مرض الصرع .. أظهرت الأبحاث الحديثة أن الذكاء الاصطناعي قد يُساهم بشكل كبير في الكشف المبكر عن التشوهات الدماغية المرتبطة بالصرع، وهو ما قد يسهم في تسريع التشخيص والعلاج، خصوصًا في الحالات التي قد يفشل فيها أطباء الأشعة في اكتشاف هذه التشوهات.
وقد طوّر علماء من كينجز كوليدج لندن وجامعة كوليدج لندن (UCL) برنامجًا مبتكرًا يُسمى “Meld Graph”، والذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الدماغية والتعرف على التشوهات الدماغية التي قد تكون خفية على الأطباء.
يتخصص البرنامج في الكشف عن خلل التنسج القشري البؤري (FCD)، وهو نوع من التشوهات التي تحدث عندما لا تتطور الخلايا العصبية بشكل صحيح في مناطق محددة من الدماغ.
وتعد هذه التشوهات سببًا شائعًا للصرع، وخاصة الصرع المقاوم للأدوية. في المملكة المتحدة وحدها، يُصاب حوالي 630 ألف شخص بالصرع، ويُقدّر أن واحدًا من كل خمسة مصابين يعانون من صرع ناتج عن آفات في الدماغ التي يمكن علاجها جراحيًا.
على الرغم من أهمية هذه التشوهات، فقد أشار الباحثون إلى أن العديد من هذه التغيرات الخلوية قد تكون “خفية” في بعض الأحيان، ما يجعل من الصعب اكتشافها عبر الفحص التقليدي. وقد أظهرت دراسات أن أداة Meld Graph يمكن أن تكشف عن ما يصل إلى 64% من هذه التشوهات، ما قد يساهم بشكل كبير في تحسين إدارة المرض.
في دراسة نشرت في JAMA Neurology، استخدم الباحثون بيانات من 1185 مريضًا، بما في ذلك 703 مصابين بـ FCD، من 23 مركزًا عالميًا.
وأظهرت نتائج الدراسة أن البرنامج كان قادرًا على اكتشاف التشوهات التي قد يتم تفويتها باستخدام الأساليب التقليدية، ما يؤدي إلى تشخيص مبكر وإمكانية علاج أفضل.
وفي أحد الأمثلة، تمكّن Meld Graph من اكتشاف تشوه في دماغ طفل يبلغ من العمر 12 عامًا كان يعاني من نوبات يومية جراء صرع مقاوم للأدوية.
البرنامج يمنح بارقة أمل لمستقبل مرضى الصرع
على الرغم من أن البرنامج لم يتوفر سريريًا بعد، فإن الباحثين قد أطلقوا البرنامج كأداة مفتوحة المصدر وأعدوا ورش عمل لتدريب الأطباء على كيفية استخدامه.
أشارت البروفيسورة هيلين كروس، استشارية الصرع في مستشفى جريت أورموند ستريت، إلى أن المبادرات مثل “Meld” قد تحدث فارقًا كبيرًا في سرعة تشخيص وتشخيص آفات الدماغ، وبالتالي فتح الباب أمام خيارات علاجية أكثر فعالية للأطفال والبالغين الذين يعانون من الصرع.
ومن خلال استخدام هذه الأداة المتقدمة، يمكن أن يشهد مجتمع الصرع تحولًا كبيرًا نحو تشخيص أسرع وأدق، مما يساهم في تحسين جودة حياة المرضى وتقليل المخاطر المرتبطة بالتأخير في العلاج.
نقلاً عن : الوفد