عادة ما استغرق الأمر عامين لتراجع حقبة مدرب مانشستر يونايتد إلى منطقة الفوضى، لكن الأمر لم يستغرق سوى شهرين فقط مع روبن أموريم ليصل إلى هذه النقطة.

دفعت الهزيمة الخامسة في ست مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز المدرب الرئيس ليونايتد روبن أموريم، الذي ترك سبورتنغ لشبونة في المركز الثاني بدوري أبطال أوروبا، إلى التحذير من أن يونايتد معرض لخطر الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، وقد تكون هذه معركة هبوط، وقال “إنها واحدة من أسوأ اللحظات في تاريخ نادينا وعلينا أن نقبل ذلك”.

و”أعتقد أن نادينا يحتاج إلى صدمة”، لكن هذا ما يحصلون عليه بالفعل وقد يكون هذا أسوأ نوع من أنواع العلاج بالصدمة، فقد بدا أن إريك تن هاغ أعاد تعريف القاع بالنسبة إلى يونايتد من خلال احتلال المركز الثامن خلال الموسم الماضي، لكن الفريق هبط إلى مراكز أدنى.

وعندما أقال يونايتد المدرب الهولندي كان ذلك جزئياً، لأنهم اعتقدوا بإمكانهم التأهل لدوري أبطال أوروبا لكنهم كانوا في المركز الـ14 آنذاك وهو نفس مركز الفريق الآن، وقد يصبح في المركز الـ15 قبل أن يخوض مباراته المقبلة، وأضحى على بعد 13 نقطة من المراكز الأربعة الأولى وسبع نقاط فقط من المراكز الثلاثة الأخيرة، لذلك فهم في حال أسوأ من معظم الفرق المتعثرة والمتأخرة.

ومنذ وصول أموريم لم يحصل سوى ليستر وساوثهامبتون على عدد أقل من النقاط مما حصل عليه يونايتد، ولولا العودة المستوحاة من تألق أماد ديالو في ديربي مانشستر لكان عدد الهزائم ست مرات متتالية في الدوري.

حقق نيوكاسل الفوز بنتيجة (2-0) فقط في ملعب “أولد ترافورد” لكن النتيجة كانت لتصبح أكبر بكثير، مما يشير إلى أن الفجوة بين الفريقين اللذين أنهيا الموسمين الماضيين جنباً إلى جنب في جدول الترتيب أصبحت الآن أوسع من الفجوة بين كاسيميرو وإريكسن.

ربما تقع على عاتق أموريم مهمة تفجير فقاعة الوهم في يونايتد، إذ انضم المدرب البرتغالي إلى النادي في خضم انطلاق “مشروع 150” الذي يستهدف الفوز بلقب الدوري عام 2028 تزامناً مع الاحتفال بمرور 150 عاماً على تأسيس النادي، لكن يبدو أن الفوز باللقب إن لم يكن في دوري الدرجة الأولى فلن يحدث، فقد ابتعد أموريم من احتمال الفوز بلقب الدوري الثالث له، فقد انتقل إلى يونايتد من سبورتنغ الذي يمتلك نسبة 100 في المئة للفوز بالدوري البرتغالي.

الآن خسر يونايتد خمس مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال ديسمبر (كانون الأول) 2024، واعترف قائلاً “إنه أمر محرج بعض الشيء أن أكون مدرباً لمانشستر يونايتد وأخسر كثيراً من المباريات”، وإذا ثبت أن مقايضة تدريب سبورتنغ بمانشستر يونايتد كانت خطأً، فسيكون هذا بعيداً كل البعد من تسميته الخطأ الوحيد الذي ارتكبه خلال الشهرين الماضيين.

ولا يحاول أموريم التهرب من اللوم، وقال “أنا مسؤول ولا أحب الوصول إلى هنا وإيجاد الأعذار، وأعتقد أن الناس سئموا من الأعذار في هذا النادي”.

ومع ذلك ربما لم يكن ذلك تمريناً على التواضع الزائف، إذ أضاف “إنه خطئي أيضاً في هذه اللحظة لأنني أعتقد أن الفريق لا يتحسن”، لكن الواقع أن الفريق يزداد سوءاً، وأردف “ليس لدينا كثير من الوقت لتدريب اللاعبين بالطريقة التي نريد اللعب بها”.

لكن هذا يعكس محاولته لإعادة تشكيل الفريق، فقد قدم نظاماً يترك يونايتد من دون عدد كاف في منتصف الملعب، وهو ما كان واضحاً بصورة صارخة عندما كان كاسيميرو وكريستيان إريكسن الثنائي المركزي ضد نيوكاسل، إذ يلعب عادة بثلاثة قلوب دفاع لكن يونايتد لا يزال يستقبل 11 هدفاً في آخر أربع مباريات، ويظل أموريم متمسكاً بالرسم الخططي (3-4-3)، لكن من في فريقه يفضل ذلك؟ ماسون ماونت يفضل ذلك لكنه مصاب، وقد يفضل هاري ماغواير وراسموس هويلوند هذه الخطة لكن بالتأكيد ما من أحد غيرهما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إن الرفض العنيد للتنازل واستخدام اللاعبين في أفضل مراكزهم جعل يونايتد أسوأ، وهو إنجاز من نوع ما بالنظر إلى مدى سوئهم تحت قيادة تن هاغ.

وقال “عندما يكون لديك تغيير للمدرب، وبخاصة في هذا النوع من الأندية فهذا لأنهم لم يفوزوا”.

“إنهم يلعبون خصوصاً بالنظام الذي تم شراؤهم من أجله واختاروه بصورة مثالية لهذا النظام، لكن في تلك اللحظة كانوا يخسرون، لذا هل سأغير إلى ذلك النظام الذي لا أؤمن به؟ ​​هذا غير منطقي”.

لكن من غير المنطقي أيضاً استخدام رسم خططي لا يناسب اللاعبين والذي لم يتم شراؤهم من أجله، ولم تكن الأسابيع القليلة الماضية رائعة بالنسبة إلى أيديولوجية أموريم ومن مثله من أصحاب الفكر غير المرن مثل أنجي بوستيكوغلو وراسل مارتن، وأصر أموريم على الفلسفة بدلاً من الاستجابة للواقع، قائلاً “يجب أن أسوق فكرتي، ليس لدي فكرة أخرى”.

لكن من يذكر أن إصراره على اللعب بثلاثة لاعبين في خط الدفاع كان رادعاً لمانشستر سيتي وليفربول، ولديهم في الأقل بعض اللاعبين الذين يمكنهم الازدهار في هذا النسق، على رغم أنه قد لا يكون هناك فريق أقل جاهزية للعب (3-4-3) من يونايتد.

وإذا وضعنا في الحسبان الأخطاء التي ارتكبت في اختيار اللاعبين، فسنجد أن يونايتد بقيادة أموريم كان يعتمد في كثير من الأحيان على لاعبين غير مناسبين وتكتيكات خاطئة، ولم يستغل بعض اللاعبين بصورة كافية بما في ذلك أليخاندرو غارناتشو وماركوس راشفورد، ولم يشارك راشفورد ولو لدقيقة واحدة في آخر أربع مباريات خاضها يونايتد، ولم يكن ضمن تشكيلة الفريق في ثلاث من هذه المباريات. وخسر يونايتد جميع المباريات الأربع وفشل في التسجيل خلال المباريات الثلاث بالدوري.

وإذا كانت هناك حاجة إلى سياسة التناوب وتدوير اللاعبين للتعرف على الجميع، فقد أخطأ أموريم مع فريقه الضعيف في توتنهام وقتما خرج يونايتد من كأس رابطة الأندية المحترفة “كاراباو”، عندما كان من الممكن أن يكون طريقاً للعودة إلى المسابقات الأوروبية.

وربما لن يكون هناك طريق عبر كأس الاتحاد الإنجليزي مع لعب يونايتد خارج أرضه أمام أرسنال أو من الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن إذا كانت تحذيرات أموريم القاتمة صحيحة فإن لديهم مخاوف أكبر.

لقد اعتقدوا أنهم يتعاقدون حالياً مع أحد أفضل المديرين الفنيين في أوروبا، لكنهم عانوا ست هزائم خلال شهر واحد للمرة الأولى منذ عام 1930.

إنه اتهام لأموريم الذي يمتلك الابتسامة والأسلوب والذي جاء بثقة كبيرة، ولكن يبدو أنه قلل من تقدير الدوري الإنجليزي الممتاز وبالغ في تقدير قدرته على تحويل هؤلاء اللاعبين في فريقه، وخاطر بقبول وظيفة قد تكون كبيرة جداً بالنسبة إليه، وقال “لدينا كثير من المشكلات”.

ويبدو أن الهبوط سيكون أحد التوقعات القليلة للفريق بعد أسابيع قليلة من بداية عصر أموريم، والآن أصبح لدى يونايتد مديره الفني المصمم على رأيه والذي أحدث فوضى كاملة.

نقلاً عن : اندبندنت عربية