يواجه تجار التجزئة عاماً أكثر صعوبة مع توقعات زيادة معدلات الضرائب التجارية، مما يزيد من تعقيد التحديات التي يواجهونها، فوفقاً لبيانات مركز “أبحاث التجزئة”، أغلق 13479 متجراً أبوابه نهائياً العام الماضي، بزيادة 28 في المئة مقارنة بعام 2023.
ومن بين الإغلاقات البارزة عام 2024 كان متجر “كاربيترايت” الذي كان يمتلك 273 فرعاً بعد انهياره، قبل الاستحواذ على 54 من فروعه من قبل منافسه “تابي كاربيتس أند فلورز”، ودخلت “ذا بودي شوب” في إدارة الإفلاس في فبراير (شباط) الماضي، مما أسفر عن إغلاق 82 من فروعها، بينما أعلنت “هومبيس” إفلاسها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعدما كانت تمتلك 130 فرعاً، واستحوذت المجموعة المالكة لمتاجر “ذا رينغ” على نصف فروعها.
وفي المتوسط، أُغلق 37 متجراً يومياً في 2024، “مما جعلها سنة أخرى قاسية لقطاع التجزئة”، ويعتقد محللو المركز بأن “الأسوأ آتٍ في 2025″، إذ يتوقعون أن يرتفع عدد الإغلاقات إلى 17349 متجراً، ليتجاوز الرقم القياسي البالغ 17145 المسجل عام 2022، عندما بدأت الحكومة بتقليص تدابير الدعم التي كانت مقدمة بسبب جائحة كورونا.
تأثير زيادة الضرائب التجارية في أرباح المتاجر
ويشعر المديرون التنفيذيون في قطاع التجزئة بالقلق من أن زيادة فواتير الضرائب التجارية، المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في أبريل (نيسان) المقبل، ستؤدي إلى تأثير كبير في ربحيتهم، في وقت يعكف المستهلكون على تقليل إنفاقهم مجدداً استجابة للغموض الاقتصادي.
يشار إلى أنه في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2024، أعلنت وزيرة الخزانة راشيل ريفز ضمن الموازنة الجديدة عن خطط لتقليص نسبة الإعفاء من الضرائب التجارية الممنوحة للمتاجر والأنشطة الترفيهية وقطاع الضيافة من 75 في المئة إلى 40 في المئة اعتباراً من أبريل المقبل.
في الوقت نفسه، تقدر مجموعة “ألتوس غروب” لمزودي بيانات العقارات التجارية بأن فواتير الضرائب التجارية للمتاجر النموذجية ستتضاعف إلى 8613 جنيهاً استرلينياً (10.722 آلاف دولار) في السنة الضريبية المقبلة، مقارنة بـ3589 جنيهاً استرلينياً (4468 دولاراً) حالياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال رئيس الضرائب العقارية في “ألتوس غروب” ألكس بروبين لـ”ذا تايمز” إنه من “الحماقة” تقليص الإعفاءات بعد عام صعب لكثير من تجار التجزئة، خصوصاً الصغار منهم، مضيفاً أنه “على رغم اعتراف حزب العمال في برنامجه الانتخابي بالحمل الثقيل الذي تفرضه الضرائب التجارية على شوارعنا الرئيسة، فإن هذا العبء سيزداد بصورة كبيرة”.
وبينما هيمنت الانهيارات الكبيرة للشركات مثل “كاربيترايت” و”هومبيس” على العناوين الرئيسة العام الماضي، كانت الشركات المستقلة التي تدير عادة ما بين متجر وخمسة، أكثر عرضة للخطر وسببت 80 في المئة من حالات الإغلاق.
ومن المتوقع أن تواجه هذه الشركات الصغيرة صعوبة مرة أخرى هذا العام، وبالنسبة إلى حالات الإغلاق التي يتوقعها مركز “أبحاث التجزئة” في 2025، من المرجح أن يكون هناك 14660 إغلاقاً بنسبة 85 في المئة، من الشركات المستقلة.
إشراقة وسط الأزمات
وعلى رغم التحديات، ليست الأمور كلها قاتمة، إذ أعلنت شركة “كو-أوب” التي تدير 2400 متجر في بريطانيا، أنها تخطط لفتح 75 متجراً جديداً هذا العام.
وقال المحللون إن الرياح والأمطار التي اجتاحت بريطانيا في يوم رأس السنة أضرت بموسم عيد الميلاد، مما جعله “كارثياً” لتجار التجزئة.
وتشير المؤشرات الأولية إلى أن الأسبوع الأخير قبل عيد الميلاد شهد انخفاضاً 11.4 في المئة في حركة الزوار في متاجر بريطانيا مقارنة بالأسبوع نفسه عام 2023، وفقاً لبيانات من “سينسورماتيك”.
وقالت مؤسسة مجموعة “ريندل إنتليجنس” لتحليلات التجزئة ديان ويرل إن “نقص الثقة بالاقتصاد يعني أن المستهلكين أصبحوا يوفرون مزيداً، بدلاً من الذهاب إلى التسوق، وهو الاتجاه الذي توقعت أن يكون تفاقم بسبب الطقس العاصف”.
وأضافت أن “الطقس السيئ يؤثر دائماً في تجار التجزئة لأنه يمنع المتسوقين من الخروج، وغالباً ما يتأثر التجار الذين لديهم متاجر في الشوارع الرئيسة بصورة أكبر”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية