<p class="rteright">جميع سفارات السعودية في الخارج لديها علم بهذه التوجيهات، ومستعدة لاستقبالهم وتيسير عودتهم. (واس)</p>
أكد مسؤول أمني سعودي رفيع أن باب العودة إلى البلاد مفتوح أمام المغرر بهم في الخارج، ممن استغلوا من قبل جهات أو كيانات قدّمت لهم مبالغ مالية في مراحل سابقة للقيام بأعمال مغرضة، شريطة عدم تورطهم في جرائم خاصة، مشدداً على أن الدولة تعالج ولا تعاقب، ولن تشهر بهم.
ونقل رئيس أمن الدولة السعودي، عبد العزيز الهويريني، في مقابلة تلفزيونية بثت أمس الأحد، عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن الدعوة مفتوحة لمن يقرر العودة، مؤكداً أن “الدولة ترحب بهم، ولن يواجهوا أي عقاب إذا كانت معارضتهم في إطار الأفكار فقط، ولم تكن لديهم مشكلات قانونية أو تورطهم في قضايا جنائية داخل البلاد”.
وأوضح أن أولئك الأشخاص يمكنهم الاتصال بالرقم المعلن (990)، وتحديد هويتهم ومكان إقامتهم لتسهيل عودتهم إلى البلاد، أو تكليف أحد أفراد عائلتهم بالتواصل مع الجهات المعنية لهذا الغرض، مبيناً أن جميع سفارات السعودية في الخارج لديها علم بهذه التوجيهات، ومستعدة لاستقبالهم وتيسير عودتهم.
بتوجيه من ولي العهد..
رسالة من رئيس أمن الدولة السعودي للمغرر بهم:
إن لم يكن عليك “حق خاص” قتل أو سرقة أو اعتداء وكنت من المغرر بهم، فإن الدولة ترحب بك ولن تعاقبك
برنامج #حكاية_وعد يومياً الساعة 6 مساء بتوقيت السعودية على #MBC1#رمضان_يجمعناhttps://t.co/4in4EDOZYC pic.twitter.com/3lbUA189dr
— MBC1 (@mbc1) March 2, 2025
وأكد الهويريني، خلال حديثه في برنامج “حكاية وعد” على قناة “أم بي سي”، أن الدولة لن تشهر بأي مواطن يطلب العودة من الخارج، معتبراً ذلك دليلاً على نهجها القائم على المعالجة لا المعاقبة، ما لم يكن قد ارتكب أي عمل مخالف قبل مغادرته البلاد، مؤكداً وجود حالات كثيرة لم تنشر لعدم الرغبة بالتشهير بهم.
ولفت رئيس أمن الدولة إلى أن المجتمع السعودي كان شريكاً في مكافحة التطرف والإرهاب، لافتاً إلى أن “20 في المئة من الموقوفين في البلاد سلّموا أنفسهم برغبة من أسرهم أو بالتنسيق معهم، بعدما تأكدوا من تلقاء أنفسهم أن الدولة تحمي أبناءها من استغلال المتطرفين لهم”.
اغتيال شكل تحدياً
من جانبه، استحضر وزير الداخلية، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، قصة اغتيال رجل الأمن هادي بن سفر القحطاني “غيلة وغدراً”، مؤكداً أنها كانت مؤلمة جداً بالنسبة له، مشدداً على أن المساس بأي رجل أمن هو مساس بشخصه.
وأضاف: “ليس لديَّ شك في قدرة رجال الأمن على الوصول إلى كل من يرتكب جرماً في المملكة في أسرع وقت ممكن. واليوم، نعمل على منع وقوع الجريمة قبل الشروع فيها، وقد كان تعامل الأجهزة الأمنية مع أي عمل متطرف، لا سيما استهداف رجال الأمن، واضحاً منذ نهاية عام 2017”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري “إن عام 2017 كان نقطة تحول في الحرب ضد التطرف والإرهاب، مشيراً إلى مقولة ولي العهد السعودي “سندمرهم اليوم وفوراً”، والتي مثلت نهايةً لثلاثين عاماً من التطرف الذي نهش المجتمع السعودي”.
ونوّه الدوسري بقدرة ولي العهد السعودي على التفريق بين الإسلام، الذي لا يمكن المساس به، وبين التطرف والمتطرفين، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام بات لها دور كبير في مواجهة التطرف، بعدما كان الحديث عنه في السابق محفوفاً بالمخاطر بسبب الخلط المتعمد بين نقد التطرف وانتقاد الدين.
الأمير محمد بن سلمان:
لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة.. سوف ندمرهم اليوم وفورا
التصريح الذي رسم ملامح الطريق للقضاء على الإرهاب
برنامج #حكاية_وعد يعرض الـ6 بتوقيت السعودية على #MBC1#رمضان_يجمعنا
يمكنكم متابعة الحلقة مباشرة https://t.co/Mq3rAkvAxV pic.twitter.com/Ic3jRI4Suu— MBC1 (@mbc1) March 2, 2025
إلى ذلك، لفت رئيس أمن الدولة السعودي إلى أن بلاده تعتبر “دولة مستقرة مقارنة بغيرها، على رغم الاستهدافات المتكررة التي تعرضت لها عبر التاريخ”، موضحاً أن المواطن السعودي محب لوطنه بشكل كبير، بغض النظر عن بعض التصرفات الفردية التي لا يمكن تعميمها.
حرب التطرف اليساري قبل الديني
وأوضح أن السعودية استُهدفت بشكل غير عادي في مواطنيها، سواء عبر المخدرات أو من خلال ترويج المعلومات المضللة، وتعددت أشكال الاستهداف، فظهر المستهدف في كل مرة بعباءة مختلفة، مضيفاً “فتارة يظهرون بعباءة الناصرية، وتارة أخرى بالبعثية، وأحياناً باسم الضباط الأحرار، في محاولة لتكرار الأزمات التي شهدها العالم العربي خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي داخل المملكة”.
وأشار الهويريني إلى أن المشكلة الأخرى تكمن في أن البعض يروج لفكرة أن المملكة تحارب التطرف الديني فقط، بينما الحقيقة أنها عانت من جميع أشكال التطرف، سواء اليساري أو الشيوعي أو الناصري أو البعثي، وليس فقط التطرف الديني.
وأضاف “لا مجال للتطرف في المملكة، فقد عانينا منه منذ زمن بعيد، وعندما أدركوا أن التطرف الديني هو الأكثر تأثيراً في المملكة، تحول إلى صناعة، وأصبح هناك من يعيش على فكرة أن التطرف لا يزال قائماً”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية