التهم حريقا غابات ضخمان يهددان مدينة لوس أنجليس الأميركية من الشرق والغرب نحو 10 آلاف منزل ومباني أخرى، وظلت النيران تستعر أمس الخميس لثالث ليلة حتى مع هدوء الرياح العاتية.
ويعدّ حريق باليساديس بين سانتا مونيكا وماليبو في غرب لوس أنجليس وحريق إيتون في الشرق قرب باسادينا من أكثر الحرائق تدميراً في تاريخ المدينة.
والتهم الحريق الرئيس بين البؤر الكثيرة المستعرة في منطقة لوس أنجليس، حتى الآن نحو 7700 هكتار، في باسيفيك باليسايدس وماليبو.
ويفيد تقدير أولي بأن آلاف الأبنية دمرت على ما قالت مسؤولة فرق الإطفاء كريستين كرولي خلال مؤتمر صحافي أمس الخميس.
وأحجمت السلطات حتى الآن عن تأكيد معلومات من عدمها، مفادها العثور على بقايا بشرية مرتين في مواقع هذا الحريق.
وشددت كرولي “يمكننا التأكيد أن حريق باسيفيك باليسايدس هو من أكثر الكوارث الطبيعية تدميراً في تاريخ لوس أنجليس”.
ويحظر الوصول بصورة شبه كاملة إلى هذه المنطقة حتى على المواطنين الذين أجلوا منذ الثلاثاء، بينما تمكن صحافيون من وكالة الصحافة الفرنسية من التحليق فوقها بمروحية والاطلاع على مشهد الدمار الهائل.
في بعض هذه الدارات المرغوبة جداً في ماليبو ولا سيما من جانب المشاهير، لم يبق سوى هياكل لأبنية كانت مهيبة سابقاً، مما يشي بحجم الأضرار اللاحقة، ويقدر سعر بعض هذه الدور الفارهة بملايين الدولارات إلا أنها محيت بالكامل.
وقال مكتب الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجليس في تحديث أصدره في وقت متأخر من أمس الخميس إن عدد القتلى جراء الحرائق ارتفع إلى 10 من سبعة، ولفت قائد شرطة المقاطعة روبرت لونا في مؤتمر صحافي إلى أن من المتوقع زيادة عدد القتلى. وأضاف “يبدو الأمر وكأن قنبلة ذرية سقطت على هذه المناطق. لا أتوقع أنباء سارة”.
بين 135 و150 مليار دولار
وذكر مسؤولون أن حريق إيتون ألحق أضراراً أو دمر ما بين 4 و5 آلاف مبنى، كما دمر حريق باليساديس أو ألحق أضراراً بنحو 5300 مبنى آخر.
وقدرت إحدى الشركات الخاصة للتنبؤات الجوية الأضرار والخسائر الاقتصادية بما يتراوح ما بين 135 و150 مليار دولار، مما ينبئ بصعوبة عملية التعافي وارتفاع كلف التأمين على أصحاب المنازل.
جولة
وقال البيت الأبيض اليوم الخميس إن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ألغت جولة كانت ستشمل سنغافورة والبحرين وألمانيا بسبب حرائق الغابات المستمرة في كاليفورنيا، وذلك بعد أن ألغى الرئيس جو بايدن زيارة خارجية له في اليوم السابق.
وألغى بايدن رحلة إلى إيطاليا كان من المقرر أن يلتقي خلالها البابا فرنسيس والرئيس سيرجيو ماتاريلا ورئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.
وقال البيت الأبيض “في ظل حرائق الغابات التاريخية في لوس أنجليس، اتخذت نائبة الرئيس قراراً بإلغاء رحلتها (التي كان سيرافقها فيها زوجها) إلى سنغافورة والبحرين وألمانيا”.
وكان من المرجح أن تكون الرحلة الملغاة هي الأخيرة لهاريس، التي تنحدر من كاليفورنيا، بصفتها نائبة للرئيس قبل أن تترك منصبها في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الجاري.
كوارث كبرى
وعقد بايدن، الذي أعلن حالة كوارث كبرى في كاليفورنيا، اجتماعات مع كبار المسؤولين بعد ظهر الخميس لبحث الاستجابة الاتحادية.
لوس أنجليس تشهد أسوأ حرائق غابات في تاريخها
وتواجه لوس أنجليس أسوأ حرائق غابات في تاريخها، وأدت إلى إجلاء 180 ألف شخص وتدمير 31 ألف فدان.
وتحاصر الحرائق لوس أنجليس من جبهات مختلفة وتقترب من هوليوود، رمز صناعة السينما الأميركية، بعد اشتعال حريق جديد في التلال المطلة على هوليوود بوليفارد وممشى المشاهير (ووك أوف فيم).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحلقة النار التي تطوق لوس أنجليس كانت هائلة لدرجة أنها شوهدت من الجو على شكل كماشة ضخمة. وتضمنت حريقاً كبيراً بين سانتا مونيكا وماليبو على الجانب الغربي من المدينة وآخر هائلاً في الشرق قرب باسادينا.
وأمرت السلطات بإجلاء أكثر من 100 ألف شخص، لأن الرياح العاتية والجافة تسببت في انتشار النيران عبر أراض قاحلة لم تسقط عليها أمطار منذ أشهر.
وكانت منازل نجوم السينما والمشاهير من بين ما التهمته النيران التي أتت على بعض من أفخم العقارات في العالم، أما حريق هوليوود هيلز، فقد أتى على معالم بارزة في عالم الترفيه.
وقالت رئيسة بلدية لوس أنجليس كارين باس في مؤتمر صحافي بعد أن قطعت زيارة رسمية إلى غانا وعادت إلى المدينة “هذه العاصفة النارية هي الكبرى”.
واندلعت ستة حرائق متفرقة في الأقل في مقاطعة لوس أنجليس صباح الخميس. ووُصف ثلاثة منها بأنها “خرجت عن نطاق السيطرة” ومنها حريق منطقة باليساديس في الغرب وحريق إيتون في الشرق والحريق الأصغر في صن ست في هوليوود هيلز.
التحذير الشديد
ومددت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أمد التحذير الشديد لمقاطعتي لوس أنجليس وفينتورا حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي من اليوم الجمعة بسبب الانخفاض الشديد في الرطوبة وقوة الرياح.
وقال المتحدث باسم إدارة الإطفاء في لوس أنجليس، آدم فانجيربن، الخميس لشبكة “سي بي أس” “الرياح غير المتوقعة تثير القلق لأن هباتها تحمل معها ألسنة اللهب”.
وأضاف أن رجال الإطفاء كانوا يفعلون ما في وسعهم لإنقاذ الأرواح ثم ركزوا على ما يمكنهم فعله لإنقاذ المباني. وأردف “علينا أن نكون مستعدين لأي شيء”.
وقلصت إدارة الإطفاء في لوس أنجليس خلال الليل أمر إخلاء صدر بسبب حريق صن ست الذي اضطرم فوق هوليوود بوليفارد مباشرة. وكانت السيطرة منعدمة على الحريق الذي أتى على 43 فداناً صباح الخميس.
وعلى الجانب الغربي من لوس أنجليس، التهمت حرائق باليساديس 17234 فداناً ومئات المباني على التلال وانحدرت أسفل نحو توبانجا كانيون حتى وصلت إلى المحيط الهادئ الثلاثاء.
وقال نجم السينما بيلي كريستال وزوجته جانيس إن منزلهما في باسيفيك باليساديس الذي عاشا فيه منذ عام 1979 التهمته النيران وأضاف “قلوبنا منفطرة بالطبع، لكن بفضل حب الأطفال والأصدقاء سنتمكن من تجاوز هذا”.
وقالت الممثلة باريس هيلتون “انفطار قلبي تعجز عن تصويره الكلمات” بعد أن شاهدت منزلها على شاطئ البحر في ماليبو “والنيران تأتي عليه تماماً في بث تلفزيوني مباشر”.
وقال الممثل جيمس وودز وهو يحكي في مقابلة تلفزيونية عن فراره من النيران “في يوم تسبح في حوض السباحة، وفي اليوم التالي يختفي كل شيء”.
وغامر بعض السكان بالعودة إلى المناطق التي اجتاحتها النيران بالفعل ليجدوا حطاماً متفحماً ومركبات محترقة. وفوق أحد الأعمدة رفرف علم أميركي ممزق ومحترق. ولجأ آلاف من سكان لوس أنجليس الفارين من النيران إلى ملاجئ موقتة.
نقلاً عن : اندبندنت عربية