بدأت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) اختبار محطات Starlink التابعة لشركة سبيس إكس (SpaceX) كجزء من جهودها لترقية الشبكات التي تدير المجال الجوي الأمريكي.
يأتي هذا التطور في ظل تزايد الجدل حول تضارب المصالح بين الحكومة الأمريكية ورجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، الذي يملك شبكة Starlink إلى جانب عدد من الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا والفضاء.
تفاصيل الاختبارات الجارية
أعلنت FAA على منصة التواصل الاجتماعي إكس (X)—المملوكة أيضًا لماسك—أنها بدأت اختبار محطة Starlink في أتلانتيك سيتي، نيوجيرسي، بالإضافة إلى محطتين إضافيتين في ألاسكا. وأشارت الوكالة إلى أن فكرة استخدام تقنية سبيس إكس قيد الدراسة منذ الإدارة الرئاسية السابقة.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تخضع فيه سبيس إكس لمراقبة تنظيمية مكثفة، حيث فرضت FAA غرامات وطلبت مراجعات متكررة لعمليات الشركة الفضائية خلال السنوات الماضية. ومؤخرًا، أمرت الوكالة سبيس إكس بالتحقيق في انفجار صاروخ ستارشيب الذي وقع أثناء الرحلة في الشهر الماضي، مما زاد من الضغط التنظيمي على الشركة.
4000 محطة Starlink قيد التوريد إلى FAA
وفقًا لمصادر بلومبرج، وافق إيلون ماسك الأسبوع الماضي على شحن 4000 محطة Starlink إلى FAA. في الوقت نفسه، تمتلك الوكالة بالفعل عقدًا بقيمة 2 مليار دولار مع شركة Verizon Communications لدعم وصيانة بنيتها التحتية الحالية. ومع ذلك، لم يتضح بعد كيف ستؤثر الاختبارات الجديدة لـ Starlink على هذه الصفقة القائمة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الشراكة بين FAA وVerizon.
تأثير إيلون ماسك على الوكالات الفيدرالية
هذا التطور ليس الأول من نوعه عندما يتعلق الأمر بمصالح إيلون ماسك داخل الأوساط الحكومية الأمريكية. فقد أظهر ماسك، من خلال مجموعته المعروفة باسم DOGE، تأثيرًا متزايدًا على قرارات وخطط تقليص الميزانيات داخل الوكالات الفيدرالية، بما في ذلك FAA وإدارات حكومية أخرى تشرف على أعماله.
على سبيل المثال، تعرضت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) مؤخرًا لتقليص في عدد موظفيها بنحو 10%، مما أثر على القسم المختص بالإشراف على المركبات ذاتية القيادة—وهو مجال رئيسي لشركة تسلا (Tesla)، التي يمتلكها ماسك أيضًا.
ماذا يعني هذا لمستقبل الطيران والاتصالات؟
مع استمرار FAA في اختبار Starlink، قد نشهد تغييرات جذرية في البنية التحتية لشبكات الاتصالات الجوية، مما قد يعزز اعتماد الحكومة الأمريكية على تقنية SpaceX. ولكن في الوقت ذاته، يثير هذا التعاون قضايا تتعلق بالمنافسة العادلة، وتضارب المصالح، وتأثير ماسك على القرارات الحكومية.
سيكون من المثير للاهتمام متابعة نتائج هذه الاختبارات، وتأثيرها المحتمل على عقود الحكومة الأمريكية مع مقدمي خدمات الاتصالات الآخرين مثل Verizon، وما إذا كانت هذه الخطوة ستمنح SpaceX نفوذًا أكبر داخل الهيئات التنظيمية الأمريكية.
نقلاً عن : الوفد