تشهد ولاية تكساس الأميركية تفشياً خطيراً لمرض الحصبة القاتل، حيث سُجلت حتى الآن 223 إصابة مؤكدة، من بينها 29 حالة استدعت دخول المستشفى، بالإضافة إلى حالتَي وفاة لطفل وشخص بالغ، وكلاهما لم يكونا ملقحين. وتشير التقديرات إلى أن المرض قد يكون أكثر انتشاراً مما كان متوقعاً، ما يستدعي تحركًا سريعًا من قبل السلطات الصحية.
تفشي غير مسبوق وخطر متزايد
بدأ التفشي في أواخر يناير الماضي، حيث تم الإبلاغ عن انتقال العدوى عبر شخص مصاب سافر بين مدينتي سان ماركوس وسان أنطونيو، ما قد يكون عرّض مئات الآلاف للخطر. وزاد من حدة الأزمة انخفاض معدلات التطعيم في بعض المناطق، ما أدى إلى سرعة انتشار الفيروس.
حالات وفاة تدق ناقوس الخطر
- الحالة الأولى: طفل غير ملقح ولا يعاني من أي أمراض أخرى، توفي بعد إصابته بالفيروس.
- الحالة الثانية: مريض غير ملقح في ولاية نيو مكسيكو المجاورة، حيث لا يزال السبب الرسمي للوفاة قيد التحقيق، لكن الاختبارات أكدت إصابته بالحصبة.
ويؤكد الخبراء أن الوفيات بسبب الحصبة ليست شائعة، لكنها قد تحدث بمعدل حالة إلى ثلاث حالات وفاة لكل ألف إصابة، كما أن الفيروس قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الدماغ والضرر الدائم للجهاز العصبي.
صعوبات في احتواء التفشي
يواجه مسؤولو الصحة عدة تحديات في السيطرة على انتشار المرض، منها:
- عدم الإبلاغ عن الحالات، إما بسبب عدم وعي المصابين بأعراض الحصبة أو لعدم رغبتهم في التعاون مع السلطات الصحية.
- إمكانية انتقال العدوى إلى مناطق أخرى، خصوصًا إذا وصل الفيروس إلى مجتمعات تضم أعدادًا كبيرة من غير الملقحين.
- تراجع معدلات التطعيم بعد جائحة كورونا، مما زاد من ضعف المناعة المجتمعية، خاصة في المدارس بمنطقة سان أنطونيو.
اللقاحات: الحل الوحيد للوقاية
يؤكد الأطباء أن التطعيم ضد الحصبة هو الطريقة الأكثر فاعلية للوقاية من الفيروس، حيث تساعد معدلات التغطية العالية على منع انتشار العدوى.
- في حال كان 95% من المجتمع ملقحين، فإن خطر التفشي يكون منخفضًا جدًا.
- لكن إذا انخفضت النسبة عن 95%، يبدأ الفيروس في الانتشار بين الأفراد غير المحصنين، مما يؤدي إلى ظهور جيوب وبائية خطيرة.
تحذيرات من تفشيات جديدة
يحذر الخبراء من أن الوضع قد يزداد سوءًا إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة، إذ يمكن أن ينتقل المرض إلى ولايات أخرى، مما يعيد إلى الأذهان تفشيات الحصبة الكبرى التي شهدتها الولايات المتحدة في السنوات الماضية.
ومع تزايد الإصابات، تشدد السلطات الصحية على أهمية الحصول على اللقاحات، واتباع إجراءات الوقاية، والإبلاغ عن أي أعراض مشبوهة، لضمان السيطرة على التفشي وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.