صرّح إينوك جودونغوانا، وزير مالية جنوب أفريقيا، بأن الميزانية قد تشهد مزيدًا من التعديلات، في ظل استمرار المحادثات بين الأحزاب السياسية للتوصل إلى توافق بشأن خطة مثيرة للجدل لزيادة ضريبة القيمة المضافة.
رفض واسع لمقترح زيادة الضرائب
واجهت الميزانية المعدلة التي قدمها جودونغوانا رفضًا من معظم الأحزاب البرلمانية الكبرى، رغم أن الحكومة خفضت الزيادة المقترحة لضريبة القيمة المضافة من 2% إلى 1% موزعة على عامين.
تحالفات متصدعة وصعوبات في تمرير الميزانية
يحتاج حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي يقوده جودونغوانا، إلى دعم حزب كبير آخر على الأقل لتمرير الميزانية، غير أن التحالف الديمقراطي – الشريك الرئيسي في الائتلاف – يعارض أي زيادات ضريبية، وهو نفس موقف الأحزاب الكبرى الأخرى خارج الائتلاف.
وتعد هذه الميزانية أكبر اختبار للتحالف الحاكم، الذي تشكّل العام الماضي بعد أن خسر المؤتمر الوطني الأفريقي أغلبيته البرلمانية لأول مرة منذ نهاية نظام الفصل العنصري.
مفاوضات مستمرة وتحديات اقتصادية
وفي مقابلة برلمانية، قال جودونغوانا:
“هناك نقاشات مستمرة قد تؤدي إلى تعديلات في الميزانية، ونحن منفتحون على الاستماع إلى مقترحات المشرعين، لكنهم بحاجة إلى إدراك التحديات الاقتصادية والمقايضات التي تنطوي عليها هذه التعديلات.”
وأضاف أن إلغاء ضريبة القيمة المضافة التي توفر إيرادات إضافية بقيمة 14 مليار راند سيتطلب تحديد نفقات حكومية يجب خفضها لتعويض العجز. كما أشار إلى أن تقليص حجم الحكومة – وهو مقترح قدمه بعض السياسيين – لن يكون كافيًا لتغطية الاحتياجات المالية الأساسية للدولة، مثل التعليم والصحة.
انعكاسات الأزمة على الأسواق والاستثمارات
أكد جودونغوانا أن هذه الميزانية قد تكون الأكثر إثارة للجدل منذ سنوات، حيث من المستبعد أن تحاول الحكومة زيادة الضرائب مجددًا قريبًا. وأضاف أن وكالات التصنيف الائتماني قد تنظر إلى الميزانية بشكل إيجابي، خاصةً مع وصول الدين العام إلى ذروته العام المقبل، وانخفاض العجز تدريجيًا على مدى السنوات الثلاث المقبلة، لكنه أشار إلى أن التحدي الرئيسي يكمن في تمرير الميزانية عبر البرلمان.
الجدل الدائر حول الميزانية أثار قلق المستثمرين، حيث شهدت الأسواق ضغوطًا على الراند وضعف أداء السندات مقارنة بأقرانها.
مخاوف من انهيار التحالف الحاكم
يرى جيمس ويلسون، استراتيجي الأسواق الناشئة في ING، أن تمرير الميزانية مع إجراءات لزيادة الإيرادات سيكون إيجابيًا للاقتصاد، لكنه حذر من أن الخلافات السياسية تجعل هذا الأمر صعب التحقيق.
من جانبها، قالت سونيا كيلر، المحللة في JPMorgan، إن الأسواق في حالة ترقب وانتظار، حيث لم تتضح بعد ملامح الميزانية النهائية، مؤكدة أن “المخاطر السياسية لا تزال قائمة، وقد يؤدي تصاعد الخلافات إلى تفاقم التوترات في المشهد السياسي”.