ردا على إشعال الرئيس الأميركي، أمس السبت، فتيل الحرب التجارية بين بلاده وكل من كندا والمكسيك والصين، شددت الصين، اليوم الأحد، على أن الحروب التجارية “ليس فيها منتصرون”.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، “لا يوجد منتصرون في حرب تجارية أو حرب جمركية”، مضيفة أن التعريفات الجديدة “ستؤثر حتماً في التعاون المستقبلي في مجال السيطرة على المخدرات وتضر به”، في وقت تسعى الولايات المتحدة للحد من تهريب الفنتانيل إلى الأراضي الأميركية.
ونددت وزارة التجارة الصينية بهذه الرسوم قائلة، “ليست عديمة الفائدة في حل مشكلات الولايات المتحدة فحسب، بل إنها تقوض أيضاً التعاون الاقتصادي والتجاري الطبيعي”.
وأضافت، “الصين تأمل في أن تنظر الولايات المتحدة إلى مشكلاتها مثل الفنتانيل وتتعامل معها بصورة موضوعية وعقلانية، بدلاً من التهديد المستمر للدول الأخرى بالرسوم الجمركية”.
وحضت بكين “الولايات المتحدة على تصحيح ممارساتها الخطأ (…) ومواجهة مشكلاتها، وإجراء مناقشات صريحة، وتعزيز التعاون وإدارة الخلافات على أساس المساواة والمنفعة والاحترام المتبادلين”، بحسب بيان الوزارة.
وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أمس السبت، في خطاب شديد اللهجة أن كندا ستفرض رسوماً جمركية على المنتجات الأميركية رداً على تلك التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت سابق.
وقال ترودو، “كندا ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على ما مجموعه 155 مليار دولار كندي (102 مليار يورو) من المنتجات الأميركية”. واعتباراً من الثلاثاء، سيتم تطبيق هذه الرسوم الجمركية على بضائع بقيمة 30 مليار دولار أميركي.
وذكر رئيس الوزراء أن الرسوم الجمركية ستؤثر في “منتجات استهلاكية يومية مثل البيرة والنبيذ والبوربون الأميركي والفاكهة وعصائر الفاكهة” وكذلك “الخضراوات والعطور والملابس والأحذية والمنتجات الاستهلاكية مثل الأجهزة المنزلية والأثاث والمعدات الرياضية والمواد مثل أخشاب البناء والبلاستيك…”.
وقال الزعيم الكندي، خلال مؤتمر صحافي “إذا كان الرئيس ترمب يريد أن يفتتح عصراً ذهبياً جديداً للولايات المتحدة، فإن أفضل طريقة هي الشراكة مع كندا، وليس معاقبتنا”.
وأشار إلى أن كندا وقفت دائماً إلى جانب الولايات المتحدة في “أحلك الساعات”، بدءاً بأزمة الرهائن في إيران إلى الحرب في أفغانستان والكوارث الطبيعية المميتة مثل إعصار كاترينا والحرائق الأخيرة في كاليفورنيا.
وحذر من أن الأسابيع المقبلة ستكون صعبة على الكنديين وأن الرسوم الجمركية التي قررها ترمب ستضر بالأميركيين أيضاً.
وقال البيت الأبيض، أمس السبت، إن الرئيس دونالد ترمب فرض رسوماً جمركية على شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسين، كندا والمكسيك والصين، مع نسبة أقل على واردات الطاقة الكندية.
وستفرض واشنطن رسوماً بنسبة 25 في المئة على المنتجات المستوردة من كندا والمكسيك، مع نسبة الـ10 في المئة على موارد الطاقة الكندية، إلى أن تعمل كلاهما مع الولايات المتحدة لمكافحة تهريب المخدرات والهجرة.
وذكر البيت الأبيض أن السلع الواردة من الصين ستُفرض عليها رسوم جمركية بنسبة 10 في المئة، إضافة إلى الرسوم الجمركية الحالية.
وتلقت كندا تأكيداً أمس السبت، أنها ستخضع اعتباراً من الثلاثاء المقبل لرسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على جميع المنتجات المصدرة إلى الولايات المتحدة، باستثناء النفط الذي سيخضع لضريبة بنسبة 10 في المئة، وفق ما أفاد مصدر حكومي كندي وكالة “الصحافة الفرنسية”.
إجراءات مماثلة
في المقابل أعلنت الصين اليوم، الأحد، أنها “تعارض بشدة” التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على بكين، متعهدة اتخاذ “إجراءات مضادة مماثلة لحماية حقوقنا ومصالحنا بحزم”.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان، إن “الصين غير راضية أبداً، وتعارض ذلك بشدة”، مضيفة أنها سترفع دعوى ضد واشنطن في منظمة التجارة العالمية.
أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أمس السبت، في خطاب شديد اللهجة أن بلاده ستفرض رسوماً جمركية على المنتجات الأميركية رداً على تلك التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت سابق أمس السبت.
وقال ترودو، “كندا ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على ما مجموعه 155 مليار دولار كندي (102 مليار يورو) من المنتجات الأميركية”. واعتباراً من الثلاثاء، سيتم تطبيق هذه الرسوم الجمركية على بضائع بقيمة 30 مليار دولار أميركي.
كما نددت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم، أمس السبت، باتهام دونالد ترمب لحكومتها بالارتباط بتهريب المخدرات، واصفة ذلك بأنه “افتراء”، ومؤكدة فرض رسوم جمركية على الولايات المتحدة رداً على تلك التي أعلنها الرئيس الأميركي.
وكتبت شينباوم على منصة “إكس” “نرفض في شكل قاطع افتراء البيت الأبيض الذي يتهم الحكومة المكسيكية بإقامة تحالفات مع منظمات إجرامية”، معلنة عن “إجراءات جمركية” ضد واشنطن.
أكد ترمب، أول من أمس الجمعة، أنه “لا شيء” سيمنعه من فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على المنتجات المستوردة من كندا والمكسيك، مضيفاً أن تلك الآتية من الصين ستخضع لضريبة بنسبة 10 في المئة، إضافة إلى الرسوم الجمركية الحالية.
مهاجمة الشركاء الرئيسين
بذلك يهاجم الرئيس الأميركي الشركاء التجاريين الرئيسين الثلاثة الذين يمثلون مجتمعين أكثر من 40 في المئة من واردات تدخل الولايات المتحدة.
وتوجه ترمب الذي وصل إلى مقر إقامته في مارالاغو بولاية فلوريدا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، إلى ملعب الغولف، صباح أمس السبت، ولم يدرج أي حدث رسمي في جدول أعماله.
وهو يبرر هذه الإجراءات باتهام الدول الثلاث بأداء دور في أزمة الفنتانيل، وهو مادة أفيونية قوية تسبب أزمة هائلة في الولايات المتحدة.
ويقول ترمب، إن الصين تصدر المكونات الأساسية للعقار إلى المكسيك، مما يتيح لعصابات المخدرات المكسيكية تصنيع الفنتانيل الذي يتم بيعه بعد ذلك في الولايات المتحدة. كما ينتقد المكسيك وكندا لعدم سيطرتهما بشكل كاف على تدفقات الهجرة غير النظامية.
قال البيت الأبيض، أمس، إن عصابات المخدرات المكسيكية “هي المُهرِبة الرئيسة للفنتانيل والميثامفيتامين والمخدرات الأخرى في العالم” و”لديها تحالف مع حكومة المكسيك”.
رد فعال وقوي
وأكد ترودو، أول من أمس الجمعة، أن بلاده مستعدة “لرد فعال وقوي”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كانت شينباوم أكدت أن حكومتها ستنتظر أي إعلان عن رسوم جمركية “بهدوء”. وقالت “لدينا خطة أ، وخطة ب، وخطة ج لأي قرار تتخذه الحكومة الأميركية”، من دون الخوض في تفاصيل.
بالنسبة للمكسيك التي تصدر 85 في المئة من منتجاتها إلى الولايات المتحدة، فإن الزيادة العامة في الرسوم الجمركية قد تكون لها تداعيات خطرة، مع انخفاض ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 3.6 في المئة، بحسب تقديرات الأستاذ في جامعة كورنيل ويندونغ تشانغ.
انخفاض الناتج المحلي
وبحسب كبير خبراء الاقتصاد في شركة “إي واي” غريغوري داكو فإن التعريفات الجمركية المخطط لها قد “تؤدي إلى انخفاض بنسبة 1.5 في المئة بالناتج المحلي الإجمالي الأميركي في عام 2025 و2.1 في المئة في عام 2026 مقارنة بتوقعاتنا الأولية، بسبب تباطؤ الاستهلاك والاستثمار”، ناهيك عن آثار الإجراءات الانتقامية المحتملة.
يتوقع داكو أيضاً أن يرتفع التضخم في الولايات المتحدة بمقدار 0.7 نقطة مئوية في الربع الأول من هذا العام مع التعريفات الجمركية، قبل أن يتراجع تدريجاً.
وتستورد الولايات المتحدة لائحة طويلة من المنتجات الزراعية من البلدين الجارين، بدءاً بالأفوكادو وحتى الدواجن، وقد بدأت أسعارها ترتفع بالفعل.
مجرد البداية
وقالت شركة، “أس آند بي غلوبال موبيليتي”، إن التعريفات الجمركية ستؤثر أيضاً في صناعة السيارات بشدة، بحيث تمثل واردات المركبات الخفيفة الأميركية من كندا والمكسيك في عام 2024، 22 في المئة من كل المركبات المبيعة في البلاد.
وقال مركز أبحاث “المجلس الأطلسي”، إن أسعار الطاقة قد ترتفع أيضاً في القطاع الأوسط من البلاد الذي يستهلك كثيراً من النفط من كندا.
وقد يكون هذا مجرد البداية، إذ يستعد ترمب بالفعل للمرحلة التالية من حربه التجارية، وقد قال في ما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، “هل سأفرض رسوماً جمركية على الاتحاد الأوروبي؟ هل تريدون الإجابة الحقيقية أم الإجابة الدبلوماسية؟ نعم بالتأكيد. الاتحاد الأوروبي عاملنا بشكل سيئ جداً”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية