ابتكر باحثون في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS) تطبيقاً يساعد مستخدمي منصة “إكس” على الانتقال إلى شبكات تواصل اجتماعي أخرى، من دون خسارة الحسابات التي يتابعونها أو تتابعهم، في خطوة ترمي إلى ترك المنصة بصورة جماعية خلال الـ20 من يناير (كانون الثاني) الجاري، يوم تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.
وتزايدت خلال الأسابيع الأخيرة الإعلانات من جهات مختلفة في العالم، من شركات ووزارات وشخصيات عامة، عن ترك منصة التواصل الأميركية.
وأعلن معهد “باستور” الخميس الـ16 من يناير الجاري عن مغادرة المنصة المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، على غرار ما قررته أكثر من 80 جمعية من بينها “رابطة حقوق الإنسان” و”إيماوس فرنسا”، اللتان نددتا بـ”غياب الإشراف وبإعدادات الخوارزميات التي تعزز انتشار المحتوى الذي يحض على الكراهية”.
وتنتشر الرسالة التلقائية “لقد أقدمت للتو على المغادرة eXit” بصورة كبيرة، وشُوركت خصوصاً على حسابي عالم الفيزياء الفلكية إريك لاغاديك وجمعية “جينيراسيون فوتور”.
ولجأ هؤلاء المستخدمون إلى تطبيق ابتكره المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي CNRS يحمل اسم “هيللو كيت أكس” (HelloQuitteX).
أسرى المتابعين
ويقول عالم الرياضيات في المركز الفرنسي ديفيد شافالارياس في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، إن “عدداً كبيراً من المستخدمين هم أسرى لمتابعيهم عبر ’إكس‘”، مضيفاً أن “بعضاً لا يتخذ قرار ترك المنصة خوفاً من خسارة مصادره أو جمهوره”.
ومن أجل دعمهم، ابتكر شافالارياس تطبيق “هيللو كيت أكس” مع فريق من 30 شخصاً.
ويتيح هذا التطبيق المستوحى اسمه من دمية “هيللو كيتي” اليابانية للمستخدم نقل متابعيه إلى منصتي “بلوسكاي” أو “ماستودون”، اللتين تعدان “أكثر تماشياً مع الخصوصية وحرية التعبير”، بحسب مبتكريهما.
وللقيام بذلك، على المستخدمين استرداد أرشيفاتهم الشخصية في “إكس” وتحميلها على موقع “هيللو كيت أكس”. ويلتزم المركز الفرنسي بحذف كل هذه البيانات لاحقاً.
وبحسب شافالارياس سجل أكثر من 5 آلاف شخص ومنظمة في أسبوع واحد.
عملية معقدة
من جهته، يُعد الباحث الألماني في الاتصالات ياكوب يونغر أن هذه المبادرة الفرنسية “مثيرة للاهتمام”، مشيراً إلى أن “التحول نحو منصات جديدة دائماً ما يكون بالعملية المعقدة”. ويضيف “ثمة خطر دائماً بعدم استعادة المحتوى نفسه”.
ويرى شافالارياس أن منصة “إكس”، “أصبحت خطرة جداً على الأفراد والأنظمة الديمقراطية”، مضيفاً أن “هذه الشبكة لم تعد محايدة، وهي غير متوافقة مع المناقشة العامة السليمة”.
ويشير الباحث إلى أن كمية المحتوى اليميني المتطرف و”السام” زادت بصورة كبيرة منذ أن اشترى ماسك “إكس” نهاية عام 2022.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
“المحتوى اليميني”
وتتطرق دراسات حديثة عدة إلى الملاحظة نفسها، وتتوصل إلى أن انتشار المحتوى اليميني زاد على “إكس”، بينما تراجعت المنشورات ذات المحتوى الديمقراطي أو اليساري.
وأظهرت دراسة أجرتها صحيفة “واشنطن بوست” أن المحتويات في حسابات الجمهوريين تسترعي انتباهاً أكبر وتكسب متابعين أكثر.
وليست “هيللو كيت أكس” المبادرة الأولى المتعلقة بالمغادرة التي شهدتها المنصة، إذ سبق أن سجلت موجات عدة من الهجرات الرقمية، خصوصاً بعد استحواذ ماسك على المنصة عام 2022، ثم بعد إعادة انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
اشتباكات ماسك الأوروبية
خلال الأسابيع الأخيرة، هاجم ماسك عبر شبكته الاجتماعية عدداً من الزعماء الأوروبيين، من بينهم المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بينما دعم أحزاباً من أقصى اليمين مثل “حزب البديل من أجل ألمانيا”.
وفي ظل اتهامه بنشر معلومات مضللة وعدم تخصيص موارد كافية للإشراف على المحتوى، يدافع ماسك عن رؤية راديكالية لحرية التعبير ويرفض مختلف صور الرقابة.
زوكربيرغ يدخل على الخط
ويبدو أن رئيس “ميتا” مارك زوكربيرغ أيد وجهة النظر هذه، إذ أدخل أخيراً تعديلات على سياسات الإشراف الخاصة بشركته، مما أثار مخاوف من انتكاسة في مكافحة خطاب الكراهية أو مضايقة الأقليات، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى هجرة رقمية جديدة، بحسب شافالارياس.
ويقول إن “’فيسبوك‘ ستكون المنصة التالية إذا استمرت هذه الأيديولوجية”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية