يتزايد اهتمام الأئمة والخطباء هذه الأيام بموضوع خطبة الجمعة ليوم غد، الموافق 2 مايو 2025م، 4 ذو القعدة 1446هـ، والتي تحمل عنوانًا معبّرًا: “ونغرس فيأكل من بعدنا”، وهو عنوان يعكس القيم الإسلامية العميقة في البناء والعمل من أجل الحاضر والمستقبل.

خطبة الجمعة: دعوة لإتقان العمل والإخلاص فيه

استهلت الخطبة بحمد الله والثناء عليه، وتأكيد أهمية الإخلاص في العمل، مستندة إلى قوله تعالى:
{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88]، ثم انتقلت لتؤكد أن الإسلام حض على الإتقان في كل ما يقوم به الإنسان، مستشهدة بحديث النبي ﷺ:
“إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه”.

الإتقان أساس النهضة وبناء الحضارة

أوضحت الخطبة أن إتقان العمل ليس مجرد سلوك مهني، بل عبادة يثاب عليها المسلم، وهو من أسس نهضة الأمم واستقامة الحياة. وقد ضرب الله المثل بنفسه في إتقانه لخلق الكون، ودعا عباده للإحسان في كل عمل، كما في قوله تعالى:
{وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].

العمل في الإسلام تحت رقابة الله

الخطبة شددت على أن كل عمل يقوم به الإنسان هو موضع نظر الله ومراقبته، لقوله سبحانه:
{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105]، فكل حركة وسكون، وكل نية وعمل، تُرصد وتُحاسب. كما أن الإتقان دليل على صدق النية ونقاء القلب.

من السنة: الحث على الإحسان في كل شيء

جاء في الخطبة العديد من الأحاديث التي تبين حرص النبي ﷺ على الإتقان، حتى في الأمور التي لا ينتفع بها الميت، كما في قوله:
“إن الله يحب من العامل إذا عمل أن يحسن”، وأمره بتحسين الكفن، واختيار المؤذن الأمثل صوتًا، والإمامة للأقرأ في القرآن.

جزاء المتقنين وخطورة الإهمال

أبرزت الخطبة فضل من يتقن عمله ويخلص فيه، حيث وعده الله بالأجر العظيم في الدنيا والآخرة، كما في قوله تعالى:
{إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30].
وفي المقابل، حذرت الخطبة من الإهمال والتقصير والغش، مستشهدة بحديث النبي ﷺ:
“من غش فليس منا”، مؤكدة أن الإهمال لا يضيع المال فقط، بل يؤخر الأمة بأكملها.

إتقان العمل سبيل لنهضة الوطن

ختمت الخطبة بدعوة صريحة إلى أن يكون الإتقان والإخلاص منهجًا ثابتًا لكل عامل وموظف، إذ لا يمكن للوطن أن ينهض ما لم يتحمل كل فرد مسؤوليته، ويؤدي أمانته على أكمل وجه. وبينت أن الأمم لا تنهض بالانتماء وحده، بل بالفعل والعمل، حتى أن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة.