يشير علماء الفلك إلى أن القمر قد يكون لا يزال نشطًا جيولوجيًا، استنادًا إلى التفاعل الذي يحدث بين الجانب البعيد من القمر وانكماشه. فقد اكتشف الباحثون 266 تلة قمرية، يبدو أن جميعها قد تشكلت خلال الـ 160 مليون سنة الماضية على السهول البركانية النادرة في الجانب البعيد من القمر.
ووفقًا لما قالته جاكلين كلارك من جامعة ماريلاند، “إن معرفة أن القمر لا يزال يمتلك نشاطًا جيولوجيًا له تأثيرات كبيرة على كيفية وضع رواد الفضاء والمعدات والبنية التحتية على سطح القمر.”
نشاط القمر الجيولوجي بعد ملايين السنين
وتتكون السهول البركانية المتجمدة من حمم بركانية قديمة نتيجة للنشاط البركاني الذي حدث في الماضي. مع تبريد قلب القمر، جفت الأنشطة البركانية، ما أدى إلى انكماش القمر وتسبب في تكوين تجاعيد على الصخور البركانية البازلتية، التي تشبه قشرة تفاحة جافة.
وتوجد هذه التجاعيد على الجانب القريب من القمر بطول يصل إلى مئات الأميال وارتفاعات تصل إلى مئات الأمتار، مما يدل على الضغوط الجيولوجية الهائلة. ومع ذلك، بينما يشغل البحر حوالي 31% من سطح الجانب القريب، لا تغطي سهول الحمم إلا 1% من الجانب البعيد.
من غير الواضح السبب وراء هذا الاختلاف، لكن إحدى النظريات تشير إلى أن كوكبًا كان أكبر من 700 كيلومتر اصطدم بالجانب القريب من القمر منذ زمن بعيد، مما أطلق كميات هائلة من الحطام الذي استقر على الجانب البعيد. هذا أدى إلى زيادة سماكة القشرة هناك مما جعل النشاط البركاني أقل احتمالية. أما على الجانب القريب، فقد تساقطت النظائر المشعة وسببت ذوبان الصخور مما سهل النشاط البركاني هناك.
من خلال صور من كاميرا الزاوية الضيقة على مركبة الاستطلاع القمرية التابعة لوكالة ناسا، تمكن كلارك وفريقها من تحديد 266 خط تجاعيد على الجانب البعيد. هذه التلال أصغر في الحجم مقارنة بنظيراتها القريبة، حيث يبلغ عرضها نحو 100 متر وطولها حوالي 1000 متر، وتظهر في مجموعات تتراوح من 10 إلى 40 تلة.
على الرغم من أن البعض كان يعتقد أن معظم الأنشطة الجيولوجية على القمر قد حدثت منذ ملياري سنة أو أكثر، إلا أن الباحثين يرون أن هذه التضاريس التكتونية قد تكون نشطة في الـ 1000 مليون سنة الماضية، وقد تظل نشطة حتى اليوم.