محاولتان غنائيتان بين “تيجي نسيب” و”تيجي نحارب” يحملان تناقضًا في المشاعر والرسالة والهدف، فالأولى كانت للفنانة أنغام من أحدث ألبوماتها الذي حمل نفس الاسم، وجاءت بقرار الانفصال الصريح ، دون ضياع وقت في القيل والقال والأسباب والمبررات واستنزاف محاولات الرجوع فجميع الحلول قد انتهت والنتيجة هي الفراق دون رجعة ونقاش. 

“تيجي نسيب” انقطاع المحاولات المستنزفة وقرار دون رجعة 

حكت لنا أنغام قصة الفراق بطريقة جيدة من كلمات أكرم حسني وألحان إيهاب عبد الواحد، فبدأتها بعدة أسئلة في البداية دون إجابة محددة من الطرف الآخر أسئلة من طرف واحد ولاتنتظر الإجابة فهو سؤال يحمل في طياته قرار نهائي دون رجعة، وإذا كان هناك إجابة فهي مجرد كلمات ستهوى سريعًا “تحصيل حاصل”، قطعت بها أنغام جميع أحبال الرجوع أو التفكير به.

كما ذكرنا سابقًا الأغنية بدأت بعدة أسئلة مع خيرارات تبرر الإجابة التي لا أهمية لها “تيجي نسيب تيجي نجبها في النصيب تيجي نقول محناش لبعض و بنا بعد تغيب و اغيب 

“تيجي نضيع تيجي احنا الاتنين نبيع تيجي نعلق في المشانق، مين مخنوق و مين الخانق يلا نشهد الجميع ” فهنا لاهتمام بمن السبب أو من الذي ضحى ومن باع جميعهم نتيجة واحدة الفراق فقط 
 

وأكدت أنغام على قرارها بـ “احتمالات الفراق كل يوم بتزيد ما بينا، حتى لحظات الاتفاق بينا قلت سنة سنة الملل لا يحتمل، راح الأمل خد حتة منا، بقا بُعدنا أريح لنا، بقا كرهنا باين في عينينا ” تعني  كل المحاولات أصبحت رمادا هشًا جميع القواعد التي كنا نعود إليها لنستكمل بها حياتنا انهارت وتساوت بالأرض.

 

 وفي الختام هنأت الطرف الآخر في النهاية بفوزه وانتصاره عليها وتركها بانكسارها في “ما تبصليش في حاجات ما بتتحكيش، ابعد وروح دوس على الجروح موت في ناس علشان تعيش مبروك عليك، مبروك اللمعة اللي في عينك، مبروك خلاص، انت انتصرت وأنا انهزمت وانكسرت وبإيديك، حرام عليك ”

 

“تيجي نحارب” أمل اللقاء رغم فرض حالة الفراق 

لكن عند التأمل  في حالة “تيجي نحارب” للفنان أحمد سعد في ألبوم “حبيبنا” نرى التمسك التام بالطرف الآخر برغم الظروف القاسية  وتذليل الصعوبات لتمهيد الحياة بينهم بشكل أفضل.

سجلت كاتبة الأغاني  منة القيعي  محاولات إبقاء الحب والحياة بكلمات واقعية بعيدة عن الرومانسية الزائدة الهوائية، فالبداية كانت “تيجي نحارب بدل ما نسيب باب الفرقة  متوارب ما نحارب ليه ما نخليش الحلو بيننا يكون غالب ما نحاول ما نراهن على مشاعرنا  ما نغامر ونقرر سوا ننجح وهو عشان مين غيرنا .. ها نعافر” امداد القلب والمشاعر بطاقة المحاولات الإيجابية فالحياة الهادئة تستحق المقاومة سويًا، مع غلق جميع عوامل الفراق والغياب 

 والاستمرار في وصف محاولات تصحيح الأخطاء بين الطرفين والعيش في سلام وحذف الاستسلام من قاموس حياتهما في”أمانة عليك لا تستسلم ولا تندم ولا تمشي حبيبي شاريك مادد إيدي بلاش تعند وتكسفني” هنا نرى أن المحاولة ليست كلمات فحسب بل هو أشبه بالوعد والتنفيذ فقط عند موافقة الطرف الآخر ومساعدته عليه، فأكد عليه طلبه في “طب امشيلي ولو خطوة بلاش نخسر عشان فترة ” دعمت نغمات الجيتار القوية هنا موقف الطرف الاول في شدة طلبه مما يدل على أهميته القصوى وأمنيته الجارفة في تحقيق أمنيته بانه لايردي خسارته فقط تقدم خطوة .

ونرَ هنا مشهد وكأن الطرف الآخر وافق على المحاولات، فيصف له كيف سنفكر سويًا ونحارب كما بدأت الأغنية، قائلا:”تيجي نجرب مرة نسمع ونتفاهم مرة نقرب ما نجرب ونواجه بلاش نهرب ونتهرب ما نحاول ما نراهن علي مشاعرنا ما نغامر ونقرر سوا ننجح وهو عشان مين غيرنا ها نعافر”
“تيجي نحارب” رسالة لعدم استسهال الفراق وغلق الباب بسهولة فهناك أبواب تفتح بالمحاولات ولا نراها ونحن في غيمة قسوة الحياة

 

 وضحت لنا الأغنيتان الفرق بين محاولات الحب الفائتة المستنزفة المهترئة التي أوصلتنا لحائط سد ونادينا بـ “تيجي نسيب”، وبين أخرى تعطي لنا أملًا وقوة في استكمال الحياة بين الطرفين “وهو عشان مين غيرنا ها نعافر”.

أغنية تيجي نحارب لحنها إيهاب عبد الوهاب ووزعها موسيقيا أحمد إبراهيم 

 

 

 

نقلاً عن : الوفد