“ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين” دعاء الأسرة السعيدة وتربية الأجيال الصالحة”.. في ضوء الآية الكريمة من سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}، يتجلى جمال التوجه إلى الله بالدعاء لتأسيس أسرة تسودها السكينة والطمأنينة، حيث يكون الأزواج والذرية مصدر سرور وسعادة.

قرة العين في القرآن

“قرة العين” تعبير يحمل معاني الراحة والفرح العميق الذي يملأ القلب برؤية الطاعة والاستقامة في الأقربين. فالآباء والأمهات يسعدون عندما يرون أبناءهم وبناتهم صالحين مهتدين، يسيرون على نهج الحق، ويعكسون الأخلاق والقيم الإسلامية في حياتهم.

تفسير الآية

يشير الإمام طنطاوي في التفسير الوسيط إلى أن هذا الدعاء يعبر عن شوق المؤمنين إلى حياة أسرية مستقرة تقوم على الطاعة والإيمان. فالأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، ومن هنا جاءت أهمية أن تكون قرة عين المؤمن في أزواجه وأبنائه، ليتحقق التوازن النفسي والروحي الذي يعينه على أداء رسالته في الحياة.

كيف نجعل الأسرة قرة عين؟

  1. كيف نجعل الأسرة قرة عين؟التربية الصالحة: تبدأ السعادة الأسرية بزرع القيم الدينية والأخلاق الحميدة في الأبناء منذ الصغر.
  2. القدوة الحسنة: يكون الوالدان قدوة حسنة في التزامهم بالدين والأخلاق، مما ينعكس على سلوك الأبناء.
  3. الاستعانة بالدعاء: كما بينت الآية، الدعاء لله هو سلاح المؤمن لبناء أسرته على أسس سليمة.
  4. الرحمة والتفاهم: التعامل برحمة وتفاهم بين أفراد الأسرة يعزز الحب والمودة، ويجعلهم قرة عين لبعضهم البعض.

دعاء للمتقين

لم تقتصر الآية على طلب قرة العين فقط، بل امتدت لتشمل دعاءً بأن يكون المسلم إمامًا للمتقين، وهو ما يعكس طموحًا ساميًا ليكون الفرد قدوة في الخير، وصاحب أثر إيجابي في مجتمعه.

 

إن هذه الآية دعوة لكل مسلم ومسلمة للتوجه إلى الله بطلب التوفيق في بناء أسر متماسكة وصالحة، تكون قرة عين في الدنيا، وسببًا للفوز في الآخرة. الأسرة الصالحة هي اللبنة الأساسية لمجتمع متماسك يعمه السلام والإيمان.

نقلاً عن : الوفد