بمناسبة شهر رمضان المبارك، وحرص غالبية الأسر على تغليف الأطعمة في رقائق الألمونيوم، واستخدام رقائق الألمونيوم في الطهي، جددت الدكتورة غادة بسيوني، أستاذ الكيمياء بجامعة عين شمس تحذيراتها من الإفراط في استخدام الألمونيوم في طهي وحفظ الطعام، خاصة مع لجوء الكثير من الأسر لذلك في شهر رمضان المبارك.
وقالت “بسيوني” لـ” الوفد” أن الكثير من الدراسات تحذر من استخدام الألومنيوم، مشيرة إلى البحث الذي أجرته مسبقًا في هذا الشأن قائلة “نحرص دائما على تحذير المواطنين من هذا الأمر، خاصة في شهر رمضان المبارك” مؤكدة على أن دراستها البحثية تناولت خطورة ذلك في الإصابة بأمراض الزهايمر والقصور الكلوي والتأثير على مرضى العظام.
وكشفت الدراسة البحثية للأستاذة الدكتورة غادة بسيوني، أستاذ الكيمياء بكلية الهندسة جامعة عين شمس عن خطوة استخدام الألومنيوم ورقائق الألومنيوم في حفظ وطهي الطعام، مؤكدة على تسرب الألومنيوم للطعام، الأمر الذي يسبب العديد من الأمراض، في الوقت الذي ربطت فيه بين استخدام الألومنيوم في الطعام ومرض الزهايمر.
ويذكر أن الدكتورة غادة بسيوني تشغل الآن منصب القائم بأعمال رئيس جامعة سينيكا الكندية بالقاهرة، والرئيس الأكاديمي لجامعة ساكسوني مصر للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا.
وقالت “بسيوني” أنها أجرت أبحاثًا مهمة حول ترشيح الألومنيوم من أواني الطبخ ورقائق الألومنيوم إلى الطعام، حيث ألقت الدراسة الضوء على أن استخدام رقائق الألومنيوم في الطهي يمكن أن يؤدي إلى تناول كمية كبيرة من الألومنيوم، خاصة عند تحضير الأطعمة الحمضية أو تلك التي تحتوي على بهارات، حيث تثير عملية الترشيح مخاوف صحية، حيث تم ربط الاستهلاك المفرط للألمنيوم بمشاكل صحية مختلفة.
وتضمنت الدراسة التي جاءت بعنوان “تقييم مخاطر استخدام رقائق الألومنيوم في تحضير الطعام”، التحقيق في ترشيح الألومنيوم في محاليل غذائية مختلفة. وأشارت النتائج أن تغليف الأغذية بورق الألومنيوم أثناء عملية الطهي من شأنه أن يوفر ظروف انتقال أو تسريب الألومنيوم للطعام بشكل يتعدى الحد الذي تسمح به منظمة الصحة العالمية، مع ملاحظة ارتفاع معدل الترشيح في المحاليل الحمضية وتلك التي تحتوي على بهارات مضافة.
واعتبرت الدراسة هذه المستويات غير مقبولة وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، مما يشير إلى المخاطر الصحية المحتملة الناجمة عن الاستهلاك المفرط للألمونيوم.
كما فحص الأستاذة الدكتورة تأثير عوامل مختلفة، مثل مستويات الأس الهيدروجيني والملوحة ودرجة الحرارة، على ترشيح الألومنيوم من أواني الطهي.
وكشفت الدراسات أن أواني الطهي المصنوعة من الألومنيوم معرضة بشكل خاص للتسرب في ظل ظروف معينة، مما يؤكد ضرورة توخي الحذر عند استخدامها.
وربطت نتائج دراسة نشرت بالدورية الدولية لمرض الزهايمر عن تركيزات عالية للألومنيوم في أنسجة دماغ مرضى الزهايمر، كما عملت دراسة أخرى على فحص مجموعة من كبار السن الذين يعانون من مرض الزهايمر، أكدت نتائجها أن هذا المرض حديث العهد، ناتج عن التطور الصناعي الذي شهدته ظروف المعيشة، والذي ساهم في الرفع من مستويات الألومنيوم اليومية، كما يمكن أن تؤثر سلبًا على مرضى العظام والقصور الكلوي، كما تقلل من معدل نمو خلايا الدماغ.
وأثارت النتائج التى حصلت عليها الأستاذة الدكتورة غادة بسيوني مناقشات حول سلامة استخدام رقائق الألومنيوم في الطهي، مع توصيات تشير إلى أنه على الرغم من أن رقائق الألومنيوم قد تكون آمنة لتخزين الطعام على البارد، إلا أنه يجب إعادة النظر في استخدامها في الطهي، خاصة مع بعض الأطعمة.
واستنادا إلى كل هذه المخاطر المؤكدة درست الدكتورة غادة بسيوني أواني الطهي المصنوعة من الألومنيوم فهى تميل إلى التأكسد فتتكون طبقة غير فعالة مما يقي الأطعمة من تسرب الألومنيوم، لكن بعد الطبخ يميل البعض الى غسل هذه الأوانى لإعادة اللمعان اليها فيتلف تلك الطبقة الواقية ويسهل انتقال الألومنيوم إلى الطعام.
وقالت أستاذ الكيمياء بجامعة عين شمس ” لتفادي ذلك ينصح بغلي الماء مرات عديدة داخل الأوانى الجديدة قبل استعمالها إلى أن تصبح غير لامعة، فهذه العملية تؤدي إلى أكسدة طبيعية، فرغم أننا نظن أن لمعان الأواني دليل على صفائها ولكن في هذه الحالة العكس هو الصحيح للحفاظ على الصحة.”
يذكر أن الألومنيوم موجود في الذرة، والجبن الأصفر، والملح، والأعشاب، والتوابل، والشاي، وفي تركيبة بعض المواد الدوائية كمضادات الحموضة ومضادات العرق، بل تستعمل كبريتات الألومنيوم احيانا خلال عملية تنقية المياه الصالحة للشرب.
نقلاً عن : الوفد