تجمع آلاف المعارضين للسلطات الإيرانية، ومعهم أوكرانيون، داخل باريس اليوم السبت للمطالبة بإسقاط الحكومة في طهران، على أمل أن تؤدي سياسة أقصى الضغوط التي يتبناها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى التغيير داخل البلاد.

ويأتي الاحتجاج الذي نظمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يتخذ من العاصمة الفرنسية مقراً والمحظور في إيران، خلال وقت يواجه فيه عضوان بالمجلس الإعدام الوشيك، بعد الحكم على ستة آخرين بالإعدام خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

وقالت رئيسة المجلس المنتخبة مريم رجوي في كلمة لها “نقول إن نهايتهم حانت. مع أو من دون المفاوضات، مع أو من دون الأسلحة النووية، ترقبوا انتفاضة تطيحكم”.

وعلق عديد من المتحدثين آمالهم على الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب، الداعم لممارسة “أقصى الضغوط” على إيران وخصوصاً بالنسبة إلى برنامجها النووي حتى لو أكد أنه يؤيد “اتفاق سلام” مع طهران.

وحث المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الحكومة الإيرانية الجمعة على “عدم التفاوض” مع الولايات المتحدة واصفاً مثل هذه الخطوة بأنها “متهورة”.

وقالت رجوي “منذ بعض الوقت، وفي ظل الإنتكاسات المتتالية، كان هناك خلاف بين الفصائل الداخلية للنظام في شأن مسألة التفاوض من عدمه مع الولايات المتحدة”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأورد رئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فيرهوفشتات “كما فعلت سوريا مع بشار الأسد، سيتحرر الشعب الإيراني من الملالي، وسيحصل ذلك عام 2025”. وأضاف “نحن بحاجة إلى تغيير استراتيجية الاسترضاء. كانت هذه الاستراتيجية خطأ لعقود لكنني لا أعتقد أن هذا ما سيحدث مع الإدارة الأميركية هذه المرة”.

وتوقع المعارض السوري السابق رياض الأسعد عبر تقنية الفيديو “سقوط النظام الإيراني تماما كما سقط النظام السوري بسرعة لم يتوقعها أحد”.

ولوح أفراد من مختلف أنحاء أوروبا، جرى نقل غالبيتهم داخل حافلات للمشاركة في الاحتجاج، بالعلم الإيراني ورددوا هتافات مناهضة للحكومة ورفعوا صوراً تسخر من الزعيم الأعلى علي خامنئي.

وانضم مئات الأوكرانيين إلى الاحتجاج، متهمين طهران بدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على بلدهم.

وقالت إيرينا سيرديوك (37 سنة) إنها جاءت إلى باريس للتعبير عن تضامنها مع المحتجين في مواجهة عدو مشترك. وسيرديوك بالأساس من منطقة دونباس لكنها تعيش الآن داخل ألمانيا، وكانت ممرضة لكنها تعمل الآن مترجمة.

وأضافت “أنا سعيدة برؤية هؤلاء الإيرانيين لأنهم معارضون. إنهم يدعمون أوكرانيا وليس الحكومة الإيرانية التي تمد روسيا بالأسلحة. نحن متحدون ويوماً ما سيكون النصر حليفاً لأوكرانيا وإيران أيضاً”.

كان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المعروف أيضاً باسم منظمة “مجاهدي خلق”، مدرجاً على قائمتي المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حتى عام 2012.

الدعم داخل إيران

بينما يشكك منتقدون في الدعم الذي يحظى به المجلس داخل إيران وطريقة عمله، فإنه يظل ضمن عدد قليل من جماعات المعارضة القادرة على حشد المؤيدين.

ورفض محمد ثابت رفتار (63 سنة)، وهو إيراني يعيش في الخارج منذ 40 عاماً ويدير الآن شركة لسيارات الأجرة داخل المملكة المتحدة، الانتقادات الموجهة إلى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وقال إنه البديل الوحيد القادر على تحقيق الديمقراطية في إيران.

وأضاف “ما نتوقعه من السيد ترمب أو أي سياسي غربي هو عدم دعم هذه الحكومة. لا نحتاج إلى المال ولا نحتاج إلى أسلحة، نحن نعتمد على الشعب. لا تقيموا علاقات مع النظام ولا تتواصلوا معه ومارسوا أقصى قدر ممكن من الضغوط على هذه الحكومة”.

ودعت طهران كثيراً إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس والرياض وواشنطن. ويتعرض المجلس لانتقادات في وسائل الإعلام الرسمية.

وخلال يناير (كانون الثاني) الماضي، شارك مبعوث ترمب لأوكرانيا في مؤتمر نظمه المجلس داخل باريس.

وخلال ذلك الوقت، أوضح المبعوث عزم ترمب معاودة فرض سياسة “أقصى الضغوط” على إيران والتي تهدف لتدمير اقتصادها وإجبار طهران على التفاوض على اتفاق في شأن برنامجها النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية، فضلاً عن أنشطتها في المنطقة.

وقالت هما ثابت رفتار (16 سنة) التي تدرس في بريطانيا إنها شعرت أن من واجبها المشاركة في هذه الفعالية لتمثيل الشباب الإيراني.

وأضافت “بعض الأشخاص في إيران لا يمتلكون تلك القدرة على التعبير ولا يستطيعون التحدث بحرية كما نفعل هنا… يجب علينا أن نعمل من أجل مستقبل أفضل”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية