رغم الانتشار الواسع لمشروبات الطاقة وتسويقها كوسيلة لتعزيز التركيز والنشاط الجسدي، يحذر خبراء الصحة من أضرارها الجسيمة خاصة على الفئات العمرية الصغيرة، وسط دعوات لفرض قيود صارمة على بيعها للأطفال والمراهقين.

مكونات محفزة.. لكن مخاطرها تتجاوز الفوائد

تصنَّف مشروبات الطاقة ضمن “المشروبات المنعشة” غير الكحولية، وتحتوي على مزيج من المواد المنشطة مثل الكافيين، التورين، الغوارانا، الجنسنغ، الكارنيتين، وفيتامينات B.
ورغم الترويج لها كمشروبات تعزز الأداء العقلي والجسدي، تمنع الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية استخدام هذا النوع من الدعاية، وسبق للبرلمان الأوروبي رفض تصنيفها ضمن المشروبات الصحية.

أضرار متعددة.. أبرزها القلب والأعصاب والسمنة

تشير الدراسات إلى أن الاستهلاك المنتظم لمشروبات الطاقة، خصوصًا من قبل الأطفال والمراهقين، قد يؤدي إلى:

  • اضطرابات في النشاط الكهربائي للقلب وارتفاع ضغط الدم، مما يرفع خطر الإصابة بأزمات قلبية.
  • القلق، الأرق، وتشنجات عضلية نتيجة جرعات الكافيين العالية التي قد تصل إلى 200 ملغ في العبوة الواحدة.
  • السمنة ومقاومة الأنسولين وتسوس الأسنان بسبب احتوائها على كميات كبيرة من السكر (أكثر من 60 غرامًا في بعض العبوات)، وهو ما يتجاوز الحد الأقصى الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية.

أرقام صادمة وتحذيرات متكررة

بيانات الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (2013) أظهرت أن:

  • 18% من الأطفال بين 3 و10 سنوات يستهلكون مشروبات الطاقة.
  • 16% من هؤلاء يتناولون كميات كبيرة تصل إلى 4 لترات شهريًا.

ويؤكد الأطباء أن أجسام الأطفال الضعيفة والأيض غير المكتمل يجعلهم أكثر عرضة لتأثيرات الكافيين والسكر.

دعوات للمنع الكامل وتدابير تنظيمية محتملة

خبراء تغذية وأطباء أطفال يشبّهون إعطاء طفل عبوة مشروب طاقة بـ:”منحه 3 أكواب قهوة و12 ملعقة سكر دفعة واحدة”.

وهو ما يعتبر تهديدًا مباشرًا لصحة الجهاز العصبي والقلب لدى الأطفال.
وقد بدأت بعض الدول، منها المملكة المتحدة، دراسة حظر بيعها لمن هم دون 16 عامًا.