في محكمة الأسرة يعيش الناس العديد من القصص الإنسانية الحزينة، كانت جاسمين بينهم بعد 6 أشهر فقط من حفل زفافها الذي تم بعد صعوبات عديدة تخطيها سويًا بعد قصة حب دامت أكثر من 6 سنوات، لكنها تجاهلت جميع الإشارات التي أرسلت لها، لأنها كانت غارقة في غرامه على حد وصفها، لتستيقظ من أحلامها الوردية على جرح كبير جعلها لم تفكر في شيء سوى الانتقام؛ لذا هي اليوم ترغب في الطلاق بأي شكل مهما كانت الخسارة التي ستلحق بها؛ ما القصة؟
سر الإجهاض المفاجئ
وقفت جاسمين صاحبة الـ27 أمام القاضي في محكمة الأسرة، عيونها مليئة بالألم والحزن لتطلب الخلع من زوجها، ليس بسبب خلافات تقليدية بينهما، بل بسبب جريمة غادرة ارتكبها في حقها وفي حق طفلهما الذي لم يولد، وخلال حديثها مع «الوطن» قالت إنها تعرفت على زوجها وكان يبدو شخصًا مثاليًا في البداية كان يظهر لها الحب والاهتمام، ويخبرها أنه مستعد للوقوف بجانبها في كل الظروف، ومع مرور الوقت بدأ يعرض عليها مساعدته في أوقات احتاجت فيها إلى الدعم، ما جعلها تشعر بالطمأنينة والراحة معه، وصور لها أن الحياة ستكون أسهل وأجمل عندما يتزوجان، وأنه سيكون شريكًا حقيقيًا في كل شيء.
ولكن ما لم تكن تعرفه جاسمين أن هذا الدعم كان جزءًا من خطة خداعه لها، في البداية.. كان يبدو أنه يقف إلى جانبها، ولكن مع تقدم العلاقة وتقدمه في الخطبة، بدأ يظهر أكثر شخصية أنانية ومخادعة، وتركت كل من حولها بما في ذلك عائلتها وأصدقائها، وركزت كل اهتمامها عليه، متوهمة أن هذه هي الحياة التي طالما حلمت بها، وأصبح بالنسبة لها كل شيء، حتى أنها تخلت عن كل شيء كانت تعرفه من أجل أن تكون بجانبه كان وعده لها هو الأمل الوحيد الذي تمسكت به، إلا أنها لم تكن تعلم أن وراء هذا الحب المزيف كان يكمن الخداع والمكر، على حد حديثها.
سارت الحياة في البداية وفقًا لما خطتته جاسمين برفقته؛ ونجحت في الضغط على عائلتها في الموافقة على الزواج منه بأقل الإمكانيات؛ لتكتشف سريعًا أن الجميع كان يراه بعين الحقيقة إلا هي كانت تراه بعين الحب، وفور الزواج ظهرت حقيقته التي صدمت بها، لكنها خلال ذلك حملت بطفلها الأول، وتقول: «كانت الفرحة مش سيعاني وقولت الطفل هيجي والدنيا هتبقى أحسن بينا، وأنه هيكون متحمل المسؤولية وبقيت بعمل كل اللي في وسعي عشان لما الطفل يجي الدنيا يلاقي أبوه وأمه مع بعض، وقولت دي غلطتي مش ذنبه».
طلب الخلع بعد الإجهاض
كانت جاسمين في حملها في الشهر الثالث تحديدًا، عندما بدأت تشعر بأعراض غريبة، من تعب شديد وآلام لا تحتمل، وذهبت للطبيب الذي أخبرها أنه لا يوجد سبب طبي واضح، لكن الوضع كان سيئًا، لكن الطفل أجهض، لم تكن تعلم أن زوجها هو من كان وراء هذا الألم، فقد اكتشفت بعد ذلك أنه قد وضع لها حبوبًا مسممة في طعامها دون أن تعلم، ما أدى إلى سقوط الجنين، وعندما اكتشفت الحقيقة، كانت صدمتها أكبر من أن تتحملها، فكيف يستطيع شخص كان يعتبره شريك حياتها أن يفعل ذلك؟ كيف استطاع أن يقتل الأمل في قلبها؟ كانت هذه الأسئلة تتردد في ذهنها طوال الوقت.
فقررت جاسمين أن تضع حدًا لهذه المأساة، وتطلب الطلاق بعد أن عجزت عن تحمل الخيانة التي تعرضت لها، لكنه استهان بكل شيء، ولم يريد حتى أن يوضح أسباب ما فعله، لكنها قررت أن تلجأ إلي محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة وأقامت ضده دعوى خلع حملت رقم 19027.
نقلاً عن : الوطن