حذّر خبراء من أن خطة دونالد ترمب الرامية إلى تصنيف عصابات المخدرات المكسيكية باعتبارها “منظمات إرهابية أجنبية” من شأنها أن توفر الإطار القانوني الذي يسمح للولايات المتحدة بتنفيذ عمليات عسكرية داخل المكسيك.

ولطالما هدد الرئيس المنتخب بإدراج الـ “كارتيلات” (العصابات) التي تتاجر بالمخدرات غير المشروعة على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية في الولايات المتحدة، ومن شأن هذا التصنيف أن يسمح للحكومة بفرض عقوبات اقتصادية واجتماعية إضافية على تلك المنظمات.

ومن شأن هذا الأمر أيضاً أن يعزز سلطة الرئيس في تنفيذ عمليات عسكرية ضد الأشخاص المتورطين في منظمة إرهابية، بما في ذلك الدول الأجنبية المشتبه في دعمها مثل هذه المنظمات، كما سيمكنه من استخدام القوة العسكرية بشكل استباقي ضد المنظمات الإرهابية.

ولا شك في أن مثل هذا الإجراء قد يؤدي إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والمكسيك وزيادة العداء، وفي هذا الصدد صرح السفير المكسيكي السابق لدى الولايات المتحدة جيرونيمو غوتيريز لصحيفة “إل باييس” El País الإسبانية بأن هذا الإجراء من شأنه أن “يعيد العلاقات بين البلدين ثلاثة عقود للوراء”.

وفي عام 2019 كان ترمب على وشك أن يصنف “كارتيلات” المخدرات المكسيكية على أنها “إرهابية”، لكنه تراجع عن ذلك بعد التوصل إلى تسوية مع المكسيك.

ولكن في وقت سابق من الشهر الماضي طرح الرئيس المنتخب الفكرة مجدداً، وهذه المرة في مؤتمر لمنظمة “تورنينغ بوينت” في الولايات المتحدة Turning Point USA عُقد في ولاية أريزونا.

وقال ترمب “سأصنف الـ ‘كارتيلات’ على الفور كمنظمات إرهابية أجنبية، وسنقوم بذلك على الفور وسنستغل بصورة كاملة كل الموارد والصلاحيات المتاحة للقانون الفدرالي ودائرة الهجرة والجمارك ودوريات الحدود”.

وكان ترمب ركز خلال حملته الانتخابية بصورة كبيرة على مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالمخدرات، وبخاصة العقاقير المتعلقة بالـ “فنتانيل”، كما حمّل المكسيك المسؤولية عن الجهود الرامية إلى وقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، ووعد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المئة على السلع المكسيكية المستوردة، على رغم أن المكسيك تعد واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

ولكن تصنيف الـ “كارتيلات” باعتبارها إرهابية من شأنه أن يشكل خطوة إضافية في هذا الإطار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي سياق متصل قال مسؤول بارز في السفارة المكسيكية لصحيفة “إل باييس” إن “تصنيف الـ ‘كارتيلات’ كمنظمات إرهابية سيكون خطأً إستراتيجياً تترتب عليه عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بها لكلا البلدين”.

ويتمثل الهدف الرئيس من تصنيف منظمة ما كمنظمة إرهابية في وقف تدفق الأموال والسماح للمدعين الفدراليين بملاحقة أعضاء العصابات وحلفائهم جنائياً، كما يوفر الدعم القانوني للرئيس لتنفيذ العمليات العسكرية، وبخاصة بموجب قانون تفويض استخدام القوة العسكرية الذي صدر عام 2001.

ويدعم القانون الذي يتمتع بصلاحيات واسعة النطاق قرار الرئيس في تنفيذ عمليات ضد الأفراد والمنظمات المرتبطة بأولئك الذين نفذوا هجمات الـ 11 من سبتمبر (أيلول) 2001، ولكن جرى تفسيره بصورة واسعة على أنه ينطبق على مجموعات إرهابية أخرى.

فعلى سبيل المثال، وفي إطار ذلك القانون نفسه، شنت إدارة بايدن ضربات جوية في الصومال كجزء من جهودها لهزيمة جماعة الشباب الإرهابية.

بيد أن القانون لا يتيح للرئيس غزو دولة ما أو إعلان الحرب عليها من دون الحصول على موافقة الكونغرس، وفي هذا الصدد قال المسؤول البارز في السفارة المكسيكية بأن فكرة ترمب “تخلط بين المفاهيم التي تستجيب لديناميكيات مختلفة”، مضيفاً أن “المنظمة تسعى إلى الربح وليس نشر الأيديولوجيا، وبالتالي فإن معاملتها باعتبارها منظمة إرهابية لا يؤدي سوى إلى تحويل الموارد وتشتيت الانتباه عن الحلول الحقيقية.”

في غضون ذلك ردت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم الأحد الماضي مؤكدة ضرورة التعاون بين البلدين لمكافحة الاتجار بالمخدرات، وأعلنت “نحن نتعاون وننسق ونعمل معاً، لكننا لن نجعل من أنفسنا تابعين أو خاضعين أبداً، فالمكسيك دولة حرة مستقلة ذات سيادة ونحن لا نقبل التدخل أبداً في شؤوننا، إنها عملية تعاون وتنسيق وليست تبعية، ونحن سنعمل على بناء السلام”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية