ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أمس الأحد أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستعلن اليوم الإثنين تخفيف القيود على المساعدات الإنسانية إلى سوريا وتسريع تسليم الإمدادات الأساسية بدون رفع القيود التي تكبل مساعدات أخرى للحكومة الجديدة في دمشق.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين إن هذه الخطوة التي وافقت عليها الإدارة الأميركية في مطلع الأسبوع، تفوض وزارة الخزانة لإصدار الإعفاءات لجماعات الإغاثة والشركات التي توفر أساسيات مثل الماء والكهرباء وغيرها من الإمدادات الإنسانية.

اشتباكات منبج

من جانب آخر، أسفرت الاشتباكات المتواصلة بين الفصائل الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية بريف منبج في شمال سوريا عن أكثر من 100 قتيل خلال يومين حتى فجر الأحد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال إن عدد القتلى من الجانبين بلغ منذ مساء الجمعة وحتى فجر الأحد “101، توزعوا على الشكل التالي: 85 من الفصائل الموالية لتركيا، و16 من قوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية التابعة لها”. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن “الاشتباكات تتركز في ريف منبج الجنوبي والجنوبي الشرقي” في محافظة حلب بشمال سوريا.

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع التركية الأحد عبر منصة اكس أنها قامت بـ”تحييد” 32 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري السبت أنها أفشلت جميع الهجمات التركية المدعومة بـ “الطيران الحربي والمسير التركي على مناطق شرق وجنوبي منبج وشمال سد تشرين”.

وفي موازاة الهجوم المباغت الذي شنته المعارضة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) من معقلها في شمال غرب سوريا وأتاح لها إطاحة حكم رئيس النظام السابق بشار الأسد، شنت فصائل موالية لأنقرة هجوماً ضد القوات الكردية، انتزعت خلاله منطقة تل رفعت ومدينة منبج من الأكراد.

وتتواصل منذ ذلك الحين الاشتباكات بين الطرفين في ريف مدينة منبج رغم هدنة معلنة بين الطرفين.

وأوضح مدير المرصد أن هدف الفصائل الموالية لتركيا “الوصول إلى ضفاف الفرات الشرقية، والسيطرة على مدينتي كوباني والطبقة”، مضيفاً أن ذلك “قد يكون مقدمة للوصول إلى مدينة الرقة وطرد الأكراد من مناطق سيطرتهم”.

ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على مناطق واسعة من شمال شرق سوريا وجزء من محافظة دير الزور (شرق)، وخصوصاً الضفة الشرقية لنهر الفرات. وتخضع هذه المناطق للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في بداية النزاع في سوريا عام 2011 بعد انسحاب قوات النظام السابق من جزء كبير منها.

ثلاث عمليات عسكرية

وما بين 2016 و2019، نفذت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، ونجحت في فرض سيطرتها على منطقتين حدوديتين واسعتين داخل سوريا.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضد الدولة التركية منذ ثمانينات القرن الماضي.

والتقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الإثنين الماضي وفداً من قوات سوريا الديمقراطية، على ما أفاد مسؤول مطلع مشيراً إلى أن المحادثات كانت “إيجابية” في أول لقاء بين الطرفين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد إن القيادة السورية الجديدة عاقدة العزم على “اجتثاث الانفصاليين هناك”، وفق تعبيره.

وقال أردوغان أمام المؤتمر الإقليمي لحزبه في طرابزون “آمال المنظمة الإرهابية الانفصالية تتبدد.. في ظل الثورة في سوريا”. وأضاف “الإدارة الجديدة في سوريا تظهر موقفاً حازماً للغاية في الحفاظ على وحدة أراضي البلاد وهيكلها الموحد”.

انفجارات قرب دمشق

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد عن انفجارات الأحد في مستودعات ذخيرة كانت تابعة قوات النظام السابق في محيط دمشق، والذي كانت مواقعه عرضة في الأسابيع الأخيرة لغارات إسرائيلية.

 

وقال المرصد “دوت انفجارات عنيفة في محيط العاصمة دمشق”. لم يتمكن المرصد من تأكيد مصدر هذه الانفجارات لكنه رجح “أنها ناجمة عن استهداف إسرائيلي”. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه لا يقف خلف هذه الانفجارات.

وأضاف المرصد أنها وقعت “في مستودعات للذخيرة تابعة لقوات النظام السابق في الكتيبة 55 – دفاع جوي في سفوح جبل المانع بالقرب من الكسوة في ريف دمشق”. وأشار إلى “تصاعد كثيف للدخان واهتزازات قوية في محيط المنطقة” إثر ذلك، مضيفاً أنه لم تسجل خسائر بشرية حتى اللحظة.

مستقبل سوريا

من جانبه، أقر وزير الخارجية الفرنسي الأحد بأنه كان “يفضل” أن يبادر قائد الإدارة السورية الجديدة إلى مصافحة نظيرته الألمانية الجمعة، مع تأكيده أن هذا الأمر لم يكن “محور” زيارتهما.

والتقى جان نويل بارو وأنالينا بيربوك الجمعة بتفويض أوروبي، قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق. وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور الأخير ممتنعاً عن مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية.

وقال بارو لإذاعة “أر تي أل” الخاصة “هل كنت أفضل أن يصافح أحمد الشرع زميلتي الألمانية. الجواب هو نعم. هل كان ذلك محور الزيارة؟ الجواب هو كلا”.

وأضاف “هناك في سوريا اليوم عشرات آلاف المقاتلين الإرهابيين من داعش المعتقلين في سجون في شمال شرق البلاد”.

وتابع “إثر ما قام به نظام بشار الأسد، هناك أسلحة كيميائية في كل أنحاء سوريا (…) استخدمها هذا النظام ضد شعبه، ويمكن أن تقع في الأيدي الخطأ”. وقال أيضاً “إذا لم أتوجه إلى سوريا، من سيحمي الفرنسيين من هذه التهديدات؟”.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي ضرورة ألا تستغل أي “قوة أجنبية” سقوط نظام الأسد لإضعاف سوريا. وأضاف أن “مستقبل سوريا يعود إلى السوريين. وانطلاقاً من وجهة النظر هذه، فإن هدف السيادة الذي أظهرته السلطة الانتقالية وممثلو المجتمع المدني والمجتمعات الذين التقيناها كذلك هو أمر سليم”.

ويرصد المجتمع الدولي بعناية السياسة التي تنتهجها السلطات السورية الجديدة. وزيارة بارو وبيربوك لدمشق هي الأولى الغربية على هذا المستوى منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول).

نقلاً عن : اندبندنت عربية