أعلن مكتب الأمير البريطاني أندرو، دوق يورك وشقيق الملك تشارلز، عن قطع جميع علاقاته مع رجل أعمال صيني يُشتبه في ارتباطه بأنشطة تجسسية لصالح الحكومة الصينية، وذلك بعد أن أثارت السلطات البريطانية مخاوف بشأنه. وأوضح البيان أن هذا القرار جاء بناءً على نصيحة من المسؤولين الحكوميين.
وبحسب صحيفة “إكسبريس” البريطانية، تتعلق القضية بمواطن صيني يُسمى “H6″، الذي يُزعم أنه كان يعمل لصالح الحزب الشيوعي الصيني في أنشطة سرية.
وفقًا للمعلومات المتوفرة، كان هذا الرجل التقى بالأمير أندرو عبر قنوات رسمية، ولم يتطرق إلى أي مواضيع حساسة خلال اللقاءات، ولكن محكمة بريطانية أيدت قرارًا بمنع هذا الشخص من دخول المملكة المتحدة، في حكم أكد على وجود علاقة وثيقة بينه وبين الأمير، حيث تم دعوته لحضور حفل عيد ميلاد الأمير.
في الوقت نفسه، أعربت الحكومة البريطانية عن قلقها من إمكانية استغلال هذا الشخص لنفوذه، خاصة في ظل الظروف التي كان يمر بها الأمير أندرو في تلك الفترة. من جهته، أكد مكتب الأمير أنه لا يستطيع الإدلاء بأي تفاصيل إضافية تتعلق بالأمن القومي.
وأثارت هذه القضية جدلاً واسعًا، حيث وصف البعض ارتباط الأمير أندرو بهذا الشخص بأنه يسبب إحراجًا كبيرًا للمملكة المتحدة.
عتقد السلطات البريطانية أن الرجل، الذي لم يُكشف عن هويته، كان يعمل لصالح “إدارة العمل الجبهة المتحدة”، وهي إحدى الأذرع التابعة للحزب الشيوعي الصيني، التي تهدف إلى التأثير على الكيانات الأجنبية. وقد كشف قرار المحكمة أن رجل الأعمال كان في موقع يسمح له بتطوير علاقات بين كبار المسؤولين الصينيين وشخصيات بارزة في المملكة المتحدة، وهو ما يمكن أن يُستغل لأغراض التدخل السياسي من قبل الصين.
وتعرض الأمير أندرو، الأخ الأصغر للملك تشارلز، لانتقادات متكررة بسبب علاقاته مع رجال أعمال أثرياء من جنسيات مختلفة، مما أثار مخاوف من أن هؤلاء الأفراد يسعون للحصول على وصول إلى العائلة المالكة. كما زادت الضغوط المالية على الأمير أندرو في السنوات الأخيرة بعد أن اضطُر للتخلي عن واجباته الملكية وفقدان التمويل العام بسبب علاقته بجيفري إبستين، المنتج الأمريكي المتهم بالاعتداء الجنسي على الأطفال والذي توفي في السجن عام 2019.
بدأ رجل الأعمال الصيني حياته كموظف حكومي صغير في الصين قبل أن يهاجر إلى المملكة المتحدة كطالب في عام 2002، وحصل على درجة الماجستير في الإدارة العامة والسياسة العامة من جامعة يورك، ثم أسس شركة استشارية تساعد الشركات البريطانية في التعامل مع العمليات التجارية في الصين. حصل الرجل البالغ من العمر 50 عامًا على حق العيش والعمل في المملكة المتحدة بشكل غير محدد في عام 2013، وكان يقضي بين أسبوع وأسبوعين شهريًا في بريطانيا.
وكانت السلطات صادرت هاتف الجاسوس المحمول وأجهزته الرقمية، ووجدت رسالة من أحد كبار مستشاري الأمير أندرو تؤكد أن هذا الرجل كان مخولًا للتعامل نيابة عن الأمير في ما يخص الشركاء والمستثمرين المحتملين في الصين. وسلطت الرسائل والوثائق الأخرى الضوء على قوة العلاقة بين الأمير أندرو ومستشاره والمواطن الصيني، مما أثار المزيد من المخاوف بشأن التدخلات الخارجية في الشؤون البريطانية.
نقلاً عن : الوفد