عقب نهاية موسم (2018 – 2019) ارتقى نادي برشلونة الإسباني إلى قمة قائمة أندية كرة القدم الأكثر تحقيقاً للإيرادات المالية في العالم بدخل قدره 840.8 مليون يورو (881.79 مليون دولار)، لكن تفشي فيروس “كوفيد-19” في مطلع 2020 وتحوله إلى جائحة عالمية أوقفت النشاطات الرياضية لأشهر عدة وجه ضربة قاسية للنادي الكتالوني الذي ظل في صدارة الأندية الرابحة عالمياً في موسم (2019 – 2020) لكن بتراجع كبير في الإيرادات، إذ بلغت 713.4 مليون يورو (748.18 مليون دولار).
في الموسم التالي بدأ برشلونة في جني ثمار التراجع الحاد في إيراداته مع استمرار إنفاقه الباهظ على الرواتب والمكافآت وغيرهما من المصروفات الرياضية والخدمية، وحقق النادي إيرادات بقيمة 582.1 مليون يورو (610.48 مليون دولار) في المركز الرابع عالمياً، كما شهد صيف 2021 رحيل أسطورة النادي ليونيل ميسي بعد رفض رابطة الدوري الإسباني تسجيل عقده الجديد بسبب فشل برشلونة في تلبية متطلبات قواعد اللعب المالي النظيف.
وخلال الأعوام التالية سعت الإدارة الجديدة لبرشلونة برئاسة خوان لابورتا والمدير الرياضي الجديد ديكو إلى وضع رؤية إستراتيجية للحفاظ على لاعبي الفريق من الشباب الصاعدين من أكاديمية “لا ماسيا” والصفقات الذكية التي أبرمها “البارسا” مثل لاعب الوسط بيدري.
وتسعى الإدارة الرياضية حالياً إلى تنفيذ خطتها بتجديد عقود اللاعبين الأقرب إلى الرحيل، وكان آخرهم المدافع القوي رونالد أراوخو والشاب الواعد جيرارد مارتن، إذ وقع أراوخو على عقد يمتد حتى 2031، ووقع مارتن على عقد ينتهي في 2028.
وكلفت الإدارة برئاسة لابورتا المدير الرياضي البرتغالي ديكو بتجديد عقدي ثنائي خط الوسط بيدري وغابي، بهدف تعزيز هيمنة برشلونة على خط الوسط لأعوام مقبلة، إضافة إلى الاتفاق مع نجم الفريق لامين يامال على عقد جديد.
ووفقاً لتقرير نشره موقع “سبورت” الكتالوني المقرب من برشلونة فإن مركز حراسة المرمى يظل محجوزاً للحارس الأول الألماني مارك أندريه تير شتيغن، إذ مُدد عقده حتى 2028 حتى يبلغ من العمر 36 سنة.
ويتقدم الحارس الثاني إيناكي بينيا في غياب تير شتيغن ليشغل مركز حراسة المرمى ويستمر عقده الحالي حتى 2026، لكنه سيوقع عقداً جديداً بعد مغادرة الحارس الثالث فويتشيك تشيزني، الذي جرى التعاقد معه كحل قصير الأمد حتى نهاية الموسم الجاري.
ويعكس التشكيل الدفاعي لبرشلونة مزيجاً من الخبرة والشباب، وقد صُنع بتوازن وعناية لتأمين مستقبل النادي.
ويرمز تمديد عقد رونالد أراوخو حتى 2031 إلى الثقة الممنوحة له كقائد للدفاع، بينما الظهير الأيسر أليخاندرو بالدي، الذي يعد أحد أكثر المدافعين إثارة في أوروبا، مرتبط بعقد مع النادي حتى 2028.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتمتع لاعبون شباب مثل هيكتور فورت وباو كوبارسي بعقود حتى عامي 2026 و2027 على التوالي، مما يضمن العمق والتخطيط الطويل الأجل.
وتظل هناك تساؤلات حول مصير أندرياس كريستنسن، الذي قد يعتمد مستقبله على أدائه تحت قيادة المدرب الألماني هانسي فليك، وأخيراً إيريك غارسيا، الذي قد يغادر في الصيف المقبل على رغم استمرار عقده حتى 2026.
وتتميز قائمة برشلونة بأسماء رائعة في خط الوسط أبرزها بيدري وغابي، اللذان يمكن القول إنهما اثنان من أكثر لاعبي خط الوسط موهبة في جيلهما، وهما على استعداد لتجديد عقودهما قريباً، مما يبقيهما في ملعب “كامب نو” حتى 2030.
ولا يزال مستقبل فرينكي دي يونغ غير مؤكد، مع توقف محادثات التجديد.
وتمنح المواهب الشابة مثل مارك بيرنال وفيرمين لوبيز ومارك كاسادو وداني أولمو طبقات إضافية من العمق والحرية في الاختيارات.
بيرنال، على رغم إصابته الحالية، فلديه اتفاق لتمديد عقده حتى عام 2029، في حين أضاف وصول داني أولمو في الموسم الماضي تنوعاً للفريق.
وسيكون أولمو على موعد مع الحكم النهائي للحكومة الإسبانية في شأن تسجيله مع الفريق الكتالوني حتى نهاية الموسم الجاري، بعدما صدر قرار استثنائي بتسجيله موقتاً حتى أبريل (نيسان) المقبل، على خلفية خلافات برشلونة مع رابطة الدوري الإسباني في شأن سقف الرواتب.
في الهجوم يستحوذ لامين يامال على معظم الضوء في ظل انفجاره المبكر كأحد أبرز المواهب الواعدة في كرة القدم العالمية. ومن المرجح أن يُنتهى من تمديد عقده في منتصف العام الحالي، إذ سيربطه النادي بعقد حتى 2030 مع رفع الشرط الجزائي لما يزيد على مليار يورو (1.05 مليار دولار).
ويوفر الهداف المخضرم روبرت ليفاندوفسكي الاستقرار الهجومي لبرشلونة حتى نهاية الموسم الجاري في أقل تقدير، ومن المقرر أن يمدد المهاجم البولندي عقده تلقائياً إذا حقق العدد المطلوب من المباريات هذا الموسم، وفي الوقت نفسه لا يزال مستقبل أنسو فاتي موضع شك، إذ قد يتطلع النادي إلى التخلص منه في الصيف لإفساح المجال للمواهب الجديدة.
نقلاً عن : اندبندنت عربية