وقع تشيلسي مع حارس مرمى في أغسطس (آب) 2022، ثم اثنين آخرين في أغسطس 2023، ثم آخر في يوليو (تموز) 2024، وقد كان يمتلك بالفعل أغلى حارس مرمى في العالم، وعندما جاءت مجموعة “كليرليك كابيتال” لتشتري النادي عام 2022 ورثت أفضل حارس مرمى في العالم وفقاً لجوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” السنوية. لدى تشيلسي الآن ثمانية حراس مرمى كبار، ومن الواضح بصورة متزايدة أنهم في حاجة إلى حارس مرمى جديد أو في الأقل تغيير حارس المرمى الأساسي.
لكن أحدث حادثة لروبرت سانشيز ألقى الضوء على موقف حراسة المرمى الهزلي في تشيلسي وسبب كونهم لا يزالون تجربة باهظة الثمن أكثر من كونهم منجزين على أرض الملعب، إذ كان سانشيز يضرب الأرض بقوة من شدة الإحباط بعدما وضع إيرلينغ هالاند فريقه مانشستر سيتي في المقدمة، أول من أمس السبت، ولم يكن ليخلع قطعة العشب من مكانها لولا قراره غير المدروس بترك مرماه خاوياً.
يمكن أن يكون الإسباني شخصية رمزية إذ تم التعاقد معه مقابل 25 مليون جنيه استرليني (31.26 مليون دولار)، وهو نوع من الرسوم التعاقدية الضخمة التي اعتاد تشيلسي دفعها بصورة روتينية في المراهنات على الإمكانات المفترضة ثم يثبت أنها أكثر كثيراً مما كان لازماً، وهو لاعب لم يتحسن في ملعب “ستامفورد بريدج” بل تراجع مقارنة بمن سبقوه.
عندما فاز تشيلسي في عهد المالك السابق رومان أبراموفيتش بالدوري الإنجليزي الممتاز، كان ذلك في ظل وجود بيتر تشيك أو تيبو كورتوا في حراسة المرمى، وقد كان كل منهما لاعباً من الطراز العالمي، وعندما فازوا بدوري أبطال أوروبا، كان ذلك في حضور تشيك أو إدوارد ميندي الذي رغم عدم حفاظه على مستواه، لكنه مر بعام ذهبي.
ثم جاء سانشيز الذي يمثل محاولة ذكية للتدعيم لكن لن يتم قبوله في بعض الفرق الأضعف في الدوري، ليس على حساب جوردان بيكفورد أو مادس هيرمانسن أو آرون رامسديل، ناهيك بفريق لديه معايير محددة ليكون حارس مرماها من بين الأفضل.
لا شك أن سانشيز يتمتع بواحدة من أفضل نسب التصدي في الدوري، ومع ذلك فهو يتصدر أيضاً قائمة الأخطاء التي تؤدي إلى التسديدات (سبعة) والأهداف التي سكنت مرماه منها (خمسة).
إنها مجموعة من التمريرات الخطأ، والهجمات الخطأ والفشل في الكرات الثابتة وعدم القدرة على حماية القائم القريب، وربما يكون محظوظاً لأن الهدفين ضد ناديه القديم برايتون والهدف الذي سجله، الإثنين، ضد ولفرهامبتون لم يكلفاه نقاطاً لكن حظه نفد ضد مانشستر سيتي السبت.
وإذا كانت الأخطاء أكثر تكراراً في عصر يطلب فيه من حراس المرمى إظهار مزيد من الشجاعة، فإن أفضل حراس المرمى لا يزالون يميلون إلى إظهار الموثوقية، وغالباً ما يكون حكمهم ممتازاً على المواقف، ويتضمن دورهم أيضاً التمرير، لكن السبت، فقد سانشيز الاستحواذ على الكرة 19 مرة.
إنه ليس جيداً بما يكفي في التعامل مع الكرة، وإذا تم نفي جورجي بيتروفيتش إلى ستراسبورغ على سبيل الإعارة لأن تمريراته كانت تعد أضعف، فقد كانت هناك نظرية مفادها أنه كان أفضل كحارس مرمى. الآن هناك تساؤلات حول ما إذا كان فيليب يورغنسن، الذي تم التعاقد معه في الصيف الماضي، هو الخيار الأفضل، إذ أصبح افتقار جماهير “ستامفورد بريدج” للثقة في سانشيز مسموعاً في المباريات التي تقام على أرضهم، وقد يكون هذا دليلاً على اعتراض المشجعين الذين اعتادوا على حراس مرمى أفضل على حارس يبدو مفروضاً عليهم.
يشعر سانشيز بأنه اللاعب المناسب لمشروع تشيلسي، وأنه مدعوم من أعلى، إذ قال المدير الفني إنزو ماريسكا الأسبوع الماضي، إنه “لا شك” في أن الإسباني سيكون خياره الأول هذا الموسم. ومع ذلك بعد محاولته الدفاع عن لاعب لا يمكن الدفاع عنه، تغيرت نبرته ولمح إلى أن يورغنسن قد يشارك ضد وست مهم الإثنين المقبل، وقال “سنرى رد الفعل ونقرر للمباراة القادمة”.
في الأقل، تصدى يورغنسن لأكبر عدد من التسديدات في الدوري الإسباني الموسم الماضي، حتى لو تصدى حارس مرمى تشيلسي آخر، كان معاراً في ذلك الوقت إلى ريال مدريد، لنسبة أعلى من التسديدات. الآن وبصورة غير مريحة لتشيلسي، أصبح كيبا أريزابالاغا، الذي تصدى لعدد قليل جداً من التسديدات في فترته كحارس أساسي يمتلك أعلى نسبة تصد في الدوري أثناء إعارته إلى بورنموث، وفقاً لإحصاءات “فوت موب”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإذا كان سانشيز، على رغم أخطائه، قريباً منه في مخططات الأرقام، فإن أريزابالاغا أفضل بصورة كبيرة في الأهداف المتوقعة بعد التسديد (رغم أنه لا يزال بعيداً من جودة بيتروفيتش في الدوري الفرنسي).
وهذا يجعل سانشيز ثالث أفضل حارس مرمى أداء في تشيلسي، وهذا لا يعني أن أريزابالاغا هو الحل المثالي، وليس فقط بسبب راتبه الأعلى بكثير، ولكنه أيضاً لديه عدد أكبر من الشباك النظيفة من سانشيز هذا الموسم، لكن كيبا جعل أنصار تشيلسي يتوقون إلى عودة كورتوا وتشيك، والآن قد يجعلهم سانشيز يتوقون إلى كيبا أو من هو أفضل كحراس من عيار أليسون أو ديفيد رايا أو إيمي مارتينيز.
لقد أنفق تشيلسي 71 مليون جنيه استرليني (88.79 مليون دولار) على حراس المرمى تحت الملكية الحالية، ومن المؤكد أنهم لا يمتلكون حارس مرمى واحد بقيمة 71 مليون جنيه استرليني، إذ يبدو الأمر وكأنه اقتصاد زائف.
ومع ذلك بعد إنفاق 1.2 مليار جنيه استرليني (1.5 مليار دولار)، كان معظمهم لاستهداف الأجنحة بعد التعاقد مع ثلاثة لاعبين في غضون أسابيع قليلة في الصيف الماضي، وربما يريدون مدافعين مركزيين بعد استدعاء تريفوه شالوباه، الذي حاولوا بيعه سابقاً، لأن أولئك الذين اشتروهم إما مصابون مثل ويسلي فوفانا وبينوا باديشيل، أو غير كفء مثل أكسل ديساسي.
يبدو تشيلسي وكأنه في مرحلة انتقالية دائمة، ومع ذلك كان من المفترض أن يثبت هذا الموسم أنه موسم رائع، بعد الفوضى المكلفة. لقد تفاقمت فرصتهم للعودة إلى دوري أبطال أوروبا مع ضعف أداء كل من ناديي مانشستر وتوتنهام بصورة خطرة، ومع تمكن ماريسكا من استبعاد معظم لاعبيه المتميزين من المشاركة في دوري المؤتمر الأوروبي.
في هذا السياق، يجب أن يكون تشيلسي من بين الأربعة الأوائل، تماماً كما كان يجب أن يفوز في ملعب “الاتحاد” لكن بدلاً من ذلك، يحتل الآن المركز السادس، ويزعم مديرهم الفني أنهم يحرزون تقدماً بينما تراجعوا على مدار الأسابيع الخمسة الماضية.
يميل القاسم المشترك بين الفرق التي تقتحم المراكز الأربعة الأولى إلى أن يكون حارس مرمى كل منهم يتمتع بموسم ممتاز مثل نيك بوب مع نيوكاسل في موسم (2022 – 2023)، ومارتينيز مع أستون فيلا العام الماضي، وماتز سيلز مع نوتنغهام فورست حتى الآن هذا الموسم، لكن بدلاً من ذلك يعكس اتخاذ سانشيز قرارات سيئة في المرمى اتخاذ تشيلسي للقرارات السيئة أيضاً.
نقلاً عن : اندبندنت عربية