعى لمنع نشر تقرير بشأن التحقيق الذي أدى إلى توجيه تهمتين جنائيتين له.

ووصف ترمب في مؤتمر صحافي في مارالاغو بولاية فلوريدا سميث الذي أسقط القضيتين ضد ترمب بعدما فاز في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، بأنه “مختل عقلياً” و”شخص لئيم ومقرف”.

وأضاف “لماذا يُسمح له بكتابة تقرير مزيف؟ سيكون تقريراً مزيفاً تماماً كما كان التحقيق مزيفاً”.

اتُّهم ترمب (78 سنة) بالتآمر لتغيير نتيجة انتخابات 2020 التي خسرها لصالح جو بايدن ونقل عدد كبير من الوثائق السرية للغاية من البيت الأبيض عقب انقضاء ولايته الأولى.

لكنه لم يحاكم في القضيتين قط وأسقطهما سميث بعد الانتخابات مبرراً القرار بسياسية وزارة العدل القائمة على عدم توجيه اتهامات لرئيس في منصبه أو ملاحقته قضائياً. لكن المدعي الخاص كان يعد تقريراً نهائياً لوزير العدل ميريك غارلاند يلخص استنتاجاته.

وقررت القاضية الفيدرالية التي نظرت في دعوى الوثائق وردتها العام الماضي، منع نشر التقرير موقتاً الثلاثاء بعدما أفاد محامون عن اثنين من المتهمين معه سابقاً بأن الخطوة ستضر بموكليهم.

وقالت القاضية آيلين كانون التي عيّنها ترمب إن سميث وغارلاند ممنوعان من “نشر أو مشاركة أو نقل التقرير النهائي” إلى حين استماع محكمة استئناف إلى مرافعات متهمين سابقين في القضية هما شخص يتولى ركن سيارات ترمب منذ مدة طويلة وموظف في مارالاغو.

وطالب محامو ترمب في رسالة إلى غارلاند الإثنين بوجوب وقف جاك سميث “جميع الجهود الرامية لإعداد وإصدار” تقريره النهائي بشأن القضيتين ضد ترمب الذي سيتم تنصيبه الرئيس الـ47 للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالوا “بدلاً من إقراره كما يجب ببراءة الرئيس ترمب الكاملة، يسعى سميث الآن إلى نشر تقرير نهائي خارج نطاق القضاء لترسيخ اتهاماته الكاذبة والتي تفتقر إلى المصداقية”.

أضافوا أن “خطة سميث المقترحة لنشر التقرير غير قانونية وتمت بسوء نية وتتناقض مع المصلحة العامة”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابعوا بأن نشر التقرير “لن يكون أكثر من مجرد حيلة سياسية خارجة عن القانون مصممة لإلحاق الأذى بالرئيس ترمب سياسياً”.

عيّن الرئيس المنتخب اثنين من المحامين الذين بعثوا الرسالة إلى غارلاند، وهما تود بلانش وإميل بوف، في منصبين رفيعين في وزارة العدل في ولايته المقبلة.

وفي مذكرة للمحكمة الثلاثاء، قال سميث إن مكتب المدعي الخاص يعمل على تقرير سري يقع في مجلدين موجّه لغارلاند يوضح قرارات الادعاء. وأكد سميث بأن “وزير العدل سيقرر إن كان يتوجب نشر أي جزء من التقرير علناً”.

سمح ميريك غارلاند العام الماضي بنشر تقرير أعده مدع خاص آخر هو روبرت هور بشأن طريقة تعامل الرئيس الحالي جو بايدن مع وثائق سرية عندما كان نائباً للرئيس.

رفض هور توجيه أي اتهامات لبايدن لكنه وصفه بأنه “رجل مسن يعاني من ضعف في الذاكرة”.

واتّهم جاك سميث الرئيس المنتخب بالتآمر للاحتيال على الولايات المتحدة والتآمر لعرقلة إجراءات رسمية في إشارة إلى جلسة الكونغرس التي عُقدت يوم السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 للمصادقة على فوز بايدن في الانتخابات وشهدت هجوماً عنيفاً على الكابيتول من قبل المئات من أنصار ترمب.

كما أن ترمب متّهم بالسعي إلى حرمان الناخبين من حقهم عبر ادعاءاته التي لم تثبت صحتها بأنه فاز في انتخابات 2020.

يواجه ترمب أيضاً قضيتين أخريين في ولايتي جورجيا ونيويورك.

وأدين الرئيس المنتخب في نيويورك في مايو (أيار) بـ34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية للتغطية على دفعة مالية للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز عشية انتخابات 2016 حتى تمتنع عن كشف علاقة جنسية يشتبه بأنه أقامها معها في 2006.

وتم تحديد يوم الجمعة كموعد للنطق بالحكم في هذه القضية لكن القاضي خوان ميرشان قال إنه لا يميل لفرض عقوبة بالسجن.

أما في جورجيا، فيواجه ترمب اتهامات بالابتزاز بسبب مساعيه لتغيير نتائج انتخابات 2020، لكن يرجح بأن يتم تجميد هذه القضية طالما أنه في منصبه.

نقلاً عن : اندبندنت عربية